جيش العدل.. تنظيم مسلح يُقلق إيران ويزعجها
الثلاثاء 02/أكتوبر/2018 - 08:50 ص
طباعة
علي رجب
أعلن الحرس الثوري الإيراني، الجمعة الماضي 28 سبتمبر 2018، مقتل ملا هاشم نكري، الرجل الثاني في جيش العدل، البلوشي، خلال عملية عسكرية على الحدود الإيرانية الباكستانية، في سلسلة حلقات الصراع الدائر بين جيش البلوشي، وقوات الحرس الثوري في النظام الإيراني، وهو صراع ممتد منذ بداية الألفية الجديدة، وفي الوقت الذي اعترف فيه «جيش العدل» بمقتل هاشم محمد زهی المكنى هاشم نکري، أكد مواصلة ما أطلق عليه «الجهاد» ضد النظام الإيراني بحسب موقع «جيش العدل»، على «تويتر».
ينتمي أعضاء جيش العدل الذي أُسس في 2012، إلى قومية «البلوش» السُّنة، وهي القومية التي كانت لها دولة كبيرة تحت حكم إمارة خانات قلات البلوشي، قبل تقسيمها من قبل الاحتلال البريطاني، وتتوزع حاليًّا بين باكستان وإيران وأفغانستان، ويعيش البلوش في إقليم «سيستان وبلوشستان»، بجنوب شرق إيران، وتبلغ مساحته نحو (70 ألف ميل مربع)، ويعتنق معظم البلوش المذهب السُّني الحنفي، بحسب مركز الروابط للدراسات الاستراتيجية والسياسية.
ويتعرض السنة البلوش- البالغ عددهم أكثر من 5 ملايين بلوشي- لاضطهاد قومي ومذهبي من قِبل النظام الإيراني، بحسب «الخليج أون لاين».
التأسيس:
ظهر العديد من الحركات المسلحة، التي قالت، إن هدفها "مواجهة الاضطهاد الدائم من قبل النظام الإيراني ضد القومية البلوشية السنية"، وكان جيش العدل أحد هذه التنظيمات المسلحة؛ حيث أسسه عبدالرحیم ملازاده، أو «صلاح الدین فاروقي»، في 2012، بعد أن أعدمت السلطات الإيرانية رفيق دربه عبدالملك ريجي، مؤسس وزعيم تنظيم «جند الله» في 2010 .
ويشكل جيش العدل البلوشي، أبرز الجماعات المسلحة في إيران؛ حيث يعرف نفسه بأنه «حركة جهادية، تنشط في سيستان وبلوشستان، وتعمل على قتال القوات الإيرانية واستعادة حقوق البلوش وأهل السنة».
وقال قائد التنظيم «صلاح الدين فاروقي» في حوار سابق له مع قناة العربية، إن جيشه يطالب بـ«بتأسيس نظام فيدرالي في إيران يحقق مطالب الشعب البلوشي، وأهل السنة، والشعوب والأقليات العرقية والدينية كافة في إيران»، موضحًا أن منظمته «لا تخوض حربًا شيعية- سُنّية، أي لا تقاتل النظام الإيراني على أساس طائفي».
قادة التنظيم:
يقود التنظيم شخصان هما عبدالرحیم ملازاده، المكنى بـ«صلاح الدین فاروقي»، أمير جيش العدل، من مواليد 1979 بمدينة راسك التابعة لإقليم بلوشستان، والملا عمر داراخشان، هو شقيق الملا بوكس داراخشان، زعيم تنظيم «سيباه رسول الله» وهي أيضًا نشطة في مقاطعة سيستان بلوشستانن بحسب «أرم نيوز».
ومن القادة أيضًا «عبدالله پارسا کوه ونی»، رئيس مجلس شوري جيش العدل وهو رجل دين، بحسب ما ذكره «إبراهیم عزیزي» مسؤول العلاقات بالتنظيم في تغريدة له على «تويتر».
و«ملا هاشم نكري» الرجل الثاني في جيش العدل البلوشي، والذي أعلنت القوات الإيرانية مقتله الجمعة الماضية.
وكذلك سعيد تركمان زهي المعروف بـ«ملا معاذ»، قتل في 7 أبريل 2015، بحسب وكالة «أنباء فارس» الإيرانية.
ويتكون من كتائب أربعة، هي كتيبة «عبدالملك ملازاده» و«نعمة الله توحيدي» وكتيبة «شيخ ضيائي» وهم عناصر بالتنظيم قتلوا في معارك مع القوات الايرانية، إضافة إلى كتيبة للرصد والاستطلاع، ولديه أسلحة خفيفة وقنابل يدوية وألغام.
للمزيد:
تحت شعار «عدو العدو صديق».. المصلحة المشتركة تجمع بين إيران وطالبان
إيران المنزعجة
يشكل جيش العدل إزعاجًا لقادة الحرس الثوري والأجهزة الأمنية الإيرانية، لما يقوم به من عمليات تستهدف الحرس الثوري والمسؤولين الإيرانيين في إقليم سيستان وبلوشستان منذ عام 2012؛ حيث شن جيش العدل هجماتٍ عدّة ضد القوات الإيرانية قتل 14 من حرس الحدود في 27 أكتوبر 2013، إسقاط مروحية تابعة للحرس الثوري في 26 نوفمبر 2013 ، اختطاف 5 جنود من حرس الحدود الإيراني في 9 فبراير 2014، وقتل خلالها 11 من جنود القوات الإيراني في يونيو 2017، وأسفرا عن مقتل 53 شخصًا، وإصابة 25 من أفراد قوات الأمن والمدنيين الإيرانيين بحسب مؤسسة «جيمس تاون» الاستخباراتية الأمريكية.
وفي 16 أبريل 2018 تبنت كتيبة نعمت الله توحيدي التابعة لحركة جيش العدل، مسؤولية الهجوم على معسكر ايراني في منطقة ميرجاوه-بلوشستان، وأسفر الهجوم عن مقتل نحو ١٥ من قوات الحرس الثوري الإيرانين وفقا لحساب جيش العدل على «توتير».
وقد اتهمت إيران، أمريكا ودولة خليجية وباكستان بتمويل جيش العدل البلوشي؛ حيث اتهم جواد كريمي قدوسي، عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني، في اجتماع مع أعضاء لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية- الولايات المتحدة الأمريكية بدعم جيش العدل، قائلًا: «النقطة المهمة في هذا الموضوع أن الدور الذي تلعبه وكالات الاستخبارات الأمريكية عبر المخابرات الباكستانية هو تنفيذ الهجمات الإرهابية على قوات الحرس الثوري الإيراني».
وقد صنفت السلطات الإيرانية جيش العدل كتنظيم إرهابي، ضمن قوائم الجماعات الإرهابية لدى إيران.
ويقول رئيس اللجنة التنفيذية لإعادة الشرعية لدولة الأحواز، الدكتور عارف الكعبي: إن وجود حركات مسلحة هو امر طبيعي في ظل سياسة الإرهاب والاضطهاد التي يمارسهما نظام رجال الدين في طهران، وهو ردة فعل طبيعة للقوميات الغير فارسية لديكتاتورية الملالي.
وأضاف الكعبي، في تصريح خاص لـ«المرجع»، أن البلوش يعانون من التهميش والتمييز داخل موطنهم الأصلي، وهناك اتهامات جاهزة ومعلبة لهم بأنهم تكفيريون وإرهابيون، وهي التهم التي يوجهها النظام الإيراني لأي بلوشي أو أحوازي أو كردي؛ من أجل قمع أي ثورة ضد التنظيم.
وتابع الكعبي أن وجود جماعات مسلحة لدى البلوش أو الأحواز أو الكرد أو الآذريين هو طبيعي نتاج سياسة تهميش واضطهاد من قبل نظام الملا، معتبرًا أن إيران تدعم جماعات مذهبية في المنطقة تحت عنوان المقاومة ومحاربة الإرهاب، وهي تتخذ هذه الجماعات من أجل السيطرة على الدول العربية، فمن الطبيعي أن تظهر جماعات مسلحة في مناطق التهميش والتمييز ضد القوات الإيرانية؛ لأنها تبحث عن حقوقها ودولهم المسروقة من قبل الأنظمة في طهران.
للمزيد.. هجوم الأحواز.. ذريعة إيران الجديدة لنشر الإرهاب بالمنطقة