الكاميرون.. «بوكو حرام» تضع «بول بيا» أمام التحدي الصعب

الخميس 27/سبتمبر/2018 - 01:35 م
طباعة الكاميرون.. «بوكو أحمد لملوم
 
يسعى الرئيس الكاميروني المنتهية ولايته، بول بيا لخوض الانتخابات الرئاسيَّة المقرر إجراؤها في السابع من أكتوبر المقبل، مع تسعة مرشحين آخرين، طامحًا في ولاية سابعة على التوالي في الحكم، غير أن «بيا» يواجه انتقادات لكيفية إدارة حكومته عدة ملفات، على رأسها مواجهة جماعة «بوكو حرام» ونشاطها المتزايد في البلاد.
جماعة بوكو حرام
جماعة بوكو حرام
وتشنُّ الجماعة الإرهابيَّة -التي تحاول فرض سيطرتها على منطقة بحيرة تشاد، ويتشاركها كل من: نيجيريا والنيجر وتشاد والكاميرون منذ عام 2009- هجمات انتحارية وعسكريَّة ضد قوات الأمن الكاميرونية أقصى شمال البلاد، بالقرب من الحدود مع نيجيريا.
الجيش الكاميروني
الجيش الكاميروني ـ أرشيفية
وبدأ الجيش الكاميروني بحفر خندق على الحدود مع نيجيريا؛ لمنع تسلل مقاتلي بوكو حرام العام الماضي، وقال العقيد دوراي من قوات مكافحة الإرهاب لقناة فرانس 24 التلفزيونية: «هذا الخندق سيمتد على طول نحو مائة كيلومتر، هذا العمل يشبه بناء سور الصين العظيم».
جماعة بوكو حرام
جماعة بوكو حرام ـ أرشيفية
لكن جماعة «بوكو حرام» مازالت قادرة على تنفيذ هجمات عسكرية، ويرى بيسونج إتهوبن، أحد الزعماء المحليين في الإقليم الجنوبي-الغربي، أن هناك عدة أسباب تجعل نشاط الجماعة الإرهابية في البلاد في تزايد مطرد.

وقال إتهوبن لموقع «المرجع»: «إن الجهود المبذولة حتى الآن ليست كافية، فالجيش يحارب في أكثر من جبهة، فهناك معركة جماعة بوكو حرام، ومواجهة التمرد الانفصالي للأقلية الناطقة بالإنجليزية في الكاميرون، هذا يشكل عبئًا ثقيلًا على إمكانات الجيش».

وأضاف إتهوبن «المقطع فيديو الخاص بالرجال المرتدين الزي عسكري ويقومون بإطلاق النار على مجموعة من النساء مع أطفالهن، قد يؤثر على مجريات الأمور، فليس هناك شيء مؤكد بعد عن إمكانية تأثيره على الدعم المحلي لقوات الجيش في الشمال، حيث تنشط جماعة بوكو حرام».

وتقول أماني الطويل، مدير البرنامج الأفريقي بمركز الأهرام للدراسات السياسيَّة والاستراتيجية: «إنه لا يمكن أن تقع مسؤولية القضاء على جماعة بوكو حرام على عاتق حكومة واحدة، فالجماعة منتشرة في أربع دول أفريقية، ومواجهتها تحتاج لتعاون إقليمي ودعم دولي».
بول بيا
بول بيا
وأضافت الطويل في تصريح لـ«المرجع» أن الرئيس المنتهية ولايته -بول بيا- يحاول استغلال إنجازات حكومته كورقة انتخابية، كما فعل الرئيس النيجيري محمد بخاري، إلا أن أزمة زيادة نشاط الجماعة الإرهابية، تحتاج مداخل أخرى إضافة إلى المدخل الأمني».


وتعد مراعاة الجانب الاقتصادي والثقافي والعرقي من أهم هذه المداخل من وجهة نظر مدير البرنامج الأفريقي بمركز الأهرام للدراسات السياسيَّة والاستراتيجية، مشيرًا لدور الانتماءات القبلية في الكاميرون، وتأثيرها على توفير دعم محلي في المناطق الشمالية لقوات الجيش، التي تحكم أمورًا أكثر من بعض الانتهاكات التي قد ينفذها بعض أفراده».
جنود كاميرونيون
جنود كاميرونيون ـ أرشيفية
وبدأت الحكومة الكاميرونية في التحري عن مقطع فيديو، تم تداوله بكثافة على وسائل التواصل الاجتماعي، يقوم فيه رجال بزي عسكري بقتل امرأتين وطفلين بتهمة الانتماء إلى حركة «بوكو حرام» الإرهابية، ولا يزال من غير المعروف أين ومتى تم تصوير هذا الفيديو.

وقالت منظمة العفو الدولية المعنية بأوضاع حقوق الإنسان حول العالم، «إنها جمعت أدلة موثوق بها على أن الفيديو يظهر فيه جنود كاميرونيون، وهم ينفذون عملية إعدام مروعة خارج إطار المحكمة».

وشكك عيسى تشيروما بكاري، المتحدث باسم الحكومة الكاميرونية في انتماء هؤلاء الرجال إلى قوات الجيش، قائلًا: إن الجنود في شمال البلاد لا يرتدون مثل هذا الزي، ولا يستخدمون تلك الأسلحة التي ظهرت في الفيديو، مضيفًا أن الرئيس بول بيا أمر بفتح تحقيق في الحادث.
بوكو حرام ـ أرشيفية
بوكو حرام ـ أرشيفية
وقالت وزارة الدفاع الكاميرونية مؤخرًا، إن البلاد شهدت تصاعدًا في وتيرة الهجمات التي تنفذها «بوكو حرام»، منذ سبتمبر 2016، وقدرت الوزارة عدد ضحايا هجمات «بوكو حرام» بأكثر من 20 مدنيًّا في الفترة بين سبتمبر ونوفمبر 2017.

وفي نهاية نوفمبر 2017، لقي 6 أشخاص مصرعهم، في هجومين بشمال الكاميرون، نسبت مسؤوليتهما لــ«بوكو حرام»، وذكرت وسائل إعلام محلية أن منفذيهما قادمون من نيجيريا.

وفي تصريحات سابقة، للعقيد ديدييه بادججيك، المتحدث باسم الوزارة، قال لوكالة «إنتر بريس سيرفس»: إن الجماعة تتغلغل في بلاده، ولهذا قرر الجيش تعزيز نظام الاستخبارات لمواجهة تهديدها على نحو فعال.

وتأسست «بوكو حرام»، في يناير 2002، بزعم تطبيق الشريعة الإسلاميَّة في جميع ولايات نيجيريا، حتى الجنوبية منها، ذات الأغلبية المسيحية، وفي مارس 2015، أعلنت الجماعة ولاءها لتنظيم «داعش» الإرهابي.
القوة الأفريقية
القوة الأفريقية المشتركة ـ أرشيفية
ورغم الحملات العسكريَّة التي تقودها القوة الأفريقية المشتركة، للقضاء على «بوكو حرام»، في حوض بحيرة تشاد، فإن هجمات الجماعة الإرهابيَّة لاتزال تثقل المنطقة بحوادث القتل والاختطاف.

والقوة الأفريقية المشتركة، تحالف عسكري، تشكل في مايو 2015، ويضم قوات من: الكاميرون وتشاد ونيجيريا والنيجر وبنين؛ للقضاء على الجماعة المسلحة في حوض بحيرة تشاد التي تطل عليها 4 من البلدان الخمسة، باستثناء بنين.

وتمتد الحدود الشمالية الغربية للكاميرون على طول الحدود الشرقية لنيجيريا، وعلى طول الطريق إلى إقليم شمال نيجيريا ذي الأغلبية المسلمة الذي يعد معقل بوكو حرام، وفي مارس الماضي أقامت الحكومة النيجيرية عددًا من المواقع العسكرية على طول الحدود الشمالية الغربية مع الكاميرون، فى محاولة للحدِّ من نفوذ وتمدد الجماعة المتطرفة.

شارك