رقصة الشيطان الأخيرة.. جبهة النصرة تستولي علي بيوت المسيحيين في "إدلب"
الخميس 18/أكتوبر/2018 - 02:09 م
طباعة
روبير الفارس
أصدرت هيئة تحرير الشام الإرهابية والمعروفة اعلاميا بجبهة النصرة بيانا قالت فيه "إن أملاك المسيحيين هي غنائم حرب وسوف يتم الاستيلاء عليها".
وبدأ اعضاء تنظيم "جبهة النصرة" الإرهابي بمصادرة أملاك وعقارات مسيحيي محافظة إدلب وتوزيعها علي اعضاء التنظيم.
وقالت مصادر أهلية في محافظة إدلب وفق وكالة "سبوتنيك": "إن تنظيم القاعدة الإرهابي متمثلا في "هيئة تحرير الشام"، الواجهة الحالية لتنظيم "جبهة النصرة" الإرهابي بدأ منذ عدة أيام بمصادرة أملاك مسيحيي المحافظة وعقاراتهم، والاستيلاء عليها وقد تم إجبار كل من يسكن أو يشغل عقارات تعود ملكيتها للمسيحيين الذين هجروا المحافظة بإخلائها على الفور، حتى لا يتم معاقبتهم، أو التعهد بدفع ضريبة شهرية عن العقار الذي يشغله الساكن مقابل الحماية يتم دفعها للتنظيم الإرهابي في صورة مستحدثة من فكر الجزية القديم وكان تواجد المسيحيين في محافظة إدلب يتركز في حي وسط المدينة وفي بعض أحياء جسر الشغور وقرى الجديدة واليعقوبية والقنية والغسانية وحلوز، وكانت أعدادهم تقدر بعدة آلاف من طوائف مختلفة، أكبرها الروم الأورثوذوكس والأرمن.وتعرض المسيحيين في محافظة إدلب للتهجير عقب سيطرة الارهابيين عليها، حيث نزح عنها منذ عام 2012 آلاف المسيحيين مع تقدم المجموعات المسلحة وسيطرتها على القرى ذات الأغلبية المسيحية مثل حلوز والغسانية، فغادروا قراهم إلى مناطق سيطرة الدولة السورية أو إلى أوروبا، خوفا من البطش والاضطهاد، الذي مارسته التنظيمات الارهابية منذ بداية الحرب، التي تتعرض لها سوريا
وقامت التنظيمات الإرهابية المسلحة وعلى رأسها تنظيما (جبهة النصرة وداعش) منذ سيطرتها على محافظة إدلب بخطف كهنة وراهبات، وبهدم كنائس وتحويلها إلى معتقلات ومقابر جماعية، كما فعل تنظيم "داعش" بكنيسة الروم الأرثوذكس في قرية الغسانية في ديسمبر 2013.أما كنيسة السيدة العذراء في مدينة إدلب، فتعرضت للنهب على يد مقاتلي "جند الاقصى" عام 2015.في حين وصف بعض المحللين ان هذه هي رقصة اخيرة من شياطين الارهابيين بسوريا الذين سوف يتم القضاء عليهم قريبا.
المسيحية في إدلب
تعد الطائفة المسيحية الطائفة الثانية في الجمهورية العربية السورية بعد الطائفة السنية المسلمة من حيث التعداد السكاني، حيث بلغت نسبتها قرابة 13% حسب تقرير سكان سوريا “طوائف وأديان” الذى اصدره مركز التنمية البيئية والاجتماعية
وفق السجلات الحكومية، إلا أن هذا التعداد ونتيجة الهجرة الكثيفة، نحو دول المهجر تناقص وبشكل كبير، فيلاحظ في الجزيرة السورية هجرة قرى بأكملها نحو الدول الاسكندنافية، وكندا، وهجرة كبيرة من منطقة وادي النصارى بين طرطوس وحمص نحو الولايات المتحدة وفنزويلا… مما أدى لتناقص تعداد أبناء هذه الطائفة ليقدر المتواجد والفاعل في الحياة الاجتماعية والثقافية الحالية بما لا يتجاوز عن 7%، ولتكون الطائفة الثالثة من حيث العدد بعد الطائفتين المسلمتين السنية والعلوية 11%.
من هذا الواقع الديموغرافي قدم التقرير تفصيلات حول هذه الأقلية في محافظة إدلب جاء فيه
محافظة إدلب:
محافظة إدلب هي إحدى محافظات سوريا، وتقع على البوابة الشمالية لسوريا التي تطل منها على تركيا وأوروبا، وتعتبر من المحافظات الحديثة المحدثة في أيام الجمهورية العربية المتحدة. تتوضع على مساحة قدرها 6100 كم2. يحدها من الشمال لواء اسكندرون المحتل من قبل تركيا بطول 129 كم، ومن الشرق محافظة حلب بطول 159 كم، ومحافظة حماة من الجنوب بطول 158 كم، وغرباً محافظة اللاذقية بطول 29 كم. وهي بذلك تحتل المرتبة الثامنة على مستوى سورية من حيث المساحة، وكذلك تحتل المرتبة الخامسة من حيث عدد السكان البالغ عددهم حوالي 1,500,000نسمة وفقاً لإحصائيات الأحوال المدنية لعام 2005، ويسكنها ديموغرافيا عدد من الطوائف: (سنة “شافعي، حمبلي”، شيعة، إسماعيلية، مسيحية، متشيعون، نصيرية “علويون”).
وتعتبر صلة الوصل مابين المنطقتين الساحلية والوسطى والمنطقتين الشمالية والشرقية، وبالتالي هي معبرا لقوافل الترانزيت القادم من تركيا وأوروبا عبر مركز باب الهوى الحدودي.
تبلغ مساحة المحافظة 609710 هكتار والمستثمر منها لا يتجاوز347570 هكتار. تتميز بخصوبة أراضيها وغزارة أمطارها وتعدد مواسمها الزراعية وكثافة المواقع الحراجية فيها حيث تحتل مساحة قدرها 7860 هـ وكذلك تنوع الأشجار المثمرة فيها وفي مقدمتها شجرة الزيتون التي يبلغ عددها حوالي 15 مليون شجرة يقدر متوسط إنتاجها السنوي بحوالي 160 ألف طن.
تقسم محافظة ادلب إلى خمس مناطق إدارية هي إدلب، أريحا، معرة النعمان، جسر الشغور، وحارم.
الطائفة المسيحية:
يتواجد أبناء هذه الطائفة في عدة قرى ومدينتان من المحافظة ونستطيع حصر تواجدهم في التالي:
(مدينة إدلب “حي وسط المدينة”، جسر الشغور “حي المسيحية في الجسر”، قرية الجديدة، قرية اليعقوبية، بلدة القنية، قرية الغسانية “أنزيك”، قرية حلوز)
تبعد إدلب 322 كم عن دمشق و 59 كم عن حلب و 127 كم عن اللاذقية”
يتراوح تعدادهم ما بين 2-3آلاف نسمة، ويتوزعون بعدة مذاهب نذكر منها، الروم الأورثوذكس، اللاتين، الأرمن، البروتستانت، المتجددين من البروتستانت “المعمدانية، الناصرية”.
ويعملون بنسبة تتجاوز 17% بالأعمال الإدارية الحكومية، وقسم ليس أكبر في أعمال واستثمارت خاصة.
إلا أن التعداد الفعلي للمسيحيين المتواجدين في مدينة إدلب أقل بكثير، وهذا ناجم عن الهجرة الكبيرة لمدن المحافظات المجاورة وخاصة نحو “حلب” في أحياء الميدان والسريان الجديد.
ويلاحظ رغبة كبيرة عند شباب هذه الطائفة لترك مدينة إدلب، في ظل تنامي التيار الديني فيها
وتسيطر "هيئة تحرير الشام" (جبهة النصرة) والفصائل الإرهابية الموالية لها على نحو 70 بالمئة من محافظة إدلب وتضم في صفوفها عشرات الآلاف من المقاتلين وأعدادا كبيرة من العرب والأجانب من جنسيات مختلفة، في حين تتقاسم السيطرة على بقية مساحة المحافظة مجموعات أخرى لا تقل تشددا عن "جبهة النصرة"، وتدين بالولاء للقومية العثمانية مثل "الحزب الإسلامي التركستاني" وفصائل ما يسمى بـ"الجيش الحر"، إلى جانب تنظيمات متفرعة عن "القاعدة" و"داعش" كتنظيمات "صقور الغاب" و"أنصار التوحيد" و"حراس الدين" و"أجناد القوقاز" و"جيش العزة" وغيرها من التنظيمات الإرهابية المسلحة.
جبهة النصرة أو جبهة فتح الشام والتي أصبحت فيما بعد هيئة تحرير الشام، كانت منظمة تنتمي للفكر الجهادي تصنف من قبل الولايات المتحدة کمنظمة إرهابية، وتم تشكيلها أواخر سنة 2011 خلال الحرب الأهلية السورية وسرعان ما نمت قدراتها لتصبح في غضون أشهر من أبرز قوى المعارضة المسلحة للدولة السورية لخبرة رجالها وتمرسهم على القتال. تبنت المنظمة عدة هجمات انتحارية في حلب ودمشق. وقد كانت ذراع لتنظيم القاعدة في سوريا، وقد ربطتها تقارير استخبارية أمريكية بتنظيم القاعدة في العراق. دعت الجبهة في بيانها الأول الذي أصدرته في 24 يناير 2012 السوريين للجهاد وحمل السلاح في وجه النظام السوري.