"حوار المنامة" ومواصلة الجهود لمكافحة التطرف والإرهاب
السبت 27/أكتوبر/2018 - 02:58 م
طباعة
حسام الحداد
أكد الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء، أن أحد أهم مساعي مكافحة التطرف يكون من خلال إتاحة الفرص أمام فئة الشباب وتأهيلهم للمشاركة في عملية البناء والتنمية، لتبقى إسهاماتهم ضمن خدمة مجتمعاتهم، وتعزيز مفهوم المواطنة العالمية لديهم لبناء عالم ومستقبل أفضل يضم الجميع. وأضاف لدى افتتاحه مساء أمس المؤتمر الرابع عشر للأمن الإقليمي "حوار المنامة"، أن البحرين تواصل جهودها مع الدول الشقيقة والصديقة لمكافحة الإرهاب والتطرف أينما وجد، والتعاون معها على مختلف الصعد، العسكرية منها والسياسية والاقتصادية، وتوحيد تلك المساعي الرامية إلى القضاء على جذور الإرهاب وتجفيف منابعه وأصوله، مشيرًا إلى أن تزايد استمرار النشاط الإرهابي في العالم يستدعي التعامل معه بحزم باتخاذ سياسات فاعلة لمكافحة الإرهاب، وتبني نهج مشترك مع المجتمع الدولي للتعامل مع تلك الأيديولوجية المتطرفة.
وانطلقت أمس الجمعة 26 أكتوبر 2018 فعاليات منتدى "حوار المنامة 2018" بمشاركة أكثر من 50 وزيراً ومسؤولاً يمثلون 25 دولة، وسيطرت تدخلات النظام الإيراني وسياساته المزعزعة للأمن والسلام العالمي على كلمات المتحدثين في الجلسة الافتتاحية للمنتدى. وشدد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط في كلمته أمام الجلسة الافتتاحية، التي بحثت مصادر التهديد الدولي وسبل مواجهتها، على أن الوضع في المنطقة ليس حالك السواد فهناك تنمية مهمة في الخليج العربي ومصر وغيرهما، مشيراً إلى أن الجامعة العربية تعد لقمة تنموية مطلع العام المقبل في لبنان.
وحول تحديات مواجهة الإرهاب، أكد أبو الغيط أن مرجعية الجامعة في تصنيف الجماعات الإرهابية هي قرارات مجلس الأمن، مشيراً إلى أن بعض قرارات جامعة الدول العربية تسمي "حزب الله" بـ"حزب الله الإرهابي". وفيما يتعلق بالأزمة اليمنية شدد أبو الغيط على ضرورة وقف تدخلات إيران قائلاً: "الحوثي لعبة بيد إيران والوضع الإنساني هناك صعب للغاية".
ومن جانبه، شدد الجنرال المتقاعد ديفيد بترايوس، القائد السابق للقيادة المركزية بالجيش الأميركي والمدير السابق لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، على ضرورة وقف أنشطة إيران النووية ووقف دعمها للميليشيات الإرهابية، مشيراً إلى أن طهران زادت من تدخلها في المنطقة.
وأضاف أن العقوبات المرتقبة على إيران مطلع شهر نوفمبر ستكون مختلفة، مؤكداً أن الإدارة الأميركية الحالية لا يبدو أنها ستقدم تنازلات لإيران كما فعلت الإدارة السابقة، وأن على الشركات أن تختار بين الولايات المتحدة وإيران.
من ناحيته قال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي إنه لا يمكن تحقيق السلام في المنطقة دون حل الصراع العربي الإسرائيلي. وأضاف الصفدي: "لا يمكن أن يكون هناك سلام واستقرار في المنطقة حتى يتم حل النزاع الفلسطيني الإسرائيلي". وتابع: "يجب على كلا الجانبين العمل نحو حل الدولتين"
وتكتسب دورة هذا العام من قمة حوار المنامة للأمن الإقليمي، أهميتها من العديد من الاعتبارات، فإضافة إلى أنها النسخة الـ14 من المنتدى، الذي يواصل سنوياً وبنجاح مسيرة مساهماته في النقاش والتفاعل حول مصادر التهديد الدولي وسبل مواجهتها، فإن القمة هذا العام على موعد مع بحث إحدى أهم وأبرز تحديات المنطقة والعالم، وهي قضية "إعادة ترتيب الشرق الأوسط"، حيث خصص المنتدى فعالياته وجلساته لبحث هذا الموضوع بأبعاده المختلفة.
ويوصف منتدى حوار المنامة باعتباره أكبر قمة سياسية غير رسمية في الشرق الأوسط نظراً للمشاركة الواسعة رفيعة المستوى به، والذين يأتي على رأسهم وزراء دفاع وخارجية ومستشارو أمن قومي من أكثر من 20 دولة، فضلاً عن المهتمين والمعنيين من الخبراء والمتخصصين الذين تحرص الدول الكبرى والأطراف الإقليمية الرئيسية والقوى الفاعلة على حضور ممثلين لهم والمشاركة في مداولاته.
وتبدو أعمال قمة هذا العام مختلفة عن سابقاتها، لأكثر من سبب، منها: ما يحفل به الإقليم في الوقت الراهن من قضايا ومشكلات لا تهم دول المنطقة فحسب، بل المجتمع الدولي ككل، والذي ترتبط مصالحه الحيوية وطمأنينة شعوب الكرة الأرضية بأسرها بمدى أمن واستقرار دول الشرق الأوسط خاصة، فضلا عن مدى القدرة على تحجيم النزاعات والصراعات الدائرة فيها، سيما أن المنطقة تعد ومنذ عقود مضت مختبرا للاستقرار في العالم ككل، وتوصف بأنها الأكثر سخونة، حيث تضم وحدها أكثر مناطق الاضطراب وبؤر التوتر في العالم أجمع.