بعد اعتناقها الفكر الداعشي.. "خلية السلط" الإرهابية تحت مقصلة الأمن الأردني
الثلاثاء 06/نوفمبر/2018 - 04:41 م
طباعة
أميرة الشريف
نشرت وسائل إعلام أردنية، اليوم الثلاثاء، تفاصيل جديدة حول "خلية السلط" الإرهابية، التي استهدفت أجهزة أمنية، ما أسفر عن مقتل 6 وإصابة العشرات.
وفي 10 أغسطس الماضي، بجوار مقر مهرجان الفحيص انفجرت عبوّة ناسفة بدورية مشتركة من الأمن العام وقوات الدرك، مما أدّى لاستشهاد الرقيب علي القوقزة، وإصابة ستة من أفراد الدورية.
وفي اليوم التالي بدأت عملية من قوة أمنية مشتركة، في منطقة نقب الدبور في مدينة السلط، لإلقاء القبض على المشتبه بهم في قضية تفجير الفحيص، وقد نجم عن تفجير المشتبه بهم العمارة التي كانوا فيها استشهاد أربعة من أفراد القوّة الأمنية. وانتهت العملية باعتقال خمسة من المشتبه بهم ومقتل ثلاثة آخرين.
ووفق محللون، فإن عملية خلية السلط أظهرت أن هناك العديد من المتغيرات النوعية في أساليب وتكتيكات الجماعات الإرهابية، المرتبطة باختيار الأهداف، والدعم اللوجستي والتسليح، في إطار لامركزية مع مرجعيات التنظيم في الخارج.
وفي وقت سابق، قالت المخابرات الأردنية إن الخلية كانت تعتزم تنفيذ سلسلة عمليات إرهابية منها استهداف دوريات أمنية ومدنيين ولكن سرعة التعامل معها حالت دون ذلك.
وأفادت المخابرات اعتنقوا الأسلوب الداعشي في تنفيذ عملياتهم الإرهابية، حيث قال أحد المتهمين إنه كان مدمنا على الحشيش قبل أن يلتقي بأحد أعضاء الخلية (شقيقة) واقنعه بفكر داعش، وقالو تمت مبايعة أحمد النسور أميرا للجماعة، وقاموا بشراء مسدسا وكلاشنكوف وتم تعيين بعض الدوريات الثابتة في السلط وجرش والزرقاء بالإضافة إلى أهداف مخابرات واستخبارات مدينة السلط.
وقالت وسائل الإعلام الإردنية، إن المدعي العام العقيد فواز العتوم، أنهي التحقيق بقضية خلية السلط الإرهابية، والموقوف على ذمتها 14 متهمًا، بينهم 3 نساء، وإحالة ملف القضية إلى محكمة أمن الدولة.
ووفق التقارير وبحسب لائحة الاتهام، فإن المتهمين هم: محمود نايف الحياري، أنس أنور صالح، محمود هاشم النسور، منذر محمد القاضي، محمد مفيد زيادة، محمد ناجح القدح، محمد بهجت العتوم، إبراهيم محمد عودة، لؤي علي طه، محمود أحمد الدباس، عائشة أيوب الواكد، هدايا محمد عدلي دروزة، آلاء محمد عدلي دروزة، محمد فارس الدباس.
وذكرت لائحة الاتهام، أن المتهم محمود تربطه علاقة صداقة بالمتهمَين، محمود هاشم ومحمد فارس، والمقتولِين: أحمد هاشم النسور وضياء الدين محمد عبد الفواعير، وأحمد محمد أحمد عودة.
وأضافت اللائحة، أنه خلال عام 2015 توجه المتهم الأول محمود في رحلة عمرة إلى السعودية، وبعد عودته التزم دينيًا، وأخذ يتردد على المساجد ويلتقي بالمتهمَين الثالث محمود والرابع عشر محمد فارس، والمقتولِين أحمد هاشم وضياء الدين محمد وأحمد محمد المذكورين أعلاه، وذلك في منزل المقتول أحمد هاشم في منطقة الميسة في مدينة السلط.
وكشفت اللائحة أنهم كانوا يتداولون فيما بينهم أخبار تنظيم داعش، ويطلعون على إصدارات التنظيم، واتفقوا جميعًا على أن هذا التنظيم يعمل على تطبيق شرع الله، وأخذوا يروجون لأفكار التنظيم ومبادئه فيما بينهم، من خلال الفيديوهات التي كانت تصلهم من التنظيم.
وقالت اللائحة: اتفق المذكورون أعلاه على وجوب نصرة التنظيم، وكانوا يجتمعون في جنح الظلام، وشكلوا فيما بينهم عصابة إجرامية هدفها النيل من أمن واستقرار المملكة، فاستباحوا لأنفسهم قتل الأبرياء بطريقة عدوانية، وتنفيذًا لذلك الاتفاق، فقد شكل المذكورون خلية إرهابية، وتم تنصيب المقتول أحمد هاشم أميرًا لها.
ووفق تقارير صحافية، فإن المتهمين في خلية الفحيص والسلط اعترفوا بأنهم انتموا إلى تنظيم داعش وبايعوا أحد أفراد الخلية أميرا لهم، واستهدفوا عدة مواقع في الأردن.
ووفق المحللين، تشير المعطيات إلي أن اتجاهات الإرهاب في الأردن في تصاعد وأن احتمالات تنفيذ عمليات جديدة واردة ارتباطا بعاملين الأول: تطورات الأوضاع في سوريا والتي تشير إلي أن معركة إدلب على الأبواب، وما تعنيه من احتمال عودة العناصر الأردنية ممن يعملون في صفوف داعش والقاعدة والذين يقدر عددهم وفقا لإحصائيات رسمية بحوالي أربعة الاف عنصر، وبخبرات قتالية جديدة، وهو ما يتطلب وضع خطط عملية للتعامل مع هؤلاء العناصر، والثاني: أن تغير الأهداف وأساليب التنفيذ ولامركزية التنظيم كما برز في عملية السلط تتيح للخلايا الإرهابية في الأردن مساحة واسعة في اختيار الأهداف وأساليب التنفيذ.