مصر تحارب الإرهاب.. من دير الأنبا صموئيل
الجمعة 02/نوفمبر/2018 - 07:23 م
طباعة
حسام الحداد
تناولت المواقع الاخبارية المحلية والعالمية نبأ العملية الإرهابية الجديدة الي استهدفت زائري دير الأنبا صموئيل بمحافظة المنيا شمال صعيد مصر، مما أسفر عن استشهاد 11 بينهم 4 أطفال، وإصابة آخرين تم نقلهم إلى مستشفيات سمالوط ومغاغة عصر الجمعة 2 نوفمبر 2018.
حيث كانت السيارة قادمة من محافظة سوهاج إلى دير الأنبا صموئيل، وفوجئت بسيارة دفع رباعي، توقفت وخرج منها بعض المسلحين وأطلقوا النار على السيارة.
وأكد مصدر بمرفق إسعاف بني سويف، أنه تم الدفع بـ10 سيارات إسعاف لموقع الحادث الإرهابي، وتوجهت سيارات الإسعاف إلى مكان الحادث لنقل المصابين إلى المستشفيات لتلقي العلاج، ونقل الجثث إلى مستشفيات المنيا. وخرج رهبان دير الأنبا صموئيل في حالة غضب، نتيجة بطء التحرك في تعقب الجناة رغم وجود نقطة أمنية في بداية مدق دير الأنبا صموئيل.
ووقع هذا الحادث على بعد كيلو متر من الحادث السابق الذي وقع في مايو 2017، وأودى بحياة العشرات من الأقباط، وسادت حالة من الغضب بين أقباط المنيا نتيجة تكرار الحادث رغم التواجد الأمني، والحديث عن تمشيط الصحراء.
وكان قرارا سابقا قد صدر بمنع الرحلات إلى الدير بعد حادث 2017، ولكن محبو الدير كانوا يمرون على الدير من حين إلى آخر مرورا بالارتكاز الأمني الموجود على أول المدق.
فيما أعلن الأنبا مكاريوس، الأسقف العام لمحافظة المنيا، أن 11 شخصا قتلوا، وأصيب 14 آخرون اليوم، في هذا الهجوم.
وقال لـ"رويترز"، في اتصال هاتفي، إن مسلحين هاجموا الحافلة التي كانت آتية من محافظة سوهاج في طريقها إلى دير الأنبا صموئيل في المنيا جنوب مصر.
وعلى الفور كلف النائب العام المستشار نبيل أحمد صادق فريقًا من أعضاء نيابة شمال المنيا الكلية وفريقًا من أعضاء نيابة أمن الدولة العليا برئاسة المستشار المحامي العام الأول، بالانتقال إلى موقع حادث إطلاق نار استهدف حافة تقل مجموعة من الأقباط أثناء عودتهم من دير الأنبا صموئيل بمغاغة في محافظة المنيا.
وأشار البيان إلى أن النائب العام أصدر توجيهاته بانتقال فريق النيابة إلى موقع الحادث لإجراء المعاينة اللازمة للوقوف على أسباب وكيفية وقوع الحادث والانتقال إلى المستشفيات التي يتواجد بها المصابون لسؤالهم والاستماع إلى شهادتهم عن كيفية وظروف وملابسات وقوع الحادث واتخاذ ما يلزم من إجراءات في هذا الشأن.
وفي أول رد فعل على هذه العملية، قال السفير بسام راضي المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية: إن الرئيس عبدالفتاح السيسي ينعى ببالغ الحزن والأسى شهداء الوطن الذين سقطوا جراء الهجوم الإرهابي الغادر في محافظة المنيا، ويتمنى الشفاء العاجل للمصابين، مؤكدا أن تلك الحوادث لن تنال من إرادة الدولة لمواصلة مسيرة البناء والتنمية والسعي بقوة نحو اقتلاع الاٍرهاب من جذوره.
كما أدان الأزهر الشريف، بشدة الهجوم الإرهابي وأكد بيان الأزهر أن مرتكبي هذا العمل الإرهابي الجبان مجرمون تجردوا من أدنى معانى الإنسانية، وهم بعيدون كل البعد عن تعاليم الأديان التي تدعو إلى التعايش والسلام ونبذ العنف والكراهية والإرهاب، وتجرم قتل الأبرياء والآمنين، مشددًا على أن استهداف الإرهاب للمصريين لن يزيدهم إلا إصرارًا وعزيمة على المضي قدمًا صفًا واحدًا في الحرب على الإرهاب.
والأزهر الشريف إذ يدين هذه الجريمة الإرهابية البشعة فإنه يعرب عن خالص تعازيه لجميع المصريين ولأسر وذوى الضحايا الأبرياء، متمنيًا الشفاء العاجل للمصابين.
كما أدان الأستاذ الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، بشدة هذا الاعتداء الإرهابي
وقال مفتي الجمهورية - في بيان له اليوم الجمعة: '' إن الاعتداء على الآمنين من الأمور المحرمة في الشريعة الإسلامية السمحة، وأن رسول الله- صلى عليه وآله وسلم- اعتبر ذلك العمل بمثابة التعدي على ذمة الله ورسوله، وأنه ''خصيم'' من يفعل ذلك يوم القيامة؛ لقوله صلى الله عليه وآله وسلم: ( ألاَ مَنْ ظلم مُعاهِدًا أو انتقصه أو كلَّفه فوق طاقته أو أخذ منه شيئًا بغير طِيبِ نفسٍ فأنا حجيجه يوم القيامة ) أي: خصمُه، وأشار رسول الله- صلى الله عليه وآله وسلم- بأصبعه إلى صدره ''ألاَ ومَن قتل مُعاهَدًا له ذمة الله وذمة رسوله حُرِّم عليه ريح الجنة، وإن ريحها ليوجد من مسيرة سبعين خريفًا''.
ودعا مفتي الجمهورية جناحي مصر المسلمين والمسيحيين إلى التكاتف والترابط والتصدي لكافة محاولات الجماعات الإرهابية لكي يقطعوا الطريق على المغرضين الذين يسعون إلى الوقيعة بين أبناء الشعب المصري الواحد وشدد مفتي الجمهورية على أن الدم المصري كله حرام بلا استثناء ولا فرق مطلقا بين المسلم وأخيه المسيحي.
وأوضح مفتي الجمهورية أن كل قطرة دم تراق تمثل خسارة فادحة للوطن بغض النظر عن ديانة صاحبها لأننا جميعا إخوة دون أي تفرقة بين المسلمين والمسيحيين.
وتقدم فضيلة مفتي الجمهورية بخالص العزاء للإخوة المسيحيين ولأسر الضحايا والمصابين، متمنيًا للجرحى الشفاء العاجل ولمصر وشعبها العظيم دوام الوحدة والأمن والاستقرار.
كما استنكر وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة هذا الاعتداء الإرهابي وأكد الوزير أن الاعتداء على أي شخص على أرض مصر هو اعتداء على المصريين جميعًا، مشيرًا إلى أن واجبنا جميعا قطع دابر الإرهاب وتفكيك حواضنه، مشددا على أن الإبلاغ عن أي إرهابي واجب ديني ووطني وإنساني.
وتوجه "جمعة" بالعزاء لأسر شهداء الوطن الكرام وللكنيسة المصرية، متمنيًّا لجميع المصابين الشفاء العاجل، داعيًّا إلى الضرب بقوة وبيد من حديد على يد كل إرهابي أو متطرف تسول له نفسه العبث بأمن هذا الوطن واستقراره .