الفساد يعطي قبلة الحياة لـ "بوكو حرام" فتقتل المزيد من الأبرياء
الخميس 18/أكتوبر/2018 - 11:06 ص
طباعة
روبير الفارس
رغم الهزيمة العسكرية التى لحقت بتنظيم داعش في العراق وسوريا إلا أن التابع الأفريقي لداعش وذراعها في الشر " جماعة بوكو حرام " مازالت تنشر القهر وتغتال الابرياء في نيجيريا حيث كشف الصليب الأحمر عن هوية موظفة إغاثة خطفها وقتلها مسلحون فى نيجيريا قائلا إنها تدعى حواء ليمان وكانت قابلة تبلغ من العمر 24 عاما.
وكانت الحكومة النيجيرية قد قالت إن موظفة إغاثة خطفها تنظيم داعش فى غرب أفريقيا قُتلت بعد انتهاء مهلة وضعها الخاطفون لكنها لم تعلن اسم القتيلة.
وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إنها تلقت أنباء تفيد بأن حواء التى كانت تعمل فى مستشفى يدعمه الصليب الأحمر الذى يقع مقره فى جنيف قُتلت “فى فعل همجى بالغ الخسة”.
وكانت حواء وموظفتان نيجيريتان أخريان فى مجال الإغاثة هما أليس لوكشا وسيفورا حسينى أحمد خورسا يعملون فى بلدة ران بشمال شرق البلاد عندما خطفهم التنظيم المتشدد فى مارس 2018 وفى سبتمبر ، قُتلت سيفورا التى كانت ممرضة متخصصة في مجال التوليد وتقوم بمساعدة نساء نيجيريا الفقيرات ورعاية صحتهن. وحددت بوكو حرام مُهل زمنية لقتلهن، لكن لم تتضح مطالب الجماعة الارهابية لإطلاقهن، قبل إنقضاء تلك المهل.
ولا تزال أليس التى تعمل فى مركز تدعمه منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) أسيرة إلى جانب طالبة نيجيرية تدعى لياه شاريبو وتبلغ من العمر 15 عاما وخطفها التنظيم فى حادثة منفصلة فى فبرايرالماضي وفقا لما قالته اللجنة الدولية للصليب الأحمر التى ناشدت إطلاق سراح الاثنتين دون إلحاق الأذى بهما.
وقد بدأ تمرد بوكو حرام في عام 2009، عندما بدأت الجماعة في تمردًا مسلحًا ضد الحكومة النيجيرية. في عام 2010، 55وقتلوا في البداية نحو 55 شخصا وبحلول عام 2013، تجاوز عدد القتلى السنوي 1000، مع زيادة حادة أخرى تحدث في بداية 2014.رفعت اعداد القتلي الي مايقرب من 1500 شخصا سنويا
وكانت بوكو حرام تعرف اولا باسم جماعة أهل السنة للدعوة والجهاد التي غيرت اسمها بعد مبايعة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) إلى ولاية غرب افريقية والمعروفة بالهوساوية باسم بوكو حرام أي "التعاليم الغربية حرام" هي جماعة إسلامية نيجيرية سلفية جهادية مسلحة تتبنى العمل على تطبيق الشريعة الإسلامية في جميع ولايات نيجيريا. والقائد الحالي لها هو أبو مصعب البرناوي الذي عينه تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) والي ولاية غرب أفريقيا في 4 أغسطس 2016، خلفًا للوالي السابق أبي بكر شيكاو،وسميت هذه الجماعة بطالبان نيجيريا وهي مجموعة مؤلفة خصوصاً من طلبة تخلوا عن الدراسة وأقاموا قاعدة لهم في قرية كاناما بولاية يوبه شمال شرقي البلاد على الحدود مع النيجر.
وفي 12 مارس 2015 قبلت داعش بيعة بوكو حرام التي كانت قد أعلنت بيعتها في بداية الشهر، وذلك بعد بث شريط صوتي على الشبكة العنكبوتية.
وفقا لدراسة النيجيرية للتركيبة السكانية والدينية، المسلمين يشكلون 50.5٪ من تعدد السكان. ويسكن المسلمون أساسا في شمال البلاد. الغالبية العظمى من المسلمين النيجيريين هي السنة. المسيحيين هم ثاني أكبر مجموعة دينية ويشكلون 48.2٪ من عدد السكان. ويسكنون في الجزء الأوسط والجنوبي من البلاد.
r] طالب العديد من المسلمين النيجيريين إدخال الشريعة الإسلامية بوصفها المصدر الرئيسي للتشريع. طُبق على 12 ولاية شمالية الشريعة كأساس للسلطتين التنفيذية والقضائية للحكومة في عامي 1999 و2000.
فتش عن الفساد
وحول استمرار جماعة بوكو حرام حتى الان رغم الهزيمة العسكرية التى تلحق بداعش أكد الدكتور “اجو اوجيبدو” استاذ الإعلام بجامعة ابدين بنيجيريا في تصريحات خاصة لبوابة الحركات الاسلامية ان الفساد كان هو العامل الأكبر والرئيسي في نشأة وانتشار جماعة بوكو حرام في نيجيريا كما أشار إلى أن القضاة على الجماعة يتطلب أولا التخلص من الفساد وهذا صعب جدا.
وأضاف اجو قائلا الفساد يأتي في مقدمة العوامل لبقاء بوكو حرام لأنه متغلغل في نواحي عديدة فمثلا الجيش النيجيري غير مجهز بشكل كافي لمواجهة هذه الجماعة أو غيرها هذا على الرغم من أن أموال كثيرة قيل إنها دفعت لتجهيز الجيش بأفضل الأسلحة ولكن هذه الأموال كانت تسرق من قبل رجال السياسة وعندما ظهرت بوكو حرام ثم كشف أن هذه الأموال لم تصرف لتجهيز الجيش كما أدعوا بل إن بوكو حرام اتضح انها مجهزة بأسلحة وعتاد أفضل بكثير من الجيش العامل الثاني المهم هو جغرافيا نيجيريا فالحدود النيجيرية مفتوحة على بعض وبل تأمين الأمر الذي سهل دخول أعضاء جماعة بوكو حرام ليعملوا العمليات بسهولة ويسر ويرجعوا من حيث أتوا بلا تعقب ولكي تتضح الصورة لك فهناك واقعيا 20 الف طريق للدخول إلى نيجيريا والذي يتم تأمينها منها 200 طريق فقط على الحدود
العامل الثالث هي مساندة بعض رجال الدين لبوكو حرام في البداية حيث تم خداعهم باعتبارهم هم الأولاد المعبرين عن الدين فكان يقال لاتهاجموهم إنهم مسلمين وتم مساندتهم ضد الجيش هذا قبل أن يظهروا على حقيقتهم لكن يبقى الفساد هو محور كل هذا فإذا لم تسرق الأموال وتم تجهيز الجيش بالفعل وتأمين الحدود ما كنا قد رأينا هذه الويلات.