جرائمهم ضد الإيزيديين موثقة.. منظمات غربية تطالب بمقاضاة داعش!
الأربعاء 24/أكتوبر/2018 - 12:31 م
طباعة
روبير الفارس
تقدر بعض مؤسسات المجتمع المدني وجمعيات حقوق الانسان بأن ضحايا داعش في العراق من الطائفة الايزيدية يتراوح عددهم مابين 5 الاف الي 7 الاف إيزيدي ولم يحدد عدد المصابين اما الانتهاكات الجنسية التى تعرضن لها ايزيديات والبيع كسبايا وخطف اطفالهن فهي ايضا لاتحصي وتفوق التصوراتوهناك جرائم ماتزال تمارس بحق الآلاف من الايزيدين المخطوفين والذين ايضا لايملك احد ارقام حقيقية لهم وكانت المديرية العامة لشؤون الايزيديين في وزارة الأوقاف بإقليم كردستان ، العراق قد اعلنت في إحصائية لها عن الايزيديين المختطفين في العراق
جاء فيها ان “الأعوام الأربعة الماضية شهدت تحرير 3315 مختطفة ومختطف ايزيدي من قبضة داعش، في وقت لا يزال 3102 من المختطفين بلا أثر”.
وأضافت انه “منذ 3 اغسطس 2014 وحتى الان تم إنقاذ 3315 مختطفة ومختطفاً إيزيدياً من قبضة داعش، من أصل 6417، وأن 3102 من الايزيديين ما زالوا في قبضة داعش”
.ومع اهتمام مؤسسات المجتمع المدني بتوثيق الحكايات المرعبة للنجاين والهاربيين من بين انياب داعش قالت مجلة أيلي Elle البريطانية في عددها الاخير ان كثير من المجرمين اعضاء تنظيم داعش معروفون. حيث قامت حكومات ومحامون و منظمات حقوق إنسان الحصول علي شهادات من ناجين بشكل متكرر ومتواصل عن أعضاء في تنظيم داعش من المتورطين بتعذيبهم .
تنظيم داعش من جانبه يحتفظ بسجلاته الخاصة. فبالاضافة الى بياناته التي يعلنها عبر مختلف اللغات حول أسباب استعباده للنساء، فانه يحتفظ ايضا بسجلات عقود الزواج الاجباري وكذلك الصور الالكترونية واعلانات الاسواق لبيع سباياهم من النساء .
وهناك ايضا فيديوهات نشرها مسلحو داعش لأنفسهم على موقع التوصل الاجتماعي فيسبوك وهم بدون لثام يضحكون ويتبجحون بأسرهم لسبايا لهم. ولكن رغم هذه الادلة فإن لاأحد من هؤلاء قد تمت محاسبته إزاء الجرائم التي ارتكبها ضد الإيزيديين .
وكشفت المجلة عن قيام منظمات قانونية ونشطاء يعملون بخفاء وصمت عبر سنوات لجمع وحفظ معلومات والإعداد لقضايا قانونية ضد مسلحين من تنظيم داعش يعتقدون أنهم في يوم ما سيقفون أمام القاضي في محاكم يحاسبون على جرائم الاغتصاب والإبادة الجماعية التي ارتكبت بحق الإيزيديين والاقليات الدينية الأخرى .
من سجل العذاب
ومن الحكايات التى نشرتها المجلة حكاية حلا التى وقعت في اغسطس 2014 عندما اقترب مسلحو داعش من قرية الإيزيدية (حلا) البالغة وقتها من العمر 13 عاماً
حيث تجمعت عائلتها في سيارة أبيها وانطلقوا مسرعين شمالاً عبر سهل قاحل وقطعوا سحبا من الغبار الذي تطلقه عجلات السيارة وأرجل المارة من الهاربين.
في بادئ الأمر لم يلحظ أحد الرايات السود التي كانت تلوح في الأفق من فوق سيارات، إنها كانت رايات داعش .
عندها أدرك والد حلا، الخطأ الذي ارتكبه وضغط على مكابح السيارة. مايقارب من 12 رجلا مسلحا ملثمين ترجلوا من سياراتهم وأمروا عائلة حلا بأن يتبعوهم الى بيت مهجور .
البيت كان من بين عشرات بيوت أخرى اتخذها داعش كمقرات لهم في تنفيذ إبادة جماعية بحق أتباع الطائفة الإيزيدية في العراق. الرجال يتم عزلهم في غرفة لإعدامهم في مكان آخر، في حين يتم اقتياد النساء والاطفال لمكان آخر لغرض استعبادهم .
في تلك الليلة تم نقل حلا ووالدتها وستة أشقاء آخرين لبيوت تستخدم كمقرات للبقاء فيها عبر الاسابيع القليلة القادمة كطريقة ممنهجة لعملية بيع العبيد
قضوا ذلك الوقت وهم مصابون بالدوار مسكنين آلامهم بعقاقير مخدرة تعتقد،" حلا" بأن محتجزيهم كانوا يخلطونها بالطعام اليومي المقدم لهم ليبقوهم غير اصحاء، في حين يقوم مسلحو داعش بالإعداد لتجارتهم البشرية حيث يحسبون كم أمراة لديهم وكيف سيعرضون بضاعتهم ومقدار سعر كل واحدة من السبايا. بعد ذلك تبدأ صفقات البيع مباشرة .
تقول حلا "كل يوم يأتي رجال لاختيار فتيات وأخذهن معهم، وكانوا يقدمون على ضربهن إذا صرخن أو قاومن، وكانوا يحاولون تلطيف الامر لهن بالقول إنهم سيصطحبونهنّ لأزواجهنّ". ولكنّ حلا كانت تدرك بأن الامر ليس كذلك بل سيستخدمونهنّ كسلعة لبيعهنّ واغتصابهنّ بالإكراه وليس زواجاً برضاهنّ.
ولأجل إنقاذ حلا، من هذا المصير قامت أمها بتقطيع شعرها ومسح وجهها بالقير والسخام. وطلبت أمها منها أن تتصرف وكأنها مجنونة، وقامت حلا بالتظاهر على أنها عرجاء وترفس الطعام بقدمها وتتظاهر بأنها خرساء لإقناع محتجزيها من مسلحي داعش بأنها لاتسمع ولاتتكلم وهي غير مرغوب بها.
وفي كل وقت كانوا يأتون لالتقاط نساء وفتيات كانوا يتجاهلونها وبالنهاية اعتبروها غير صالحة لهم وتركوها تذهب .ولكنّ آلافاً من النساء الاخريات، بينهنّ والدة حلا وأشقاؤها، مايزالون هناك وتم توزيعهم على مناطق داعش التي كانت ممتدة بين العراق وسوريا .
من بين الذين نجوا طفل عمره ثلاث سنوات قام مسلح بقضم أذنه بأسنانه وقطعها، وآخر عمره 15 عاما أجبر على حضور دورات تدريب داعش لسنوات حيث تعرض لضرب مبرح وإن عظم القص بارز من صدره ، فتاة أخرى عمرها 19 عاما تم اغتصابها بشكل متكرر بينما كانت حاملاً بطفل من زوجها، وفتاة اخرى تلقت معاملة سيئة ليس من محتجزها العضو بتنظيم داعش بل من قبل زوجته وأطفاله أيضا.
وسيل القصص لا تنتهي حيث اهتم الاعلام العالمي بما حدث للايزيدين من خلال الناجية " نادية مراد "التى اصبت قصتها العالم بصدمة مروعة عن بشاعة هذا التنظيم . ومع الاهتمام الذى اعلنته بعض المؤسسات القانونية بمقاضاة داعش .قال مراقبون ان القضاء علي اعضاء هذا التنظيم من الارهابيين ومحو فكرهم المتعصب والرافض للاخر قد يكون مهما اكثر من المقاضاة القانونية لتنظيم متوحش خارج علي كل القوانين والاعراف .وان العمل علي عودة المختطفين في مناطق مختلفة بسوريا والعراق اجدي قبل ان يتم قتلهم
اليزيديون أو الإيزيديون
هي مجموعة عرقية دينية تتمركز في العراق وسوريّة. يعيش أغلبهم قرب الموصل ومنطقة جبال سنجار في العراق، وتعيش مجموعات أصغر في تركيا، وسوريا، وألمانيا، وجورجيا وأرمينيا. ينتمون عرقياً إلى أصلٍ كرديٍ ذي جذور هندوأوروبية مع أنهم متأثرون بمحيطهم الفسيفسائي المتكون من ثقافات عربية وسريانية،. يرى الإيزيديون أن شعبهم ودينهم قد وُجدا منذ وجود آدم وحواء على الأرض ويرى باحثوهم أن ديانتهم قد انبثقت عن الديانة البابلية القديمة في بلاد ما بين النهرين. ويرى بعض الباحثين أن الديانة الإيزيدية هي ديانة منشقة ومنحرفة عن الإسلام،ويرى آخرون أن الديانة هي خليط من عدة ديانات قديمة مثل الزردشتية والمانوية أو امتداد للديانة الميثرائية. الشخصيات الأساسية في الديانة الإيزيدية هي عدي بن مسافر وطاووس ملك.
يتكلم الإيزديون اللغة الكرمانجية، والعربية خصوصاً إيزيدية بعشيقة قرب الموصل وإيزيدية سوريا. صلواتهم وأدعيتهم وجميع طقوس دينهم باللهجة الكرمانجية (إحدى اللهجات الكردية) أما كتبهم الدينية القديمة فمكتوبة باللغة السريانية، وكانت لهم لغةٌ قديمةٌ خاصة بهم اندثرت مع مرور الزمن. أكبر قبائلهم هي الهبابات والمسقورة وعمرا وعبيدي وهراقي والشهوان والحياليون والجحش. قِبلتهم ومركزهم الديني الأساسي هي لالش حيث الضريح المقدس للشيخ عدي بن مسافر بشمال العراق. يُقسّم المجتمع الإيزيدي إلى ثلاث طبقاتٍ هي: الشيخ، والبير، والمريد، ويحرّم الزواج بين الطبقاتو الإيزيديون هم موحدون يواجهون الشمس في صلواتهم ويؤمنون بتناسخ الأرواح وبسبع ملائكة، وتعتبر عين زمزم من الأماكن المقدسة لديهم. يصوم اليزيديون أربعين يوماً في السنة بدايةً من شهر كانون الثاني.
الديانة الإيزيدية غير تبشيرية حيث لا يستطيع الأشخاص من الديانات الأخرى الانتماء إليها، تعرض الإيزيديون عبر التاريخ إلى 72 حملة إبادةٍ شُنت ضدهم لأسبابٍ مختلفة، حيث تسببت هذه الحروب والمذابح بآثار ترسخت في النسيج الاجتماعي والعقلية الإيزيدية فصار الانزواء عن العالم والتقوقع الاجتماعي والخوف من الغرباء سمةً أساسيةً لهم. لكن كل هذا لم يمنع المثقفين الإيزيديين من إنشاء مراكز ثقافيةٍ واجتماعيةٍ لتعريف العالم بديانتهم وجعل الإيزيديين ينفتحون أكثر على العالم الخارجي. تعرض الايزيديون لهجمات متكررة من تنظيم داعش تمثلت بتفجيراتٍ وعمليات اغتيالٍ تستهدفهم في العراق. أدّى سقوط الموصل وسيطرة تنظيم داعش على مناطق شاسعةٍ من شمال العراق وسقوط مدينة سنجار الإيزيدية بيد المسلحين إلى قتل المئات وسبي أعداد كبيرة من النساء والأطفال وكذلك هجرة الآلاف منهم من مدنهم وقراهم فراراً من بطش تنظيم داعش.