في الكتاب الأسود للحوثيين .. فتش عن إيران

الثلاثاء 30/أكتوبر/2018 - 11:20 ص
طباعة في الكتاب الأسود روبير الفارس
 
هل هناك ذرة شك في دعم ايران وحزب الله للحوثيين؟،  الدراسة البحثية المطولة التى قدمها الباحث  المتخصص في شئون الخليج مايكل نايتس في "مركز مكافحة الإرهاب" في كلية «ويست بوينت» العسكرية  تنزع أي شك حول هذا الدعم المرصود والموثق  والذى يتجاهله  الكثيرون  وفي هذا التقرير نقدم ملخصا وافيا لدراسة مايكل المعنونة ب الة الحرب الحوثية والتى خلصت الي ان الحوثيون  كانوافي حرب مع الحكومة اليمنية بشكل شبه دائم منذ عام 2004. وفي السنوات الست الأولى، خاض الحوثيون حرب عصابات فعالة على نحو متزايد في محافظاتهم الجبلية المحلية، ولكن بعد عام 2010، تحولوا إلى أقوى كيان عسكري في البلاد، واستولوا على أكبر ثلاث مدن في اليمن. وسرعان ما قام الحوثيون بنشر أسلحة متقدمة لم تكن تحت سيطرتهم من قبل، من بينها العديد من الأسلحة الإيرانية المصدر. إن قصة الكيفية التي انتقلوا فيها من تنفيذ الكمائن الصغيرة إلى استخدام الأسلحة البالستية متوسطة المدى خلال نصف عقد من الزمن، تشكل دراسة حالة عن كيفية قيام مجموعة مسلحة طموحة بالاستيلاء على ترسانات الدولة واستخدامها والاستفادة من الدعم الإيراني...ويقول مايكل 
لا يقتصر تعريف الحركة الحوثية على أسرة الحوثي وهي قبيلة تنحدر من جبال مران في محافظة صعدة  بل  تشير إلى تحالف قبلي وطائفي أوسع نطاق فحسب، بل تشير أيضا عند البعض الي اليمن. وهي قبيلة كانت تعد من قبائل الاشراف  وكان شيخها عالما دينيا محترما  هوبدر الدين الحوثي،
الذى ظل يترأس الحركة الحوثية  حتى وفاته باسباب طبيعية( في عام 2010 .كما تنتسب أسرة الحوثي إلى الطائفة الزيدية الاسلامية التي تبجل إمامة علي بن أبي طالب بصفته الوريث الشرعي للنبي محمد. وعقائديا ، يعتبر الزيديون أقرب إلى الائمة الشيعة الخمسة )على عكس الشيعة الاثني عشرية الاكثرية في إيران والعراق ولبنان
وبرز الحوثيون في أعقاب سقوط الامامة الزيدية  التي حكمت شمال
اليمن من عام 897 م حتى عام 1962 ( بالتزامن مع أحداث الثورة الاسلامية في إيران وتنامي الدعوة الاصولية ) ويكشف الباحث علي ان عداء الحوثي للسعودية بدا منذ عام 2000 ورصد الباحث حرب العصابات التى قامت بها القبيلة في الفترة من عام 2004 الي عام 2010  ومنذ بداية القتال عام 2004 ،تمكنت الحركة الحوثية من نشر ما أسماه الباحثون باراك سالموني وبرايس لو يدولت وغيرهم بـ "فرق قتالية قائمة على شبكات الروابط العائلية".أما أساليب "حرب العصابات" الاكثر شيوع حيث كانت تعتمد علي كمائن تستخدم اسلحة صغيرة وطريقة القنص والالغام وهي اساليب القبائل التقليدية  وفي هذه الفترة ارتكبت الحوثيون جرائم بشعة منها اعدام 22 من شيوخ القبائل الموالية للحكومة اليمنية والرافضة للتعاون مع الحوثين كما اعدمت بكل قسوة ووحشية 24 طفلا من القبائل التى اعتبروها تعارضهم وقاموا ايضا باعدام 23 من الاسري وعلقوا رؤاس الاطفال والشيوخ والاسري في الاماكن العامة 
اما الفترة من 2011 الي 2014 فاطلق عليها البحث عنوان السيطرة علي الدولة  حيث سرعان ما رضخت اليمن  لاحتجاجات الواسعة النطاق المعروفة بلـ "الربيع العربي" بد ء من يناير 2011 فصاعد
و مع إقالة الرئيس علي عبدالله  صالح في نوفمبر 2011 .ومن خلال وضع الخلافات السابقة بين الزعماء الحوثيين جانبا، واستغلت القيادة الحوثية تلك الفترة من الانهيار الحكومي، ونشرت شبكةمن القوات عبر شمال اليمن وصولا إلى مواقع حيوية وصفها أحد قادة الحوثيين الميدانيين بـ "نقاط التحكموالهيمنة" فضال عن قمع القبائل . وبحلول مارس 2011 ،تم طرد القوات الحوثية من صعدة
 وفي عام 2011 ،تبنت الحركة الحوثية، للمرة الاولى، إسما رسميا هو »أنصار الله « واطلقت محطة المسيرة التلفزيونية وكانت تبث من لبنان بدعم من حزب الله وإلى جانب التوسع المناطقي الانتهازي، سعت حركة »أنصارالله « إلى الاستيلاء على أسلحة الدولة والاستفادة من الدعم المباشر من إيران و»حزب الله « اللبناني. وبالاضافة إلى استغلال حركة »أنصار الله « لالة الحرب اليمنية، يبدو أنها استفادت أيضا من الدعم الذي قدمته إيران والمساعدة التي وفرها »حزب الله « اللبناني في أعقاب انتفاضات "الربيع العربي" التي شكلت لحظة من الفرص التي لانظير لها للحوثيين، ويبدو، أن »حزب الله « اللبناني أشرف على تدريبا ت الحركة بحيث أشارت الباحثة مارايكه ترانسفلد إلى أن "التشابه بين ]آلية[ استيلاء »حزب الله  على قيام بيروت الغربية في عام 2008 و]مشهد[ انتزاع السلطة من قبل الحوثيين في عام 2014 ،يشير ايضا الي نوع من التبادل حول الاستراتيجية العسكرية بينهما وقد ازداد اهتمام إيران بالملف اليمني على ما يبدو عندما انخرطت الرياض في الحرب السادسة في أواخر عام 2009 ،وفي تلك الاثناء رست سفينة تجسس إيرانية في البحر الاحمر بالقرب من جزر دهلك الاريترية، على نفس خط الحدود بين السعودية واليمن وميناء ميدي  اليمني.وتم اعتراض شحنتين من الاسلحة كانتا في طريقهما إلى الحوثيين في أكتوبر 2009 ،حيث اكدتالحكومة اليمنية وجود خمسة 41 بين إريتريا والعملاء الحوثيين في مينائي ميدي والحديدة،
وقال الباحث ليس هناك ما يشير إلى كمية شحنات الاسلحة  التى ارسلت إلى اليمن وعدد المقاتلين الذين دخلوا عبر الميناء الموالي للحوثيين، إلا أن اعتراض السفينة "جيهان 1 "في يناير 2013 تشير إلى الجهود الحثيثة
التي تبذلها إيران في أعقاب ]أحداث[ عام 2011 بهدف تسليح »أنصار الله « وفق الالية ذاتها التي اعتمدتها إيران لتسليح »حزب الله « اللبناني. وعند اعتراضها من قبل المدمرة "يو إس إس فاراغوت" قبالة الساحل
اليمني، كانت سفينة "جيهان 1 "تحمل نفس أنواع الاسلحة المزودة من قبل إيران من بين تلك الاسلحة التي تم ضبطها صواريخ "كاتيوشا" عيار 43وطلقات ذخيرة ووحدات بطاريات تابعة لـ "نظام الدفاع الجوي المحمول" إيران و6.2 طن من مادة "آر دي إكس" شديدة الانفجار، وقطع شبيهة بالعبوات الناسفة الخارقة المزّودة من قبل إيران والمستخدمة في العراق ولبنان. كما استُخدمت السفينة لتهريب المقاتلين اليمنيين من ايران بشكل سري أي لا يخضع الي اجراءات الهجرة  وقد كشف تقرير الخبراء المعني بإيران التابع للامم المتحدة"، الذي قام بالتحقيق في الحادث، أن "جميع المعلومات المتاحة أدرجت الجمهورية الاسلامية الايرانية في صلب عملية ]سفينة[ جيهان" واطلق الباحث علي الفترة مابين 2015 وحتى الان عنوان " الة حرب حركة انصار الله |" وكشف فيها عن ان المجندين الجدد الذين خضعوا لتلقين عقيدي وتدريب محدودين ويطلق عليهم لقب "المتحّوثين" وهو مصطلح يعني "تحويث" المقاتلين. ونسبة كبيرة من أولئك المقاتلين تحت سن الثامنة عشرة، ويتم تصنيفهم في فئة "الجنود الاطفال".
ووفقالـ "منظمة العفو الدولية"، حيث تفرض أنصار الله « حصص تجنيد محددة في المناطق التي تسيطر عليها وستطبق إجراءات تأديبية بحق العشائر وبفضل انتهاج سياسة التلقين العقيدي، والمغالاة بالذكورية، وتوفير الاعالة المادية، والتهديدات،نجح الحوثيون في الاحتفاظ بعدد كاف ]من الموارد البشرية من خلال[ تجنيد مقاتلين جدد عبر ما يقرب من إثنا عشرة ساحة قتال رئيسية في اليمن على مدى أكثر من ثلاثة  أعوام من الحرب.
ويختتم الباحث دراسته  بعنوان حول اسلحة الحوثين مؤكد علي دعم حزب الله وايران لهم بمختلف انواع الاسلحة وهو التاكيد الذى تخلل كل صفحات البحث والذى يجعلنا نتساءل عن صمت المجتمع الدولي حول هذا الدعم الاجرامي المستمر من ايران وحزب الله لقتلة الاطفال وحاملي لواء تخريب اليمن  فالدعم الايراني مستمرا بكل الاشكال للارهابيين الحوثيين وشهادات الامم المتحدة ومنظمة العفو الدولية والعديد من الباحثين تثبت ذلك وتوثقه الصورة والصوت  فالي متى يظل هذا الدعم وهذا التوحش؟

شارك