تقهقر في صعدة وتراجع في الحديدة.. الحوثيون يتكبدون خسائر فادحة
السبت 03/نوفمبر/2018 - 03:42 م
طباعة
أميرة الشريف
يبدو أن الجيش اليمني، بدأ يحقق أهدافه في التقدم أمام جماعة الحوثي الإرهابية الموالية لإيران، التي تسيطر معظم المدن في اليمن، وذلك بعملية واسعة لتحرير مدينة الحديدة ومينائها من قبضة الميليشيات الحوثيين، في وقت ينفذ فيه الجيش اليمني عملية عسكرية كبيرة في معقل الحوثيين بصعدة.
وبالتزامن مع إعلان التحالف تدمير مواقع لإطلاق صواريخ باليستية وطائرات من دون طيار درون في قاعدة الديلمي الجوية قرب مطار صنعاء، حققت القوات اليمنية المشتركة تقدما سريعا وسط تراجع الميلشيا الذين استسلم عشرات منهم.
وشهدت الساعات الأولى من معارك الحديدة، انهيارا لدفاعات الحوثيين الذين سجّلت حالات فرار جماعي لمسلحيهم على معظم المحاور، وأكدت مصادر عسكرية استسلام 80 مسلحاً إلى قوات التحالف في الساحل الغربي، أعلنوا رغبتهم في عدم مواصلة القتال الذي أجبروا عليه.
وشنت اليوم القوات المشتركة، هجوما عنيفا على مواقع الحوثيين في الجهة الشرقية من الحديدة، حيث تدور المعارك بعد الكيلو 10، امتدادا إلى الجهة الجنوبية الغربية للمدينة.
وتخوض القوات الحكومية بإسناد من التحالف منذ 26 يوليو الماضي، معارك ضد مسلحي جماعة الحوثي في 6 جبهات بمحافظة الحديدة، وتقود السعودية تحالفا عسكريا لدعم قوات الرئيس عبدربه منصور هادي لاستعادة حكم البلاد منذ 26 مارس 2015، ضد جماعة الحوثيين الذين يسيطرون على العاصمة صنعاء وعدد من المحافظات.
واعترضت الدفاعات الجوية السعودية صاروخاً باليستياً أطلقته الميليشيات من محافظة صعدة في اتجاه مدينة نجران.
ووفق تقارير صحافية، أكد الناطق باسم الجيش اليمني العميد الركن عبده مجلي، أن تحرير مدينة الحديدة ومينائها الاستراتيجي مسألة وقت، وقال إن الجيش بات على مسافة 10 كيلومترات من الميناء.
ومن جانب أخر تتبع عناصر الحوثي الإرهابية، أسلوبا جديدا من أجل الاختباء من غارات مقاتلات التحالف العربي، داخل خنادق صخرية وجروف جبلية، وسط الخسائر المتوالية التي تتعرض لها الميليشيات الإيرانية، وذلك وفق ما كشفت عمليات رصد استخباراتية.
ووفق المصادر فإن قيادات المليشيات في داخل المدينة، باتت تتخذ الطوابق الأرضية في المباني الكبيرة، المليئة بالسكان، بما يحول دون استهدافهم جراء استغلالهم المدنيين كدروع بشرية.
وتركزت الاشتباكات في شرق الحديدة، بعد تقدم قوات ألوية العمالقة في منطقة كيلو 16، كما حققت القوات المشتركة تقدماً على الطريق الساحلي المؤدي إلى البوابة الغربية لجامعة الحديدة.
وامتدت المعارك إلى دوار المطار ومنطقة كيلو 10، تحت غطاء جوي من مقاتلات التحالف العربي التي شنّت 30 غارة في محيط كيلو 16 وصولاً إلى قوس النصر جنوب شرقي المدينة. وأفادت مصادر بسماع دوي انفجارات عنيفة بسبب تبادل القصف المدفعي والصاروخي والاشتباكات عند الأطراف الجنوبية الشرقية للحديدة.
من جانبه، أكد الناطق باسم التحالف العقيد تركي المالكي، أن عملية الديلمي أحبطت هجوماً إرهابياً لميليشيات الحوثيين، مشدداً على أن كل العمليات المشبوهة تحت مراقبة قوات التحالف.
وكشف أن العملية العسكرية لقوات التحالف شملت تدمير مواقع لإطلاق صواريخ باليستية ومراكز لتخزينها ومحطات تحكّم أرضية بطائرات من دون طيار، مؤكدا أن الغارات طاولت أهدافاً مشروعة، لافتاً إلى أن حركة الطيران في مطار صنعاء مستمرة ولا تأثير في طائرات الأمم المتحدة وعمليات الإغاثة. وشدد على أن العملية نُفِذت بما يتوافق مع القانون الدولي الإنساني وقواعده العرفية وكذلك قواعد الاشتباك لقيادة القوات المشتركة للتحالف.
ووفق تقارير صحافية، قتل 4 من خبراء إطلاق الصواريخ ومسؤولي التمويل في الميليشيات بغارة نفذها تحالف دعم الشرعية، استهدفت اجتماعاً لقياديين حوثيين في مديرية ضحيان في صعدة، وكشفت مصادر يمنية أن القتلى الأربعة هم حسن عبد الله راصع وصالح شتوي وعلي حسن العجري ومسفر قرصان.
إلي ذلك، دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، لإنهاء الحرب في اليمن وحدد خطوات يتعين على أطراف الصراع اتخاذها لتحقيق تقدم، محذرا من أن استمرار القتال سيؤدي لأسوأ مجاعة في البلاد منذ عقد، لكنّه لم يقدم المزيد من التفاصيل.
وقال غوتيريش للصحفيين في الأمم المتحدة "اليوم يقف اليمن على شفا كارثة. على الصعيد الإنساني الموقف خطير. علينا أن نفعل كل ما بوسعنا لمنع الأوضاع المتردية أصلا من التدهور أكثر، مضيفا أن التطورات السياسية أطلقت في الآونة الأخيرة إشارات على وجود أمل في التوصل لتسوية وحث الأطراف المتحاربة على وقف العنف خاصة حول المدن والمرافق الحيوية.
وجاءت تصريحات غوتيريش بعد ثلاثة أيام من دعوة وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو إلى وقف القتال، وقال إن المفاوضات التي تقودها الأمم المتحدة لإنهاء الحرب يجب أن تبدأ في نوفمبر الجاري، وانضمت دول أخرى للدعوة لإنهاء الصراع.
وتلقي الحوثيون علي مدار المرحلة الماضية ضربات قاصمة على جبهة الساحل الغربي لليمن، كان آخرها خسارة مطار الحديدة وانكشاف عناصرهم المتحصنين في المدينة، الأمر الذي يضع الميليشيات الموالية لإيران أمام مفترق طرق، وإجبارها علي العودة إلي طاولة المفاوضات.