سوريا.. «تحرير الشام» تلعب على أوتار العاطفة الشعبية
الأحد 30/سبتمبر/2018 - 09:00 ص
طباعة
آية عز
«لن أقتل مدنيين في سوريا، لن أقتل 5 ملايين مواطن سوري من أجل وجود 10 آلاف إرهابي، أي حملة عسكرية ستشن على «إدلب» ستكون خطأ إنسانيًّا جسيم»، كانت هذه أبرز تصريحات وتحذيرات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال الأيام الأولى من شهر سبتمبر 2018 في كلماته الرسمية بشأن الوضع الأمني في محافظة «إدلب» بشمال سوريا، التي جددها خلال أعمال الدورة الـ73 للجمعية العامة للأمم المتحدة.
وأثارت كلمات الرئيس الأمريكي غضب الحكومة الروسية، التي اعتبرت حديث «ترامب» أمرًا سلبيًّا لأنه بهذه الطريقة يُشجع على الإرهاب في سوريا وبالتحديد في إدلب، فقامت بشن عمليات متقطعة على إدلب، وقصفت مواقع تابعة لما تعرف بـ«هيئة تحرير الشام» في «إدلب» (فصيل مسلح موجود في الشمال السوري وبالتحديد في إدلب)، فيما قالت مصادر روسية إن «تحرير الشام» كانت تحضر لعملية تفجير كيماوى، بالمشاركة مع «حزب التحرير التركستاني»، موجهة إلى المدنيين والحقول الزراعية والأطفال.
ثم جاء الدور التركي الرافض لأي عمل عسكري تقوم به روسيا في «إدلب»، وعززت وجودها في المحافظة خلال الأيام السابقة بإرسال ما يقرب من 30 ألف جندي للمحافظة، معززين بالأسلحة الثقيلة، وذلك بحسب ما نشرته صحيفة «الوطن» السورية.
«تحرير الشام» واستغلال الموقف
وفي خضم كل هذا تحاول «تحرير الشام» ، استغلال الموقفين الأمريكي والتركي، في التقرب من مواطني «إدلب» ومطالبهم بالوقوف إلى جوارها في أي خطوة تتخذها الهيئة تجاه أى هجوم عليها.
ومن ضمن خطوات التقرب التي اتخذتها الهيئة، إعلان مكتب الدعوة والإرشاد بها عن حملة جديدة سُميت بـ«الثورة مستمرة»، جندت لها عدد من دعاتها بهدف الأهالى بمقاومة الجيش السورى، وقوات التحالف الدولي، إضافة إلى جمع التبرعات المادية من الأهالى كنوع من المشاركة في قتال القوات السورية ــــ الروسية، ولم تكتف بهذا القدر، بل قامت أيضًا بتوزيع مطبوعات دينية تحث على القتال فى سبيل «الجنة»، كما دعت خلال ندوتها جميع الفصائل المسلحة الموجودة في شمال سوريا للاندماج وتوحيد صفوفها.
المعقل الأساسي
وتعليقًا على هذا، يقول عبد الشكور عامر، الباحث المتخصص في شؤون الحركات الإسلامية، إن «هيئة تحرير الشام» لن تستسلم بسهولة للنظام السوري، لأنها لا تريد أن تترك محافظة «إدلب»، التى تعتبرها معقلًا أساسيًّا وملاذًا آمنًا لها، لذلك تبذل قصارى جهدها حتى لا تخرج، وبالنسبة لموقف الرئيسين الأمريكي والتركي، فقد ساعد «تحرير الشام» على ترسيخ أطماعها في المحافظة، وخلال الفترة القادمة ستتخذ موقف الدولتين حجة للحضور في المحافظة، بل وستُحارب من أجلها بناء على هذا.
وأكد «عامر» في تصريحات خاصة لـ«المرجع»، أن «إدلب» من أهم المحافظات بالنسبة لتحرير الشام، نظرا لقربها من تركيا المسؤولة عن ملف الهيئة، وتمويل عناصرها وإمدادها بالسلاح، ومن الناحية الأخرى فـ«إدلب» محافظة تجارية كبيرة و«تحرير الشام» تُسيطر على أجزاء كبيرة منها وتتحكم في المجال التجاري والمعابر، لذلك فالمحافظة بالنسبة لها مصدر تمويل مهم.
وأشار الباحث المتخصص في شؤون الحركات الإسلامية، إلى أن «تحرير الشام» تلعب في الوقت الحالى على وتر التقرب للشعب، لأنه الأمل الأخير لها في البقاء بالمحافظة، لأنها في حال استطاعتها كسب تأييد المواطنين السوريين، ستحصل على شرعية في البقاء بالمحافظة.
للمزيد
«هيئة تحرير الشام» تعتقل وتعدم «متزعمي المصالحة» في إدلب السورية