الضربة الغامضة.. إيران تفشل بعد ضربها «داعش سوريا» بـ6 صواريخ بالستية
الثلاثاء 02/أكتوبر/2018 - 04:57 م
طباعة
علي رجب
«الضربة الغامضة».. أنسب كلمتين لوصف ما قامت به إيران فجر اليوم الإثنين 1 أكتوبر، حيث أطلقت قوات الحرس الثوري الإيراني 6 صواريخ بالستية متوسطة المدى من طراز ذوالفقار وقيام، استهدفت ما وصفته بـ«مقر الإرهابيين التكفيريين في سوريا» (شرق الفرات).
وقال الحرس الثوري في بيان له، إنه أطلق 6 صواريخ استهدفت مقر المتورطين في عملية استهداف العرض العسكري بمدينة الأحواز في 22 سبتمبر 2018، وهو ما أدى إلى مقتل وجرح عدد كبير من القادة والمتورطين الرئيسيين في هجوم الأحواز، فضلًا عن تدمير البنى التحتية ومخازن ذخيرتهم، بحسب البيان.
وقال رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن، لوكالة الأنباء الفرنسية، إن الصواريخ الإيرانية أصابت بلدة «حاجين» التي تقع تحت سيطرة «داعش»، شمال مدينة البوكمال، وذلك ردًّا على تبني «داعش» هجوم العرض العسكري في إقليم الأحواز.
فيما قال محسن رضائي، أمين مجمع تشخيص مصلحة النظام في إيران - بحسب قناة «العالم» الإيرانية- إن ضربة «البوكمال»، كانت مجرد تحذير ورسالة مفادها أن الانتقام قادم.
فشل الصورايخ
على جانب آخر، ذكر نشطاء أحواز وإيرانيون على مواقع التواصل الاجتماعي أن الصورايخ لم تصب أهدافها، بل سقط أغلبها في مناطق كردية، حيث قال الناشط الأحوازي، محمد مجيد الأحوزي: «الحرس الثوري يشن هجومًا صاروخيًّا باتجاه سوريا انتقامًا لهجوم الأحواز، المشكلة أن أغلب الصواريخ سقطت داخل إيران»!
للمزيد.. هجوم الأحواز.. ذريعة إيران الجديدة لنشر الإرهاب بالمنطقة
وأضاف على موقع «تويتر» أن «صواريخ الحرس الثوري الإيراني سقطت على أهالي قرى كرمانشاه، وهذه المناطق كردية سنية».
وتابع: إنه بعد فشل الصواريخ في إصابة أهدافها وسقوطها في مدن إيرانية، أصبح الحرس الثوري مسخرة بين الإيرانيين.
ودشنَّ النشطاء الإيرانيون على «تويتر» هشتاج «#افتضاح_موشکی»، حيث سخروا من القدرات الصاروخية للحرس الثوري، مطالبين بتوجيه الأموال التي تنفق في صواريخ وهمية إلى الشعب الفقير.
تحالف كردي - أحوازي
من جانبه، رأى المحلل السياسي اللبناني والخبير في الشأن السوري، نضال السبع، أن توجيه الحرس الثوري ضربة صاروخية لما ذكره بأنه مقر مخططي هجوم الأحواز، يؤكد وجود تنسيق بين المعارضة الكردية والعناصر الأحوازية تحت رعاية أمريكية.
للمزيد.. تحت شعار «عدو العدو صديق».. المصلحة المشتركة تجمع بين إيران وطالبان
وتابع السبع في تصريح خاص لـ«المرجع» أن «الصواريخ الإيرانية استهدفت قواعد في مناطق شرق الفرات، أي مناطق تحت السيطرة الكردية الأمريكية، وهو ما يشير إلي تحالف كردي - أحوازي، برعاية أمريكية لاستهداف النظام الإيراني»، بحسب قوله.
وأضاف أن هناك تنسيقًا كبيرًا بين إيران ورسيا في سوريا، وليس هناك أي خلافات أو غضب من قِبَل روسيا تجاه إيران.
وقد اعتبر الناطق الصحفي باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف أن الضربات الإيرانية ضد «داعش» في سوريا، اليوم الإثنين، تدعم جهود محاربة الإرهاب.
واعتبر المحلل السياسي اللبناني أن الضربات الإيرانية مؤشر على انحسار الدور الأمريكي في سوريا، وبدأ استهداف حلفاء واشنطن (الأكراد) في شرق الفرات.
فيما أعلن المتحدث باسم التحالف الدولي، شون ريان، في بيان للتحالف، أن «القوات الإيرانية لم تقم بأي إنذار سابق الليلة الماضية»، موضحًا أن «قوات التحالف لم تكن في خطر، والائتلاف مازال يقيّم ما إذا كان هناك أي ضرر»، بحسب شبكة «CNN».
رسالة حرب
من جانبه، علق رئيس اللجنة التنفيذية لإعادة شرعية دولة الأحواز العربية، دكتور عارف الكعبي، كتابة إيران على الصواريخ عبارات «الموت لأمريكا، والموت لإسرائيل»، قائلًا إنها «رسالة حرب إلى السعودية والولايات المتحدة الأمريكية».
وأضاف «الكعبي»: إن إيران تتخذ من «داعش» ذريعة لزعزعة استقرار الدول العربية، واستهداف المصالح الأمريكية بالمنطقة.
واعتبر الناشط الأحوازي، أن هجوم اليوم يكشف عن تنسيق بين التنظيم الإرهابي والحرس الثوري، ويفضح كذب قادة إيران فيمن وراء الهجوم.
واتفقت المتحدثة باسم حملة «عاصفة الجزيرة» التابعة لقوات «سوريا الديمقراطية»، ليلى العبدالله، مع الكعبي، بأن صواريخ الحرس الثوري، جاءت لدعم «داعش»، في ظل حصار قوات سوريا الديمقراطية لفلول التنظيم الإرهابي في البوكمال.
وكان المرشد الأعلى علي خامنئي، والرئيس الإيراني حسن روحاني، وقادة الحرس الثوري، قد اتهموا أمريكا والسعودية ومنظمات أحوازية بالتورط في تنفيذ هجوم العرض العسكري في مدينة الأحواز قبل أن يخرج «داعش» ويتبنى الهجوم، فتقصف إيران قرى سورية، وهو ما يوضح الكذب الإيراني، بحسب «الكعبي».
للمزيد.. «المرجع» يرصد طرق تهريب إيران للسلاح ودور «الوحدة 190» في العمليات