تعلّم فيها «الملا عمر» وأقرّها «بن لادن».. «الديوبندية» الوجه الصوفي لـ«طالبان»
الأحد 30/سبتمبر/2018 - 09:03 ص
طباعة
عبد الهادي ربيع
نشأت طائفة «الديوبندية» في بلدية ديوبند في الهند، وهي طريقة صوفية تُنسب إلى طرق النقشبندية الجشيتية، والقادرية السهروردية، وتنتهج المذهب الحنفي في الفقه والفروع، ومذهب أبي منصور الماتريدي في الاعتقاد والأصول.
واشتهرت «الديوبندية»، من خلال الجامعة الإسلامية بالهند، الشهيرة بـ«دار العلوم»، والتي تأسست عام 1283هـ، على يد الشيخين محمد قاسم النانوتوي، ورشيد أحمد الكنكوهي، وهما من علماء الهند.
ووفقًا لموقع «الدرر السنية»؛ فإن الجامعة الإسلامية، تأسست في البداية كمدرسة دينية صغيرة بعد قضاء الاحتلال الإنجليزي على الثورة الإسلامية في الهند عام 1857، كرد فعل على المدنية التي أدخلها الاحتلال، ومحاولة لنشر المذهب الحنفي بين المسلمين.
وذكرت مجلة الداعي الشهرية، الصادرة عن جامعة دار العلوم، بديوبند، في عددها السادس، الصادر في مارس 2018؛ أن هذه الجامعة، خلال مائة عام من إنشائها منذ عام 1283هـ، وحتى 1382هـ، قرابة 5888 مدرسًا، و1164 مصنفًا، و1184 مفتيًا، و1540 مناظرًا، و684 صحفيًا، و4288 خطيبًا وواعظًا، و288 طبيبًا.
وتبنت الجامعة الإسلامية بالهند، مجموعة من المبادئ والأفكار منذ إنشائها، أهمها: المحافظة على التعاليم الإسلامية، ونشر الإسلام، ومقاومة الحملات التبشيرية، والثقافات الأجنبية، وذلك من خلال تعليم اللغة العربية ونشر التعاليم الدينية القائمة على الجمع بين العلوم العقلية والروحانية.
وتعتقد «الديبوندية»، في «وحدة الوجود»، المخالفة للمنهج الإسلامي؛ حيث يقول شيخ مشايخ الديوبندية إمداد الله المهاجر المكي، (توفي 1317هـ)، في الصفحة 32، من كتابه «شمائم إمدادية»: «القول بوحدة الوجود حق وصواب».
الانتشار والتأثير
وأوضح موقع «الدرر السنية»، أن «الديوبندية» تنتشر الآن في كثير من المدن الهندية والباكستانية، إضافة إلى دخولها المملكة العربية السعودية، إذ أسس أحد خريجي هذه الجامعة «المدرسة الصولتيَّة» في مكة المكرمة، كما أسس الشيخ حسين أحمد المدني رئيس هيئة التدريس في الجامعة سابقًا المدرسة الشرعية بالمدينة المنورة، وأثرت هذه الطريقة في عدة جماعات دعوية حول العالم، فمؤسس جماعة التبليغ والدعوة والشيخ محمد إلياس من خريجي جامعة دار العلوم.
ويؤكد خالد عكاشة، في الصفحة 15، من كتابه «أمراء الدم: صناعة الإرهاب من المودودي وحتى البغدادي»، أن أبا الأعلى المودودي الذي أعاد إحياء مصطلح «الحاكمية»، التي تلقتها الجماعات التكفيرية، انتسب للجامعة الإسلامية بالهند، وتعلم على يد مشايخها في مسجد فاتح بور بمدينة دلهي، بعد أن انتسب إلى جمعية علماء الهند، ثم أصبح رئيس تحرير صحيفة «مسلم» الصادرة عنها (1921-1924).
الديوبندية وطالبان وابن لادن
ويضيف «عكاشة»، أن الطريقة الديوبندية ظهرت على الساحة الأفغانية والباكستانية، حين أيدت إنشاء دولة إسلامية في شبه القارة الهندية (دولة باكستان)؛ إذ لعب مشايخ الطريقة دورًا محوريًّا في نشأتها عام 1947، وبعد تأسيس باكستان زاد عدد المدارس الدينية الديوبندية، والتحق بها عدد كبير من الأفغان، وعلى رأسهم الملا محمد عمر، وكل زعماء حركة طالبان الذين انتموا إلى الديوبندية.
ويشير مركز بحوث السكينة، إلى أنه في أعقاب أحداث 11 سبتمبر 2001 تقدمت الديوبندية صفوف الحركات المناهضة للتدخل الأمريكي في أفغانستان، مع حركة طالبان، التي تعتبر إحدى روافد هذه الطريقة، إذ تلقى أفرادها العلوم الشرعية في المدارس الديوبندية.
وذكر موقع صحيفة البيان الإماراتية، أن زعيم تنظيم القاعدة السابق أسامة بن لادن (قتل عام 2011) أقر الطريقة الديوبندية، واعتبرها «الإسلام الصحيح، وأن بيعتها واجبة»، وجاء ذلك في كلمة له بمؤتمر علماء الديوبندية الذي عقد في التاسع من أبريل 2001 بمدينة بيشاور الباكستانية، احتفالاً بالذكرى الـ150 على تأسيس المدرسة الديوبندية، وهو المؤتمر نفسه الذي بايع فيه الملا محمد عمر زعيم طالبان، باعتباره الحاكم والأمير الشرعي الذي يحكم بشريعة الله.