بعد احتدام المعارك.. ضربات قاصمة للحوثيين تضعها أمام خيار المفاوضات

الجمعة 02/نوفمبر/2018 - 01:32 م
طباعة بعد احتدام المعارك.. أميرة الشريف
 
ما زالت الاشتباكات بين الجيش اليمني المدعوم من قوات التحالف، وجماعة الحوثيين الإرهابية المدعومة من إيران والتي تفرض سيطرتها علي معظم أنحاء البلاد، تشهد تصعيدًا مستمرًا، ما أدي إلي تدخل الجيش اليمني بدعم من قوات التحالف العربي، لمواجهة إرهاب الجماعة في عدة جبهات، ومع المحاولات التي تقوم بها إيران وقطر لمد ميلشيا الحوثي بالمزيد من الدعم، تعيش حكومة الرئيس عبدربه منصور هادي، صراعا مريرا غرب اليمن، في مساعي منها لاستعادة المدن الواقعة تحت سيطرة الحوثيين.
 واندلعت معارك بين قوات المقاومة اليمنية المشتركة وميليسشات الحوثي في مدينة الحديدة، وأكدت المصادر سماع دوي انفجارات جراء تبادل القصف المدفعي والصاروخي والاشتباكات في الأطراف الجنوبية الشرقية لمدينة الحديدة.
وكانت مقاتلات التحالف العربي قد شنت عدة غارات على مواقع وتجمعات لميليشيات الحوثي الموالية لإيران في محيط منطقة "كيلو 16" جنوب شرقي مدينة الحديدة.
وحشد التحالف آلاف الجنود قرب الحديدة، أول أمس الأربعاء، في تحرك يهدف للضغط على الحوثيين للعودة إلى محادثات السلام التي ترعاها الأمم المتحدة.
وقالت المصادر في الحديدة إن أصداء القتال سمعت في مناطق قرب المطار والجامعة وإنه جرى رصد طائرات هليكوبتر من طراز أباتشي في الجو.
وذكرت القوات الموالية للحكومة أن ضربات التحالف زادت مساء يوم الخميس على قواعد الحوثيين قرب المدخل الشرقي للمدينة، وهو بوابة للعاصمة، وفي شطرها الجنوبي منها.
يأتي ذلك فيما شهدت الأطراف الشرقية والجنوبية للمدينة مواجهات وتبادل للقصف بين القوات المشتركة والحوثيين.
ووفق مصادر، استقبلت قوات التحالف العربي في جبهة الساحل،  8 حوثيين بعد استسلامهم في إحدى جبهات القتال، وإعلانهم عدم رغبتهم في مواصلة القتال الذي أجبروا عليه عنوة.
من جهة أخرى، قتل مدني وأصيب أربعة آخرون بينهم طفلتان على إثر سقوط قذائف أطلقها الحوثيون على أحياء سكنية جنوب غربي مديرية التحيتا جنوبي محافظة الحديدة.
من جانب أخر، أعلن التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن إنه هاجم مطار صنعاء الدولي وقاعدة جوية في محيطه يستخدمها الحوثيون فيما اشتبك الطرفان المتحاربان إلى الغرب في ميناء الحديدة الرئيسي في البلاد.
يأتي ذلك بالتزامن مه دعوات أمريكا لوقف إطلاق النار في الحرب المستمرة منذ ثلاثة أعوام ونصف العام، ولمحت الحكومة اليمنية التي تدعمها السعودية إلى أنها مستعدة لمساندة تلك الدعوات.
وذكر متحدث باسم التحالف لقناة الإخبارية السعودية الرسمية اليوم الجمعة أن قوات الحوثيين تستخدم القاعدة الجوية في العاصمة لشن هجمات بطائرات مسيرة وصواريخ باليستية.
وقال العقيد تركي المالكي إنه تم استهداف مواقع عسكرية مشروعة بقاعدة الديلمي الجوية، وتدمير مواقع إطلاق الصواريخ الباليستية ومحطات أرضية للطائرات بدون طيار ، مضيفًا أن حركة الطيران بمطار صنعاء مستمرة ”ولا تأثير على حركة الطائرات الأممية والإغاثية.
وذكر تلفزيون المسيرة الذي تسيطر عليه جماعة الحوثي باليمن أن أكثر من 30 ضربة جوية استهدفت قاعدة الديلمي والمناطق المحيطة.
وقتل 4 من مسؤولي إطلاق الصواريخ والتمويل لميليشيات الحوثي الإيرانية في محافظة صعدة شمالي اليمن، بغارة نفذها تحالف دعم الشرعية، الخميس.
وذكرت تقارير صحافية أن القتلى الأربعة هم ‏حسن عبد الله راصع وصالح شتوي وعلي حسن العجري ومسفر قرصان.

واستهدفت الغارة اجتماعا للقياديين في مديرية ضحيان بمحافظة صعدة، التي تعد المعقل الرئيسي للميليشيات المتمردة في اليمن.
ولا تزال مدينة صعدة، إلى جانب مناطق يمنية أخرى منها صنعاء، تحت سيطرة الميليشيات المتمردة، التي انقلبت على الحكومة الشرعية في اليمن قبل 4 أعوام.
وأجبرت ميليشيات الحوثي عدة أحياء في الأطراف الجنوبية لمدينة الحديدة السكان، على مغادرة منازلهم.
وكان الجيش اليمني قد أعلن في 16 أغسطس الماضي، اقتحام مركز مديرية باقم وتحرير أجزاء واسعة منه، بعد معارك مع مسلحي جماعة الحوثيين.
وتخوض القوات الحكومية بإسناد من التحالف منذ 26 يوليو الماضي، معارك ضد مسلحي جماعة الحوثي في 6 جبهات بمحافظة صعدة الحدودية مع السعودية، هي الظاهر ورازح وباقم وعلب وكتاف وشدا، تمكنت خلالها من استعادة مناطق واسعة، حسب موقع الجيش.
وتقود السعودية تحالفا عسكريا لدعم قوات الرئيس عبدربه منصور هادي لاستعادة حكم البلاد منذ 26 مارس 2015، ضد جماعة  الحوثيين الذين يسيطرون على العاصمة صنعاء وعدد من المحافظات.
وتلقي الحوثيون علي مدار المرحلة الماضية ضربات قاصمة على جبهة الساحل الغربي لليمن، كان آخرها خسارة مطار الحديدة وانكشاف عناصرهم المتحصنين في المدينة، الأمر الذي يضع الميليشيات الموالية لإيران أمام مفترق طرق، وإجبارها علي العودة إلي طاولة المفاوضات.

شارك