الحكومة الفرنسية ومواجهة التطرف الشيعي
الخميس 18/أكتوبر/2018 - 03:01 م
طباعة
حسام الحداد
قررت الحكومة الفرنسية مساء أمس الأربعاء 07 أكتوبر 2018، إغلاق "جمعية الزهراء الشيعية"، الواقعة في منطقة "غراند سانت" شمالي البلاد، بتهمة "نشر الإسلام الشيعي المتطرف في أوروبا".
وقالت صحيفة "لوفيجارو" الفرنسية، إن مدير شرطة منطقة الشمال ميشال لالاند، قرر إغلاق المركز الشيعي، لمدة 6 أشهر، بالإضافة إلى تجميد أصوله.
وتابعت الصحيفة أن أمر الإغلاق جاء بعد عملية مداهمة كانت الشرطة قامت بها في الثاني من أكتوبر.
وأشارت إلى الشرطة الفرنسية نفذت في 2 أكتوبر عملية أمنية واسعة النطاق لمكافحة الإرهاب، وداهم حوالي 200 شرطي مركز جمعية الزهراء الشيعية شمالي البلاد، ووجدوا أسلحة غير مرخصة كما داهموا منازل المشرفين على الجمعية، واعتقلوا عدة أشخاص.
وحسب الصحيفة، فإن الشرطة كانت تراقب نشاطات هذه الجمعية، بسبب الدعم الذي يقدمه المشرفون عليها لجماعات "إرهابية"، ولحركات تروج لأفكار معادية لمبادئ الجمهورية الفرنسية".
ومن الجدير بالذكر أن مركز الزهراء الشيعي، تأسس في نوفمبر 2009 ويهدف إلى معرفة رسالة الإسلام عبر رؤية الرسول وأهله، ويعرف بهم ويترجم أفكارهم ويستشهد بأعمالهم، مع التركيز على "الفكر والروح الجامعين".
ويقدر عدد الشيعة في فرنسا بنحو 300 ألف شخص، ويوجد نحو نصفهم في العاصمة باريس وضواحيها في حين يتوزع النصف الآخر على مناطق فرنسية أخرى، أهمها مدن وضواحي ليون وتولوز ومونبيلييه وليل ومرسيليا وغيرها.
يترأس المركز يحيى القواسمي، الفرنسي الجنسية الجزائري الأصل، حيث يعتبر من أبرز شيعة فرنسا يقود عدة مؤسسات شيعية وأيضا أسس حزب "ضد الصهيونية" في فرنسا، وله علاقات واسعة مع إيران وحزب الله.
يدين مركز الزهراء ورئيسه يحيى القواسمي بولاية الفقيه والولاء للمرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، وقد زار القواسمي أكثر من مرة إيران، كما التقى الرئيس الإيراني السابق محمود أحمدي نجاد وكذلك الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله.
ويتبنى "القواسمي"، أفكارا وسياسية إيران وحزب الله في المنطقة وهو دائم الهجوم على المملكة العربية السعودية، ويصير على نهج حلفاء إيران في انتقاده للدول العربية باعتبارها دولا رجعية وتابعة، وهو بذلك يشكل ذراع إيران في فرنسا.
وقد أعلنت باريس في وقت سابق عن تجميد أصول جهات ايرانية وأجهزة الاستخبارات الايرانية في فرنسا بسبب العديد من المخططات التي تم الكشف عنها، ومنها على سبيل المثال ما أعلنه دبلوماسي فرنسي يوم الثلاثاء 2 أكتوبر 2018، أن وزارة الاستخبارات الإيرانية "أمرت" بالتخطيط لاعتداء قرب باريس كان يستهدف تجمعاً لمعارضين إيرانيين في المنفى في 30 يونيو 2018، لكن تم احباطه، وقد قامت فرنسا أيضا نتيجة الكشف عن هذه المخططات بتجميد أصول ادارة الأمن في الوزارة الإيرانية وإيرانيين أحدهما دبلوماسي موقوف لاتهامه بأنه على صلة بمخطط الاعتداء في فيلبنت. في المقابل، نفت طهران الاتهامات الفرنسية بشأن التخطيط لاعتداء قرب باريس. وقال وزراء الخارجية والداخلية والمالية الفرنسيون في بيان مشترك "تم إحباط محاولة اعتداء في فيلبنت في 30 يونيو الماضي. هذا العمل البالغ الخطورة على أرضنا لا يمكن أن يبقى بلا رد وأضاف البيان الرسمي "بعيداً عن التأثير على نتائج الإجراءات الجنائية المتخذة ضد المحرضين والمنفذين والمتورطين في مشروع الاعتداء هذا، اتخذت فرنسا تدابير وقائية هادفة ومتوازنة على شكل تبني تدابير وطنية بتجميد أصول الإيرانيين السيد أسد الله أسدي والسيد سعيد هاشمي مقدم وكذلك إدارة الأمن الداخلي في وزارة الاستخبارات الإيرانية".
وأعلنت وزيرة الأمن الفرنسية فلورانس بيرلي الثلاثاء 2 أكتوبر الجاري، وفي مؤتمر مشترك مع نظيرها الأمريكي جيمس ماتيس أن البرنامج النووي الايراني يشكل تهديدًا على الأمن العام، بل وإن تصرفات ايران في الشرق الأوسط تثير العديد من الشكوك. وفي وقت سابق داهمت السلطات الفرنسية مركزاً شيعياً وجمدت أصول ادارة تابعة لوزارة الاستخبارات الإيرانية وشخصين متهمين بالوقوف وراء خطة أحبطت في نهاية يونيو للاعتداء على حركة إيرانية معارضة في المنفى. حيث داهمت "مركز الزهراء" وهو أحد المراكز الشيعية المركزية في أوروبا، والذي يضم عدة جمعيات تعتقد السلطات الفرنسية أنها تمجد "الارهاب" وتبرر التطرف، بينها "حزب مناهضة الصهيونية" و"الاتحاد الشيعي الفرنسي" وتلفزيون "فرنسا ماريان تيلي". وأعلنت السلطات المالية الفرنسية تجميد أصول إدارة الأمن في وزارة الأمن والاستخبارات الإيرانية وإيرانيَين لمدة ستة أشهر بموجب مرسوم نشر في الجريدة الرسمية في إجراء متصل بخطة الاعتداء المفترضة على تجمع لحركة مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة قرب باريس. وتؤثر هذه القضية سلباً على العلاقات الفرنسية الإيرانية وذكرت تقارير صحافية فرنسية أن قرار باريس عدم تعيين سفير في طهران منذ أشهر على صلة مباشرة بها. وفي شمال فرنسا، نفذت الشرطة عملية "وقائية لمكافحة الإرهاب" استهدفت مقر "مركز الزهراء" ومنازل مسؤولين عنه في غراند سانت. وبررت سلطات المنطقة العملية "بالتأييد الواضح" الذي يعبر عنه قادة من المركز تجاه "منظمات إرهابية"، لكنها لم تقم صلة مع فيلبنت. وقالت المعارضة الايرانية إن "الجهود اليائسة التي يبذلها النظام الإيراني واللوبيات التابعة له وحلفاؤه من أجل إلصاق هذا العمل الإرهابي إلى أوساط موهومة شديدة المراس داخل النظام بهدف تبرئة زمرة روحاني أو شخص خامنئي، لا أساس لها من الصحة إلى حدّ أنّ أكاذيبهم تتكشف بأبسط تحقيقات عنها".