«ديتيب» تضع «أردوغان» في مرمى الاتهام بالاستغلال السياسي لدور العبادة

الأحد 30/سبتمبر/2018 - 08:58 ص
طباعة «ديتيب» تضع «أردوغان» أحمد لملوم
 
يفتتح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اليوم السبت، مسجدًا في مدينة كولونيا جنوبي ألمانيا، وسط تشديدات أمنية على خلفية تنظيم معارضيه، من ذوى الأصول التركية، مظاهرات في المدينة، اعتراضًا على زيارته للبلاد.


ويحاول «أردوغان» في زيارته الحالية لألمانيا، تخفيف حدة التوتر بين البلدين، والحصول على دعم من المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل وسط أزمة اقتصادية حادة تعاني منها بلاده، وفتور في العلاقات مع الولايات المتحدة.

 

بيد أن «أردوغان» يواجه موقفًا صعبًا مع السياسيين الألمان وعلى رأسهم «ميركل»، فقد قاطعت «ميركل» وعدد من السياسيين مأدبة عشاء، أقامها على شرفه الرئيس الألماني، فرانك فالتر شتاينماير، ورفض آرمين لاشت، رئيس حكومة ولاية شمال الراين-ويستفاليا الألمانية، الولاية التي تقع بها كولونيا، المشاركة في مراسم افتتاح المسجد.

 

ووجه «لاشت» وابلا من الانتقادات لجمعية الاتحاد الإسلامي التركي «ديتيب»، التي تشرف على المسجد بالإضافة إلى نحو 900 مسجد إضافي تديرها الجمعية في أرجاء البلاد، مستنكرًا الراوبط القوية التي تربطها بالحكومة التركية وتكريس طاقتها للعمل السياسي، وكانت الحكومة المحلية للولاية قد جمدت جميع علاقاتها باتحاد «ديتيب» في وقت سابق هذا العام.


وقال «لاشيت» في تصريحات لصحيفة «تاجس تسايتونج آم فوخن إنده»: «يتعين على جمعية «ديتيب» التركيز مجددًا على العمل الديني والرعوي، دون الانخراط في السياسة أو مراقبة أنصار حركة الداعية فتح الله جولن (الخصم السياسي لأردوغان)، أو الصلاة من أجل احتلال سوريا. هذا تجاوز للحدود».

 

وكان دعاة في مساجد تابعة لجمعية «ديتيب» قاموا بالدعاء من أجل انتصار تركيا، بعد دخول عناصر الجيش التركي شمال سوريا في يناير الماضي، ونشرت مقاطع فيديو على الإنترنت لبعض مساجد «ديتيب» في ألمانيا يظهر فيها أطفال بالزي العسكري.

 

وتعد «ديتيب» أكبر اتحاد مساجد في ألمانيا، وتضم نحو 800 ألف عضو على مستوى البلاد، وترتبط الجمعية بالرئاسة الحكومية التركية للشؤون الدينية والمعروفة باسم «ديانات»، والتي تتبع مباشرة أردوغان، وتقوم«ديانات» بانتداب أئمة أتراك إلى مساجد جمعية «ديتيب»، ويتلقى هؤلاء راتبًا من القنصليات التركية طوال فترة إقامتهم، كما تقوم «ديانات» بوضع الخطوط العريضة الدينية لهذه المساجد.

 

وبرز ارتباط «ديتيب» بالأحداث السياسية الداخلية في تركيا خلال محاولة انقلابية فاشلة نفذت في تركيا صيف 2016، فقد تجسس أئمة الجمعية في ألمانيا على أتباع حركة جولن من المترددين على مساجد الجمعية، وفتح النائب العام الألماني تحقيقات ضد 19 إمامًا، وكشفت وسائل إعلام ألمانية هذا الأسبوع عن دراسة جهاز الاستخبارات الألمانية وضع جمعية ديتيب تحت المراقبة.


وهذا التحرك يلقى دعم بعض السياسيين الألمان، وأبرزهم مارتين شولتس، الزعيم الاشتراكي، الذي صرح لصحف ألمانية بضرورة تذكير جمعية «ديتيب» بأنها جمعية دينية ولا علاقة لها بالعمل السياسي. وإذا لم تستجب لطلب الجهات المعنية بهذا الشأن وواصلت نشاطها السياسي، فيبنغي وضعها تحت مراقبة الأجهزة الأمنية.

 

وقلصت الحكومة الألمانية بشدة أموال الدعم التي تقدمها إلى جمعية «ديتيب»، باعتبارها شريكًا في قضايا الدين والاندماج، وحصلت الجمعية على 300 ألف يورو فقط، بينما كان المبلغ المالي الذي حصلت عليه عام 2017 نحو 1.5 مليون يورو.

شارك