البعثة الأممية فى اليمن.. تواطؤ مكشوف ومجاملات فجّة للحوثيين

الثلاثاء 02/أكتوبر/2018 - 04:58 م
طباعة البعثة الأممية فى إسلام محمد
 
مع التواطؤ الجلي من جانب بعثة حقوق الإنسان الموفدة من الأمم المتحدة، إزاء انتهاكات ميليشيات الحوثيين الإرهابية لحقوق الإنسان في اليمن، والمتمثل فى صمت مسئولي الأمم المتحدة أمام جرائم الميليشيا، واختيارهم «سياسة غض الطرف» عنها، يتمادى عناصر الجماعة الإرهابية في اعتداءاتهم التي طالت أيضًا موظفي الأمم المتحدة أنفسهم.

وشهدت العاصمة اليمنية «صنعاء»، واقعة اختطاف أحد الموظفين الدوليين، وشهدت مدينة «الحديدة» واقعة اختطاف أخرى، كما اقتحمت عناصر الميليشيات مخازن أغذية صوامع البحر الأحمر، ما تسبب في نهب عشرات الآلاف من أطنان المواد الغذائية المخصصة إمدادات لأبناء الشعب اليمنى.

ورغم اعتراض الجمهورية اليمنية، صوّت مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة الجمعة 28 سبتمبر، على تمديد التحقيق حول ارتكاب جرائم حرب في اليمن؛ وأبدت ما تسمى بـ«وزارة الخارجية» التابعة لميليشيات الحوثي المدعومة إيرانيًّا، شكرها للدول التي صوتت لصالح تمديد ولاية بعثة حقوق الإنسان، ما دفع الحكومة الشرعية والتحالف الدولى والمجموعة العربية في مجلس الأمن، لاتهام البعثة بالانحياز للحوثيين، وأن تقرير اللجنة تجاوز معايير المهنية والنزاهة والحياد.

تخبط المنظمة
يؤكد محمد علاءالدين، الباحث المتخصص في الشأن الإيراني، أنه منذ الانقلاب الحوثي في اليمن، وحتى الآن، كانت مواقف الأمم المتحدة ولا تزال منحازة إلى جانب الحوثيين سواء في عهد «بان كي مون» الأمين العام السابق للأمم المتحدة، أو «أنطونيو جوتيريس»، الأمين العام الحالي، وما كان يمكن وصفه بتخبط المنظمة فيما يخص الملف اليمني أصبح حقيقة، فالأمم المتحدة بهذا الشكل تعمل على تفكيك المرجعيات لإيجاد صيغة تعطي الحوثيين تمثيلًا سياسيًّا، يتجاوز حجمهم الحقيقي بحصولهم على مثل ما حصل عليه «حزب الله» في لبنان.

وأضاف في تصريحات لـ«المرجع» أن اصطفاف المنظمة مع قطر والحوثيين أصبح مكشوفًا؛ ولم يتبق إلا أن تصطف مع إيران ليكتمل العقد، وهذا الاصطفاف يزداد كل يوم مع تحقيق قوات التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية انتصارًا جديدًا في اليمن، وكلما زاد الخناق على الحوثيين، خرجت الأمم المتحدة بمبادرات ومهادنات من شأنها إنقاذ الميليشيات الحوثية.

للمزيد ..  رفض مقترح «مارتن غريفيث».. فشل مخطط إيران وقطر في الحُدَيْدَة

وفي سياق متصل أظهرت رسالة مسربة تم الكشف عنها مؤخرا وأوردتها وسائل إعلام محلية عن المعاملة التدليلية التي يلقاها رجال الميليشيات من قبل الأمم المتحدة، إذ تذكر الرسالة التي وجهها «ديفيد بيسلى»، المدير التنفيذى لبرنامج الأغذية العالمى إلى «مهدى المشاط» القيادي بالميليشيات والذي يتولى رئاسة ما يسمى بـ«المجلس السياسي الأعلى» بحسب تسمية الحوثي، تحذيرًا من المسؤول الأممي من تكرار اقتحام منشآت تابعة للأمم المتحدة واستخدامها في أغراض عسكرية، ما يخالف الأعراف الدولية التي تلزم بضرورة فصل المدنيين عن الأهداف العسكرية.

وكان الدور الأممي الذي يلعبه المبعوث «مارتن جريفيث» في اليمن تعرض لانتقادات عديدة بسبب صلاته السابقة بالحوثيين، وهو ما كشفت عنه الصحف اليمنية من قبل، وصدرت ضده انتقادات كثيرة من جانب القادة الميدانيين الذين اتهموه بممارسة دور ممالئ للميليشيات، ومضاد لمعسكر الشرعية والتحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية، ولاقت مبادراته العديدة تعنتا من قبل الحوثيين الذين رفضوا أيضًا حضور المفاوضات التي كان من المقرر عقدها في جنيف مطلع الشهر الماضي، ولكن المبعوث الأممي تجاوز عن تلك التصرفات رافضًا إلقاء اللوم على الانقلابيين، مكتفيًا بالثناء على نيتهم لإحلال السلام، وفق تصريحاته.

شارك