"أنفاق داعش".. مخططات تسقط التنظيم الإرهابي في معركة دير الزور
الثلاثاء 23/أكتوبر/2018 - 02:47 م
طباعة
أميرة الشريف
ما زالت المعارك التي يخوضها مجلس دير الزور العسكري المنضوي تحت جناح قوات سوريا الديمقراطية "قسد"، ضد بقايا تنظيم داعش الإرهابي، تتواصل في ريف مدينة دير الزور على الحدود السورية العراقية، وذلك نتيجة الضباب والأحوال الجوية.
وفي الوقت الذي يحاول عناصر التنظيم الإرهابي الحفاظ على تموضعه في تلك المناطق، تقدم مجلس دير الزور في ثلاثة محاور هي الباغوز وهجين والبحرة.
وفي سبتمبر الماضي أعلن مجلس دير الزور العسكري، عن بدء حملة "عاصفة الجزيرة" لتحرير شرق الفرات، والريف الشرقي لدير الزور من سيطرة تنظيم "داعش" الإرهابي.
وقال المجلس أن هدف الحملة، تحرير ما تبقى من أراض في الجزيرة السورية، وشرق الفرات، والمناطق الشرقية بريف دير الزور من "داعش"، خلال مؤتمر صحفي عقد في قرية أبو فأس التابعة لناحية الشدادي جنوب الحسكة.
ودعمت قوات التحالف الدولي بزعامة واشنطن، "التحالف العربي السوري" في العملية الذي أطلقها لتحرير منطقة دير الزور.
و"التحالف العربي السوري" اسم تستخدمه الحكومة الأمريكية للإشارة إلى فصائل عربية منضوية في "قوات سوريا الديمقراطية"، التي يشكل المقاتلون الأكراد معظم قوامها.
وتتمركز عناصر التنظيم الإرهابي في أنفاق قامت بحفرها عقب العاصفة الرملية التي اجتاحت تلك المنطقة قبل أيام، فيما تمكنت قوات "سوريا الديمقراطية" من تدمير نفقٍ لهم بعدما شنت طائرات التحالف الدولي الّذي تقوده واشنطن ضرباتٍ جوية على مواقعهم.
وأقتحمت أمس قوات سورية الديموقراطية (قسد)، أحد معاقل تنظيم داعش في مدينة دير الزور بشرق نهر الفرات، ودارت معارك عنيفة بين الجانبين وسط قصف مكثف نفذه التحالف الدولي بقيادة واشنطن.
وتزامن ذلك مع زيارة وفد من الجيش الأميركي مناطق سيطرة قسد شرقي سورية، لدعم المعارك المستمرة ضد التنظيم.
وقالت الخارجية الأميركية عبر حسابها على تويتر أن الرقيب أول في الجيش الأميركي دانيال ديلي، زار جنود جيشه في مناطق قسد لدعم عملية العزم الصلب التي تخوضها الأخيرة ضد داعش.
وقامت قوات سوريا الديمقراطية، بهجوم على آخر جيوب للتنظيم بعد تحسن الأحوال الجوية، وتمكنت من السيطرة على أجزاءٍ كبيرة من بلدة السوسة بشكلٍ جزئي.
ووفق تقارير، فإن قوات سوريا الديمقراطية تواجه صعوبة في عملية تثبيت سيطرتها ونقاطها في تلك المناطق نتيجة المفخخات والألغام المزروعة بكثافة من قبل التنظيم، وكذلك السيارات المفخخة التي يستخدمها.
وقالت قسد في بيان لها: عاجلَت قواتنا مرتزقة داعش، وشنت هجوماً مباغتاً على تحصيناتهم داخل بلدة السوسة واشتبكت معهم مباشرة في معاقلهم.
وأكدت استمرار المواجهات وسط تقدم ملحوظ لقواتنا داخل السوسة وتقهقر الإرهابيين إلى داخل البلدة، مضيفة أن مقاتليها تمكنوا من قنص انتحاري يستقل سيارة مفخخة في محيط قرية موزان، ما أدى إلى مقتله وسيطرة قواتنا على السيارة المفخخة.
ووفقاً لمسؤول عسكري في قسد، نفذ طيران التحالف الدولي 15 غارة على مواقع ومفخخات التنظيم في بلدتي الباغوز وهيجين شرق الفرات، ما أسفر عن مقتل نحو 23 عنصراً من داعش، وتدمير ثلاث سيارات مفخخة وعربات عسكرية وأنفاق. وأضاف أن مسلحي التنظيم شنوا هجوماً على مواقع قوات قسد في محور الباغوز بالأسلحة الثقيلة والسيارات المفخخة، إلّا أن الأخيرة صدت الهجوم، بتدخل من طيران التحالف والمدفعية الفرنسية.
وخسر تنظيم داعش عدداً من قيادييه البارزين في المعارك الجارية ضمن العملية العسكرية التي أطلقتها الأخيرة ضد التنظيم قبل شهرين، بهدف السيطرة على آخر معاقل التنظيم في المنطقة بدعم من التحالف الدولي.
وأوردت شبكة (فرات بوست) أسماء قادة تنظيم داعش الذين قتلوا مؤخراً في المعارك، وأبرزهم (هارتا دها) الملقب (أبو روميسة البريطاني)، و(ناصر أحمد مثنى) والملقب (أبو المثنى اليمني).
هذا وقد، حصلت القوات الفرنسية في تلك المناطق على معلومات غير متكاملة عن وجود نفق للتنظيم في منطقة هجين يمتد بطول 8 كم تقريباً، ويمكن للآليات والسيارات المرور فيه، بالإضافة إلى وجود قياداتٍ في الصف الأول من التنظيم في تلك المنطقة وغالبيتهم عراقيون ومن جنسيات أجنبية أخرى".
من جانبه، قال المركز الإعلامي لقوّات سوريا الديمقراطية وهي عبارة عن ائتلاف لفصائل كردية وعربية، إن "اشتباكاتٍ عنيفة اندلعت بينها وبين مقاتلي التنظيم في تلك المناطق أسفرت عن مقتل عنصرين من قواتها مقابل 14 مقاتلاً من التنظيم"
في سياق متصل، أكد نوري محمود، الناطق الرسمي باسم "وحدات حماية الشعب" الكُردية التي تشكل أبرز مكونات "سوريا الديمقراطية" أن "معاركهم ضد التنظيم في ريف دير الزور ستستغرق وقتاً طويلاً.
وقال محمود، كان من المفترض أن يتم تحرير كامل ريف مدينة دير الزور من مقاتلي التنظيم في المرحلة الأولى من حملتنا العسكرية، لكن دخول تركيا لعفرين، أخرها"، مضيفًا: لقد تأخرت حملتنا العسكرية نتيجة ذلك، بينما استغل التنظيم انشغال مقاتلينا بمعركة عفرين وتحصن بشكلٍ كبير في هذه المناطق من خلال حفر الخنادق وزرع الألغام، كما أن بعض المحاور والتي تقع بالقرب من نهر الفرات هي مناطق وعرة ومنها محور هجين، الأمر الّذي يزيد من تعقيدات المعركة أكثر.
وقال: "لا نستطيع تحديد وقتٍ دقيق لتحريرها، لكن الأمر يحتاج لأشهر بكل تأكيد، قائلا: معاركنا مستمرة ضد التنظيم وقوات حماية الشعب والمرأة، هم منذ البدايات يحاربون التنظيم ولديهم تجارب كبيرة في صد إرهابه، وحين هُزمت جماعات عسكرية كثيرة أمام القتال ضد التنظيم في المنطقة، كانت وحدات الحماية هي فقط من تحاربه"، وفق قوله.
وفيما يخص عناصر التنظيم من الأجانب المعتقلين في مناطق سيطرتهم والّذين يبلغ عددهم نحو ألف تقريباً، قال محمود: "نحن نلتزم بالمواثيق الدولية، ولدينا مجالس تشريعية في مناطق سيطرتنا، لذا نتعامل مع معتقلي التنظيم وفق القوانين الدولية ضد الإرهاب وكذلك وفق قوانين مجالسنا التشريعية".
ووفق تصريحات سابقة له، تعتقل الوحدات الكردية في سجونها نحو 900 عنصر أجنبي من 44 دولة، مؤكداً أنه حتى الآن "لا نزال نلقي القبض على إرهابيي" التنظيم مع استمرار المعارك ضده في آخر جيب يسيطر عليه في شرق سوريا.
ومن بين أشهر المعتقلين لدى الأكراد، ألكسندر امون كوتي والشافعي الشيخ، الناجيان الوحيدان من وحدة ضمت أربعة مقاتلين مارست التعذيب بحق صحافيين وآخرين إضافة إلى قطع الرؤوس. وأطلقت عليهم تسمية "البيتلز" كونهم بريطانيين.
وتخصص الوحدات الكردية مخيمات خاصة لأكثر من 500 امرأة ونحو 1200 طفل من عائلاتهم، وفق مسؤولين محليين.
ولا يمتلك غالبية هؤلاء وثائق شخصية، حسب ما أكد مسؤول هيئة الخارجية في الإدارة الذاتية عبد الكريم عمر، مشيراً إلى وجود "نساء لديهن أربعة أطفال، وكل طفل من أب، وكل أب من دولة".
وكان مجلس دير الزور العسكري، أعلن أول سبتمبر الماضي عن حملة "عاصفة الجزيرة" لتحرير الريف الشرقي لدير الزور من قبضة تنظيم "داعش"، وهي آخر أماكن تمركزه في الأراضي السورية على الحدود مع العراق، حيث يواصل المجلس الحملة في مرحلتها الثانية وأطلق عليها اسم "دحر الإرهاب.
ويستخدم التنظيم السيارات المفخخة في هجماته المضادة لقوات سوريا الديمقراطية، ويزرع الألغام بكثافة في آخر جيوبه التي يسيطر عليها في سوريا، في محاولة منه لإعاقة تقدم قوات سوريا الديمقراطية.
علي الرغم من ذلك فقد أعلن التحالف الدولي على موقعه الرسمي إن "الحملة ضد التنظيم حصدت نجاحا كبيرا، مضيفاً أنه "فقد أكثر من 90% من الأراضي التي كان يحتلها سابقاً، بالإضافة لتحرير أكثر من 7.3 مليون شخص منهم.
وأعلن التحالف الدولي عن تدمير مسجدًا كان يستخدمه تنظيم "داعش" مقرا له، ومقتل عدد من مسلحي التنظيم نتيجة الغارة الجوية على بلدة بريف دير الزور شرق سوريا.