واشنطن تدعو إلي طاولة مفاوضات.. 30 يوما "فرصة" لإنهاء الصراع في اليمن
الأربعاء 31/أكتوبر/2018 - 03:17 م
طباعة
أميرة الشريف
في ظل الأحداث الدامية المستمرة التي تشهدها اليمن، ما زال الوضع يشهد غموضا واضحًا، فمع الضربات التي تتلقاها المدن الواقعة تحت قبضة ميليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران، والتي تفرض سيطرتها علي معظم أنحاء البلاد، تعيش حكومة الرئيس عبدربه منصور هادي، صراعا مريرا غرب اليمن، في مساعي منها لاستعادة المدن الواقعة تحت سيطرة الحوثيين.
ومع تدخل الجيش اليمني بدعم من قوات التحالف العربي، لمواجهة إرهاب الجماعة في عدة جبهات، ومع المحاولات التي تقوم بها إيران وقطر لمد ميلشيا الحوثي بالمزيد من الدعم، دعا وزير الدفاع الأميركي جيم ماتيس إلي وقف لإطلاق النار في اليمن وحضور جميع أطراف النزاع إلى طاولة مفاوضات في غضون الثلاثين يوما المقبلة.
وقال ماتيس خلال مؤتمر في واشنطن "نريد رؤية الجميع حول طاولة مفاوضات على أساس وقف اطلاق النار،"علينا أن نقوم بذلك في الثلاثين يوما المقبلة (..) وأعتقد أن السعودية والامارات على استعداد" للمضي في الأمر.
وأوضح ماتيس أن وقف اطلاق النار يجب أن يتم على قاعدة انسحاب المتمردين الحوثيين من الحدود مع السعودية "ثم وقف قصف" التحالف الذي تقوده الرياض والمدعوم من واشنطن، قائلا: وقف المعارك سيتيح لمبعوث الأمم المتحدة لليمن مارتن غريفثس جمع مختلف الأطراف في السويد دون أن يحدد بدقة مكان الاجتماع ومن سينظمه.
وفي وقت سابق من سبتمبر الماضي، حاول المبعوث الأممي، تنظيم مباحثات سلام في جنيف لكن الحوثيين لم يشاركوا فيها، وخلف النزاع في اليمن نحو عشرة آلاف قتيل بحسب الامم المتحدة.
ودعا وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو اليوم الأربعاء إلى وقف الأعمال القتالية في اليمن وقال إن المفاوضات التي تقودها الأمم المتحدة لإنهاء الحرب الأهلية ينبغي أن تبدأ الشهر المقبل.
وفي بيان قال بومبيو إنه ينبغي أن تكف حركة الحوثي المتحالفة مع إيران عن تنفيذ ضربات صاروخية وهجمات بطائرات مسيرة ضد السعودية والإمارات وإن على التحالف بقيادة السعودية أن يتوقف عن شن ضربات جوية.
وقال بومبيو: حان الآن وقت وقف الأعمال القتالية بما في ذلك الضربات باستخدام الصواريخ والطائرات المسيرة من المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون على المملكة العربية السعودية.
ويحتاج ثلاثة أرباع سكان اليمن وعددهم 22 مليونا إلى مساعدات بينما يقف 8.4 مليون منهم على حافة المجاعة.
وقال مبعوث الأمم المتحدة الخاص لليمن مارتن جريفيث هذا الشهر إن الأمم المتحدة تأمل في استئناف المشاورات بين الأطراف المتحاربة بحلول نوفمبر تشرين الثاني، وعبر بومبيو ووزير الدفاع جيم ماتيس عن تأييدهما لمساعي الأمم المتحدة.
وتشهد اليمن أسوأ أزمة علي مدار تاريخها، فمنذ قرابة أربعة أعوام تشهد مواجهة بين الحوثيين والحكومة المعترف بها دوليا المدعومة من السعودية والإمارات والغرب.
وكان الجيش اليمني قد أعلن في 16 أغسطس الماضي، اقتحام مركز مديرية باقم وتحرير أجزاء واسعة منه، بعد معارك مع مسلحي جماعة الحوثيين.
وتخوض القوات الحكومية بإسناد من التحالف منذ 26 يوليو الماضي، معارك ضد مسلحي جماعة الحوثي في 6 جبهات بمحافظة صعدة الحدودية مع السعودية، هي الظاهر ورازح وباقم وعلب وكتاف وشدا، تمكنت خلالها من استعادة مناطق واسعة، حسب موقع الجيش.
وتقود السعودية تحالفا عسكريا لدعم قوات الرئيس عبدربه منصور هادي لاستعادة حكم البلاد منذ 26 مارس 2015، ضد جماعة الحوثيين الذين يسيطرون على العاصمة صنعاء وعدد من المحافظات.
ورغم الخسائر التي تتكبدها جماعة الحوثي الإرهابية من ضربات الجيش اليمني المدعوم من التحالف السعودي، يبدو أن الجماعة الإرهابية ما زالت تستعرض عضلاتها لرفض الجلوس علي طاولة مفاوضات مع الأطراف الأخري، ما قد يؤدي إلي استمرار الأزمة وتفاقهما.