بمزيد من الإصرار.. ألمانيا تمد الأكراد بمتطوعين لمواجهة "داعش"

السبت 27/أكتوبر/2018 - 02:10 م
طباعة بمزيد من الإصرار.. أميرة الشريف
 
تسعي جميع الدول الأوروبية للقضاء علي التنظيم الإرهابي "داعش" في سوريا والعراق، حيث ذكر تقرير صحافي أن عدد المتطوعين الألمان يتوجهون إلي سوريا لمحاربة تنظيم "داعش".
 وأوضح التقرير أنه منذ أبريل 2017 غادر 45 شخصاً من ألمانيا إلى سوريا والعراق للانضمام إلى الأكراد في حربها ضد التنظيم الإرهابي.
جاء ذلك في رد لوزارة الداخلية الألمانية على طلب إحاطة تقدمت به كتلة حزب اليسار في البرلمان الألماني "بوندستاغ". 
وبدأ الدعم العسكري الألماني للقوات الكردية في عام 2014،  وشمل مدها بالسلاح والتدريب، الأمر الذي توقف أثناء الاشتباكات التي شهدتها محافظة كركوك أخيرا بين الجيش العراقي والقوات الكردية.
وتتضمن الأسلحة التي ترسل بنادق، وأسلحة آلية، وأنظمة مضادة للدبابات، وعربات مصفحة،وبلغ عدد المقاتلين المتوجهين من ألمانيا لمحاربة "داعش" ، 204 شخصاً، من بينهم 69 ألمانياً.
ووفق إحصائيات وزارة الداخلية الألمانية، فإن 21 شخصاً من مجمل القادمين من ألمانيا لمحاربة "داعش" قُتلوا في سوريا والعراق، فيما عاد 22 مقاتلاً منهم إلى ألمانيا منذ أبريل 2017، وسبقهم بالعودة 102 شخصاً.
في هذا السياق، انتقدت أولا يلبكه النائبة عن حزب اليسار تعامل سلطات التحقيق الألمانية مع هذا الموضوع بالقول: "حقيقة أنهم استطاعوا إجبار داعش على التقهقر مرتبط بانتمائهم إلى مقاتلي وحدات الدفاع عن الشعب الكردي. لكن من المعيب تعريضهم للمساءلة لدى عودتهم باعتبارهم أعضاء مزعومين في التنظيم الإرهابي".
وطبقاً لتقرير وزارة الداخلية، فإنّ مكتب التحقيقات الاتحادي مطلع على 32 قضية حرّكت فيها الشرطة قضايا تحقيقية ضد المتطوعين العائدين من سوريا والعراق.
في 27 حالة وجهت لهم الاتهامات بالانتماء لمجموعة إرهابية، وقد اكتملت لائحة الاتهامات في 16 حالة، واعتبر 2 من العائدين يشكلون حالياً تهديداً لألمانيا.
وفيما طالبت النائبة يلبكه بمنح هؤلاء المقاتلين اعتباراً رسمياً، مضت متسائلة: "فيما يدور الحديث دائماً حول شجاعة المدنيين والالتزام بالوقوف ضد الجريمة، لماذا يوسم من ساعدوا في دحر داعش بأنهم مجرمون؟".
وكانت أعلنت الحكومة الألمانية، منذ يومين، أنها مصرة على تزويد قوات البشمركة بالسلاح، رغم ملابسات وتبعات استفتاء اقليم كردستان العراق للانفصال عن بغداد، وما تبعه من قتال في محافظة كركوك.
وقال متحدث باسم وزارة الدفاع الألمانية في مؤتمر صحفي ببرلين: "صحيح أننا لا نضمن بقاء كل قطعة سلاح في أيدي المقاتلين الذين يحاربون ما يسمى تنظيم داعش، لكن الأكراد أكدوا لنا أن الأسلحة التي سنمدهم بها لن يتم استخدامها إلا ضد مقاتلي التنظيم الإرهابي".
وأضاف المتحدث "نحن نراقب الوضع في شمال العراق، وفي المناطق الكردية بعناية تامة، ولكننا لا نرى سببا في التشكيك في القدرة على المحافظة على الاتفاقيات الموقعة بيننا وبين الأكراد".
وفي أغسطس 2014، قررت الحكومة الألمانية التدخل في العراق لأن تقدم تنظيم (داعش) كان قد هدد بزعزعة استقرار منطقة الشرق الأوسط بأكملها، فإنذاك  سيطر التنظيم على أجزاء كبيرة من سوريا.
ومنذ 2014، أرسلت ألمانيا أكثر من مائة طن من إمدادات الإغاثة للنازحين في البلاد، وقامت برلين بإرسال معدات عسكرية للمقاتلين الأكراد، وتم تزويد قوات البيشمركة في شمال العراق بالأسلحة، رغم السياسة الألمانية المعلنة من أن برلين لا تقوم بإرسال أسلحة أو مواد عسكرية إلى مواطن النزاع.
ومع فشل جميع المساعي للقضاء علي التنظيم الإرهابي، يري مراقبون أن القوات الكردية تمتلك القدرة على وقف تقدم مقاتلي داعش، وهذا ما يعني الحاجة لمهاجمة داعش في المناطق التي تسيطر عليها سواء كانت في سوريا أو في العراق.

شارك