اتهامات مصرية لتركيا بتسييس التصوف بسبب «الأكاديمية العالمية»
الإثنين 01/أكتوبر/2018 - 04:22 م
طباعة
سارة رشاد
في أحد فنادق إسطنبول، اجتمع ممثلون عن صوفية 20 دولة، على مدار يومين، منتصف شهر سبتمبر الماضي، للتباحث في موضوعات تتعلق بدور الصوفية في مواجهة الإرهاب.
اتهامات مصرية لتركيا
اللقاء الصوفي الذي جاء بعنوان «مؤتمر التصوف العالمي الثامن»، خرج بمجموعة توصيات، أهمها تلك التي نصحت بتدشين أكاديمية علمية صوفية عالمية، تكون معنية بتدريس التصوف في صيغته العلمية.
وسجلت الصوفية المصرية غيابًا منطقيًّا عن هذا المؤتمر، في ظل الخلاف السياسي بين القاهرة وأنقرة، علاوةً على استشعار الصوفية المصرية الخوف من احتمالية أن تنافسها الأكاديمية المقترحة على تصدّر التصوف العالمي.
وانقسمت الساحة الصوفية المصرية حول جدوى الأكاديمية ومدى احتياج التصوف لأكاديمية علمية عالمية، من عدمه.
شيخ الطريقة الشبراوية (إحدى أكثر الطرق المصرية النشطة) عبدالخالق الشبراوي، كان أحد الرافضين للطرح، حيث قال لـ«المرجع» إن اعتراضه جاء لسببين، الأول معني برفض اختصار التصوف في الجانب العلمي فقط، قائلًا إن موجة جديدة تحل على التصوف حاليًّا، وتتعمد اختصاره في كونه منهجًا علميًّا فقط.
وأضاف أن هذا الوضع ينفي وجود ما يسميه بـ«علوم الحقيقة» والتي تتسبب في «كرامات» الأولياء.
وتابع «الشبراوي»: «السبب الثاني أن هناك جهة خفية تحاول تسييس التصوف، عبر اختصاره في ركن العلم الأكاديمي فقط»، غير مستبعد أن يكون مقترح المدرسة العلمية جاء بالغرض نفسه.
كما أكد الشبراوي أنه لا يثق بأي شيء يأتي من تركيا، مبررًا ذلك بأنها «تسعى للسيطرة على المؤسسات الدينية».
اتهامات مصرية لتركيا
على جانب آخر، أبدى المستشار الديني للطريقة البيومية، الشيخ مصطفى الأقرع، بعض التحفظات على مقترح الأكاديمية، إلا أنه لم يرفض الفكرة من الأساس، وطالب -في تصريحات لـ«المرجع»- بأن يكون الأزهر هو المؤسس والمشرف على تلك الأكاديمية، باعتباره أقدم مدرسة صوفية، علمية وعالمية بالفعل.
وبحكم تبنيه لمبادرة صوفية شبابية عرفت بـ«الصحوة الصوفية»، معنية بإحياء التصوف وتنقيحه، دعّم الأقرع مقترح الاهتمام بالتصوف كعلم، معتبرًا أن في هذا الأمر خلاصًا للصوفية المتضررة من إلصاق تهم الخرافات بها.
للمزيد.. «الصحوة الصوفية».. مبادرة شبابية تعيد التصوف إلى سيرته الأولى
ولفت إلى أن تجربة الأكاديمية العلمية المعنية بالتصوف ليست مبتكرة، إذ سبقتها الأكاديمية العلمية التي دشنتها طريقة العشيرة المحمدية، بالقاهرة القديمة.
وعبّر عن ارتياحه من النقاشات المثارة هذه الأيام حول «التصوف العلمي»، مشيرًا إلى أن قناعة ما سيطرت على المعنيين بأمور التصوف بأن في الصوفية العلمية نجاة.
وتطرق إلى كون الأكاديمية المقترحة ستكون عالمية، شريطة سيطرة الأزهر عليها، مشيرًا إلى أن هذه الأمر يتطلب جهدًا كبيرًا لوضع مناهج منضبطة تحقق الهدف من الأكاديمية.
اتهامات مصرية لتركيا
يُذكر أن «التصوف العلمي»، يعني العودة إلى مناهج الأولياء والابتعاد عن الخرافات، والاجتهاد في إثبات ارتباط بين التصوف والقرآن والسنة، ويعد توجهًا تعيشه الصوفية -على اختلاف مدارسها- حاليًّا.
وتجدر الإشارة إلى أن مصر تتبنى الصوفية العلمية في إطار سعي الدولة لتجديد الخطاب الديني، الذي تهدف القاهرة -من خلاله- إلى التصدي الفكري للتطرف الديني.
وما أثار قلق الصوفية المصرية هو احتضان تركيا للتصوف العلمي، وتبني أنقرة أنشطة صوفية بشكل عام، ما يطرح تساؤلات -وتخوفات- مشروعة حول أهداف تركيا من ذلك.
وتضم الحالة الصوفية التركية العديد من الطرق الصوفية، فيما يختص التصوف التركي بامتلاكه مشروعًا سياسيًّا. ويعود السبب في ذلك إلى أن التصوف كان ركنًا أساسيًّا في الدولة العثمانية، ما يفسر تمرس التصوف التركي في السياسة.
يشار إلى أن المؤتمر السابق ذكره برعاية كلية دار السلام للبحوث بإسطنبول، فيما حضره ممثلون عن صوفية الجزائر، والسنغال، والأردن.
للمزيد.. باحث في الصوفية: «الطرقية» العربية غير مؤهلة للتعبئة ضد التطرف
اتهامات مصرية لتركيا
اللقاء الصوفي الذي جاء بعنوان «مؤتمر التصوف العالمي الثامن»، خرج بمجموعة توصيات، أهمها تلك التي نصحت بتدشين أكاديمية علمية صوفية عالمية، تكون معنية بتدريس التصوف في صيغته العلمية.
وسجلت الصوفية المصرية غيابًا منطقيًّا عن هذا المؤتمر، في ظل الخلاف السياسي بين القاهرة وأنقرة، علاوةً على استشعار الصوفية المصرية الخوف من احتمالية أن تنافسها الأكاديمية المقترحة على تصدّر التصوف العالمي.
وانقسمت الساحة الصوفية المصرية حول جدوى الأكاديمية ومدى احتياج التصوف لأكاديمية علمية عالمية، من عدمه.
شيخ الطريقة الشبراوية (إحدى أكثر الطرق المصرية النشطة) عبدالخالق الشبراوي، كان أحد الرافضين للطرح، حيث قال لـ«المرجع» إن اعتراضه جاء لسببين، الأول معني برفض اختصار التصوف في الجانب العلمي فقط، قائلًا إن موجة جديدة تحل على التصوف حاليًّا، وتتعمد اختصاره في كونه منهجًا علميًّا فقط.
وأضاف أن هذا الوضع ينفي وجود ما يسميه بـ«علوم الحقيقة» والتي تتسبب في «كرامات» الأولياء.
وتابع «الشبراوي»: «السبب الثاني أن هناك جهة خفية تحاول تسييس التصوف، عبر اختصاره في ركن العلم الأكاديمي فقط»، غير مستبعد أن يكون مقترح المدرسة العلمية جاء بالغرض نفسه.
كما أكد الشبراوي أنه لا يثق بأي شيء يأتي من تركيا، مبررًا ذلك بأنها «تسعى للسيطرة على المؤسسات الدينية».
اتهامات مصرية لتركيا
على جانب آخر، أبدى المستشار الديني للطريقة البيومية، الشيخ مصطفى الأقرع، بعض التحفظات على مقترح الأكاديمية، إلا أنه لم يرفض الفكرة من الأساس، وطالب -في تصريحات لـ«المرجع»- بأن يكون الأزهر هو المؤسس والمشرف على تلك الأكاديمية، باعتباره أقدم مدرسة صوفية، علمية وعالمية بالفعل.
وبحكم تبنيه لمبادرة صوفية شبابية عرفت بـ«الصحوة الصوفية»، معنية بإحياء التصوف وتنقيحه، دعّم الأقرع مقترح الاهتمام بالتصوف كعلم، معتبرًا أن في هذا الأمر خلاصًا للصوفية المتضررة من إلصاق تهم الخرافات بها.
للمزيد.. «الصحوة الصوفية».. مبادرة شبابية تعيد التصوف إلى سيرته الأولى
ولفت إلى أن تجربة الأكاديمية العلمية المعنية بالتصوف ليست مبتكرة، إذ سبقتها الأكاديمية العلمية التي دشنتها طريقة العشيرة المحمدية، بالقاهرة القديمة.
وعبّر عن ارتياحه من النقاشات المثارة هذه الأيام حول «التصوف العلمي»، مشيرًا إلى أن قناعة ما سيطرت على المعنيين بأمور التصوف بأن في الصوفية العلمية نجاة.
وتطرق إلى كون الأكاديمية المقترحة ستكون عالمية، شريطة سيطرة الأزهر عليها، مشيرًا إلى أن هذه الأمر يتطلب جهدًا كبيرًا لوضع مناهج منضبطة تحقق الهدف من الأكاديمية.
اتهامات مصرية لتركيا
يُذكر أن «التصوف العلمي»، يعني العودة إلى مناهج الأولياء والابتعاد عن الخرافات، والاجتهاد في إثبات ارتباط بين التصوف والقرآن والسنة، ويعد توجهًا تعيشه الصوفية -على اختلاف مدارسها- حاليًّا.
وتجدر الإشارة إلى أن مصر تتبنى الصوفية العلمية في إطار سعي الدولة لتجديد الخطاب الديني، الذي تهدف القاهرة -من خلاله- إلى التصدي الفكري للتطرف الديني.
وما أثار قلق الصوفية المصرية هو احتضان تركيا للتصوف العلمي، وتبني أنقرة أنشطة صوفية بشكل عام، ما يطرح تساؤلات -وتخوفات- مشروعة حول أهداف تركيا من ذلك.
وتضم الحالة الصوفية التركية العديد من الطرق الصوفية، فيما يختص التصوف التركي بامتلاكه مشروعًا سياسيًّا. ويعود السبب في ذلك إلى أن التصوف كان ركنًا أساسيًّا في الدولة العثمانية، ما يفسر تمرس التصوف التركي في السياسة.
يشار إلى أن المؤتمر السابق ذكره برعاية كلية دار السلام للبحوث بإسطنبول، فيما حضره ممثلون عن صوفية الجزائر، والسنغال، والأردن.
للمزيد.. باحث في الصوفية: «الطرقية» العربية غير مؤهلة للتعبئة ضد التطرف