بمشاركة 30 دولة.. هولندا تواجهة الإرهاب بأكبر تدريب في أوروبا
الجمعة 12/أكتوبر/2018 - 11:29 ص
طباعة
أميرة الشريف
في ظل مساعيها لمواجهة مخاطر الإرهاب، بدأت وحدات الشرطة الخاصة في أوروبا، أكبر تدريب لها لمكافحة الإرهاب في هولندا، بمشاركة أكثر من 30 دولة، علي رأسهم دول الاتحاد الأوروبي بالإضافة إلى ايسلندا والنرويج وسويسرا، وتشارك ألمانيا في التدريبات بوحدة (جي إس جي 9) الخاصة بمكافحة الإرهاب وجرائم العنف الأكثر خطورة وبوحدة الانتشار الخاصة إس إي كيه.
وتقوم الدول بالتدريب علي التعامل حال وقوع هجمات إرهابية، وبالأخص عقب العمليات الإرهابية التي شهدتها سبع دول كبري، مثل احتجاز رهائن واختطاف طائرات والهجوم باستخدام قنابل، وغيرها من العمليات الإرهابية التي تواجهها الدول الكبري والتي لديها كافة الوسائل للمواجهة، إلا أن الإرهاب استطاع أن يتوغل وينتشر، ما أدي إلي بحث هذه الدول عن استراتيجية جديدة لمواجهة الإرهاب ودحره تماما.
وأعلنت الشرطة الأوروبية في لاهاي (يوروبول) أن الهدف من هذا التدريب المستمر على مدار عدة أيام هو اختبار التعاون.
في الوقت نفسه، وقع اليوروبول مع وحدات الشرطة من 31 دولة أوروبية على اتفاقية للتعاون.
كاترين دو بول مديرة الشرطة الأوروبية، أكدت أن من غير الممكن الاستغناء عن التعاون والتنسيق الوثيق بين وحدات الشرطة الخاصة وذلك في ظل تنامي خطر الإرهاب والتهديد المتزايد من قبل عصابات الجريمة المنظمة، موضحة أن الإرهاب والجريمة المنظمة لا يعرفان حدوداً.
ووقع وزير الداخلية النمساوي هربرت كيكل على الاتفاقية، إذ إن بلاده تتولى في الوقت الراهن الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي، ووصف كيكل الاتفاقية بأنها «إعلان حرب على الإرهاب الدولي والجريمة المنظمة.
وتتعاون وحدات الشرطة الخاصة الأوروبية فيما بينها في إطار ما يعرف بشبكة أطلس للوحدات وذلك منذ هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001.
واتخذت شبكة أطلس مقراً لها داخل مقر اليوروبول، ورأت دو بول أن هذه الخطوة من شأنها تسريع وتيرة التعاون بين الوحدات، لكنها أضافت أن شبكة اطلس ستظل مستقلة، وقالت إن الشرطة في كل بلد ستبقى هي المسؤولة قانونياً عن كل مهمة.
وستبدأ نقطة الانطلاق في هذه التدريبات بالتدرب على التعامل مع سيناريوهات للرعب، والمتمثلة في هجوم لإرهابيين في سبعة أماكن مختلفة في أوروبا، حيث يواجه المتدربون واقعة خطف رهائن أثناء حفلة موسيقية في سلوفاكيا وخطف عبارة في بحر البلطيق وانفجار قنبلة في مترو أنفاق في العاصمة البولندية وارسو.
ووفق تقارير، فقد قال برنهارد ترايبنرايف، رئيس شبكة أطلس: إذا تعرضت أوروبا لهجوم كبير، فنحن مستعدون، لكنه طالب بتوسيع نطاق التعاون، منوهاً بأنه لا ينبغي اقتصار استخدام المعدات التقنية والمعرفة المتخصصة على الصعيد الوطني وحسب، بل ينبغي الاستفادة من ذلك في دول أخرى.
وفي عام 2017، كشف مسؤول في مكافحة الإرهاب الهولندي أنه ما بين 60 و 80 شخص تابعين لتنظيم داعش الإرهابي في أوروبا يستعدون لتنفيذ هجمات إرهابية دامية، مشيرا إلى أن الجماعة الإرهابية تطلب من أنصارها التخلي عن السفر إلى سوريا والعراق ونقل المعركة إلى أوروبا بدلا من ذلك.
وكانت، كشفت وكالة الاستخبارات الهولندية AIVD خلال شهر سبتمبر 2015، في تقرير رسمي لها بالاشتراك مع الجهاز الوطني لمكافحة الإرهاب (NCTV) بزيادة كبيرة بأعداد التكفيريين بهولندا .
وأضافت، إن هولندا شهدت زيادة في تأثير التيار التكفيري بالمدن الهولندية وحذرت من تنامي هذه الظاهرة بهولندا مؤكدة أن زيادة التيار التكفيري بهولندا يعمل على نشر الفكر المتطرف في هولندا.
ونشرت صحيفة الكونفدنسيال الإسبانية يوم 21 ابريل 2016 تقريرا تحدثت فيه عن انضمام عناصر من الاستخبارات الهولندية إلى صفوف تنظيم داعش وتطرقت للمخاوف التي أثارها ذلك حول مواصلة استهداف التنظيم للدول الأوروبية.
وكشف المركز الدولي لدراسة التطرف والعنف السياسي «ICSR»، بأن عدد المقاتلين الأجانب الذين انضموا إلى صفوف تنظيم داعش يقدر بأكثر من 20 ألف مقاتل، مشيرا إلى عشرين بالمائة منهم تقريبا من الدول الأوروبية ، أما الانتربول الأوروبي قدر عددهم أيضا بـ 25 ألف مقاتل، وأن نسبة تتراوح من الـ 5 إلى 10 في المائة من المقاتلين الأجانب قد قتل في أثناء المعارك، فيما تتراوح نسبة أخرى من 10 إلى 30 في المائة من المقاتلين، يتوقع أنهم تركوا أرض المعركة عائدين إلى بلدانهم او تم احتجازهم في بلدان أخرى في أثناء الترانسيت.
يأتي ذلك عقب إعلان مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون، عن استراتيجية جديدة للإدارة الأميركية لمواجهة الإرهاب، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة تواجه تهديدات من القاعدة وداعش، مضيفا أن الاستراتيجية الجديدة "أوسع" من سابقاتها، وتشمل مقاربة لإيديولوجيا الإرهاب، وتضم توجيهات للتعامل مع التهديدات وتوقعها، وهي الأولى من نوعها منذ عام 2011.
وشدد على أن بلاده تواجه أيضا تهديدات من إيران التي وصفها بأنها "الممول الرئيسي العالمي للإرهاب الدولي منذ 1979"، وفق ما نقلت وكالة رويترز.
وأضاف بولتون: "لن نركز على مواجهة تنظيم واحد بل على كل شبكات الإرهاب، وسنحرم الإرهابيين من التنقل بحرية".
وأوضح المستشار أن الجماعات الإرهابية المتطرفة تمثل أبرز تهديد عبر الحدود للولايات المتحدة ولمصالحها في الخارج.
وكانت، أعلنت وكالة الاستخبارات الرئيسية في هولندا فبراير 2017 ، أنها تتعامل مع مجموعة صغيرة من الأطفال الهولنديين بمناطق صراع في العراق وسوريا، باعتبارهم متشددين مسافرين لأنهم تلقوا تدريبا عسكريا.
وأضاف التقرير أنه بسبب وجود الأطفال في المناطق الخاضعة لسيطرة تنظيم داعش فإنهم يتلقون أحيانا تدريبا عسكريا وعلى الأسلحة من عمر 9 سنوات، ويعتبرهم مسؤولو الاستخبارات متشددين مسافرين.