بعد هزيمة داعش.. المرأة السورية تعود للعمل الاجتماعي ومقاتلات البشمركة في "الظل"!
الأربعاء 17/أكتوبر/2018 - 11:07 ص
طباعة
روبير الفارس
عداوة التنظيمات الارهابية للمراة بصفة عامة .امرا معروفا ومؤكدا سواء اكان ذلك موجودا في المنطلقات الفكرية لهذه التيارات والممارسات او ما تعتبره اجتهادات فقهية .لذلك وبعد هزيمة داعش بالعراق وفي بعض المناطق السورية .نجد نموذجين المراة السورية التى تعود للعمل الاجتماعي .والنموذج الثاني المقاتلات في البيشمركة واللواتي يخفن من عودة دورهن التقليدية بعد الانتصار الكبير اللواتي شاركن في صنعه في سوريا
في بعض مناطق بسوريا عاد الدور الحيوي للمراة متحديا ارهاب داعش المدمر.
ومعلنا لعودة الحياة مع عودة المراة للدور الاجتماعي والسياسي وقد رصدت مواقع سورية عديدة اجواء هذه العودة من ذلك موقع الحل السوري الذى اكد علي ان مناطق شمال نهر الفرات بريف ديرالزور الشرقي والواقعة تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية استقراراً نسبياً، بعد مرور قرابة العام على خروج تنظيم داعش منها، فقد بدأت الحياة الاجتماعية تأخد منحاً جديداً بداخلها، تمثلت بإنشاء مجالس محلية ولجان مدنية تشرف على كافة الجوانب والأمور الخدمية فيها، مّثل وجود العنصر النسائي دوراً مهماً وأساسياً بها.على خلاف التهميش والتضييق الذي فرضه التنظيم على النساء إبان سيطرته على المنطقة لأربع سنوات متتالية، والمتمثل بفرض ملابس هي اقرب للكفن وفق شروط داعش وإضافة لمنعهن من السفر والتنقل إلا بوجود محرم معهن، بدأت المرأة في مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية تسترد دورها الطبيعي في المجتمع.
وعن ذلك تحدثت حنين المحمد 31 عاماً (من ريف ديرالزور الشمالي وعضو في لجنة المرأة) قائلة، إن “دور المرأة بزر من خلال دخولها مجلس دير الزور المدني والمعني بإدارة أمور المنطقة منذ لحظة تشكيله في أواخر 2017، حيث تم ترشيح ليلى الحسن كرئيس مشترك للمجلس كما تم تعيين شمسة العبدالله نائبة في المجلس ذاته، والذي ضم عدة لجان (لجنة التربية والتعليم، لجنة الخدمات والبلديات، لجنة الأمن الداخلي، لجنة الحماية، لجنة الشباب والرياضة، لجنة المرأة، لجنة الآثار والثقافة، لجنة الزراعة والثروة الحيوانية، لجنة الاقتصاد، لجنة عوائل الشهداء، لجنة العدالة الاجتماعية، لجنة المالية، لجنة المنظمات والشؤون الإنسانية، لجنة لتنظيم المجالس، لجنة الصحة.
حيث أشارت المحمد إلى أولى أعمالهم في لجنة المرأة، والمتمثل بإنشاء مركز للمرأة في بلدة الجزرات في يناير الماضي، عُد الأول في المنطقة بعد خروج داعش منها، وتشرف عليه الإداريتان رقية الحسو و نورية العيسى، ويركز نشاطه على تقديم الدعم المعنوي للنساء في المنطقة من خلال إقامة ندوات ودورات توعية وتثقيفية” على حد تعبيرها.
لافتة إلى أن “نشاط اللجنة لم يقتصر على إنشاء مركز المرأة فقط، حيث افتتحت دار المرأة أيضاً في أواخر الشهر ذاته في المنطقة، من خلال انتخاب إداريات وأعضاء لها وتفعيل لجان خاصة بها أيضاً وهي ” لجنة الصلح والتي من مهامها الصلح بين الطرفين عندما لاتحل القضية في دار المرأة فتحول إلى لجنة الصلح، لجنة الاستقبال ومهمتها استقبال القضايا وتنظيم دور المراجعين وفق مخطط مدروس، لجنة الضابطة والتي تكون تابعة لبلدية الشعب حيث تعد الجهة الأقوى في المجلس” وفق قولها.
وعن نشاط الدار تقول ميسون الملحم 23 عاماً (من بلدة الجزرة) إننا “نتلقى في الدار دروساً فكرية تتضمن المفارقات التي عاشتها النساء في زمن التنظيم وفي الوقت الحالي، وعن قواعد وأساسات المجتمع الطبيعي والمساواة بين الرجل والمرأة”.
ومع افتتاح دار المرأة وردت إلى لجنة الصلح التابعة لها، العديد من القضايا التي تخص النساء بحسب المحمد ، حيث تم حل قرابة 32 قضية، بينما بعض منها لاتزال قيد الدراسة، وفق قولها.
وأشادت بالدور الأهم لعمل الدار وهو الكشف عن أوضاع بعض العوائل الفقيرة وتقديم بعض المساعدات الإنسانية لهم، وزيارة عوائل العناصر الذين قتلوا في الحرب مع التنظيم، والنظر في ما يحتاجونه وتقديم المساعدات لهم.
خلود الجاسم 36 عاماً (من ناحية البصيرة) لموقع الحل أن “لجنة المرأة افتتحت في مطلع اكتوبر الجاري، مركزاً جديداً يتبع لها في بلدة البصيرة، تتشابه نشاطاته لسابقيه، حيث يهدف إلى زيادة الوعي وتعرفة النساء بدورهن الأساسي في المجتمع والذي لا يقل عن دور الرجل، ونساندتها لاسترداد حقوقها بالكامل والقيام بدورها الريادي والمهم على أتم وجه” تختتم.
المحاربة في البشمركة
نموذج اخري للمراة المحاربة ضد داعش حيث خدمت المرأة في قوات البشمركة بكردستان على مدى عقود من الزمن، بيد أن إناث البشمركة وجدن أنفسهنّ في المقام الأول بمهام حفظ الأمن على الحدود وحماية ملاجئ النساء وتقديم الخدمات الطبية والتواصلية، ونادرًا ما تولّت المقاتلات مهامًا قتالية إنما بقين بعيدًا عن الخطوط الأمامية حيث تمركز رفاقهنّ الذكور.
لكن مع ظهور تنظيم " ("داعش") يونيو 2014، انهارت المحرّمات والقيود الثقافية التي كانت تحيط في السابق بالمرأة. فإذا بنساء البشمركة يضطلعن بأدوارٍ قتالية أكثر فاعلية إلى أن انضممن في نهاية المطاف إلى الجبهات الأمامية في المعارك ضد "داعش"، وقد حاربن بشجاعة وأثبتن لكل مجنّدة مرشحة ولرؤسائهن ككل أن نساء البشمركة يقدّمن مساهمة قيّمة في القوات القتالية. ولكن مع سقوط "داعش"ـ عادت النساء مرة أخرى إلى التساؤل عمّا إذا كان سيتم الاعتراف بمساهماتهن أم أنهنّ سيرغمن على العودة إلى أدوارهن المحدودة السابقة.حيث يخشين نساء البشمركة في العراق اليوم من سير الأمور بالاتجاه المعاكس والعودة الي الصفوف الخلفية حيث لا تكريم ولا اعتراف بالدور؟