قطر وأوهام الزعامة.. الدوحة تحدد 3 شروط لحل أزمتها مع الرباعي
السبت 27/أكتوبر/2018 - 03:21 م
طباعة
أميرة الشريف
ما زالت الأزمة القطرية مع الرباعي العربي تشهد تصعيدًا من قبل الدوحة، عن طريق التراشق بتصريحات تهاجم فيها دول المقاطعة السعودية والإمارات والبحرين ومصر، وبحسب وسائل إعلام قطرية خرج وزير الدفاع القطري، خالد العطية، اليوم بتصريحات في مؤتمر بعنوان: "أزمة الخليج وآثارها.. مقاربات علمية"، بالعاصمة القطرية الدوحة، قال فيها "نمتلك أسلحة ردع لحماية قطر والحفاظ على أمنها واستقرارها"، و"قطر لن تنحني أبدا، ودول الحصار فشلت في إخضاعها"
وبنفس اللهجة المستفزة ،اشترط الوزير القطري وجود ثلاث خطوات يجب أن تسبق حل "أزمة الخليج"، قائلا، "أي حل للأزمة يجب أن يسبقه اعتذار للشعب القطري، ثم رفع الحصار، والجلوس على طاولة الحوار، علي حد أوهامها.
وقطعت المملكة العربية السعودية والامارات العربية المتحدة والبحرين ومصر علاقاتها الدبلوماسية مع قطر في 5 يونيو 2017، متهمين إياها بدعم الإرهاب والتقرّب من إيران، وقدمت الدول الأربع قائمة للدوحة بمطالبهم لعودة العلاقات، والتي كان على رأسها "وقف دعم وتمويل الإرهاب" وإغلاق قنوات "الجزيرة".
وفي خطوة تظهر العداء القطري والتصريحات المستفزة الدائمة للدوحة، تبدل الوضع، إذ أصبحت الدوحة هي من تفرض الشروط على دول الحصار من أجل المصالحة.
وتستقوي قطر منذ اندلاع الأزمة بإيران وتركيا، حيث حصل تميم منهما علي وعود بعدم التخلي عن بلاده، ما أدي إلي طمأنته بأن قطر ستظل قوية حتي حال مقاطعة الرباعي العربي.
واعتادت الدوحة منذ المقاطعة علي إصدار بيانات تتهم فيها الرباعي العربي بزعزعه استقرارها وأمنها، حيث اتهم أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في وقت سابق، السعودية والإمارات والبحرين ومصر بأنها ليست مهتمة بحل الأزمة مع بلاده.
تأتي تصريحات الوزير القطري بالتزامن مع تصريحات ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان تحدث خلالها عن قطر، وقال خلالها إن "قطر تمضي بنجاح في خططها الاقتصادية، وأن ثمار ذلك النجاح ستظهر بعد خمس سنوات.
وقال ابن سلمان، في لقاء ضمن مؤتمر "مستقبل الاستثمار" بالرياض، الأربعاء الماضي إن "دول محيطة بنا تسير بنجاح في خططها الاقتصادية، بما فيها قطر"، مضيفًا أن قطر تمتلك اقتصادا قويا، ورغم خلافنا معها، لكنها ستكون مختلفة بعد 5 سنوات".
وزعم وزير الدفاع القطري، خالد العطية، اليوم في تصريحاته، إن بلاده استطاعت إفشال إمكانية حدوث عمل عسكري، إبان اندلاع الأزمة الدبلوماسية مع السعودية ومصر والإمارات والبحرين، في يونيو من العام الماضي؛ مؤكدا قدرتها على التصدي لأي عمل عسكري يستهدفها.
وكشفت قطر عن وجهها الإرهابي، حيث أشاد العطية بالموقف التركي المساند لبلاده في أزمتها مع الدول العربية المقاطعة لها، وقال، "من العوامل الخارجية التي أفشلت الحصار كانت وقوف تركيا مع قطر بالدرجة الأولى".
وفي الوقت الذي تتهم فيه قطر الرباعي العربي بذلك، كشفت السعودية، عن محادثات أجرتها مع مسؤولين قطريين، وذلك على لسان وزير خارجيتها عادل الجبير، تحدث فيها عن تحالف الشرق الأوسط الاستراتيجي، مشيرا إلى أنه لن يتأثر بالخلاف الدبلوماسي.
وقال الوزير السعودي "التعاون الأمني مع قطر مستمر وتحالف الشرق الأوسط الاستراتيجي لن يتأثر بالخلاف الدبلوماسي"، وذلك خلال مشاركته في أولى جلسات اليوم الثاني لمؤتمر "حوار المنامة" في البحرين.
وأضاف "محادثات تحالف الشرق الأوسط الاستراتيجي في السعودية شارك بها مسؤولون قطريون"، مشيرا إلى أن مناقشات تحالف الشرق الأوسط الاستراتيجي مستمرة وتركز على وضع إطار عمل.
وقطعت السعودية والإمارات والبحرين ومصر علاقاتها مع قطر، منذ 5 يونيو 2017؛ بدعوى دعم الدوحة للإرهاب، وهو ما تنفيه، وتزعم أن الأمر يتعلق بـ "التأثير في قرارها السيادي".
وكان تعهد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بمواصلة الدعم العسكري الذي تقدمه بلاده إلى قطر خلال زيارة إلى الدوحة، حيث أن تركيا لديها قاعدة في قطر (قاعدة الريان العسكرية)، وتستوعب قرابة 3000 جندي.
وأرسلت أنقرة الآلاف من جنودها إلى القاعدة العسكرية التركية في قطر، مما أثار امتعاض الدول الخليجية المقاطعة لها.
وتواصل قطر لهجتها المستفزة ضد الدول الأربع ، ما يؤدي إلي تفاقهم الأزمة واشتعالها مجددا، فبدلا من أن تهدأ قطر من تصريحاتها، تقوم بإشعال الأزمة لتظهر أمام الدول العربية قدرتها علي التحمل دون الحاجة لها.