الظاهرة السلفية: الدلالات والتداعيات
الجمعة 09/نوفمبر/2018 - 02:35 م
طباعة
حسام الحداد
قال رئيس المجلس العلمي محمد يسف في كلمة ألقاها نيابة عن الرئيس المنتدب لمؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة إن التطرف يتهدد العالم وتعاني منه القارة الإفريقية ، مشيرا إلى أن الدين الإسلامي علمنا كيف نتدبر الاختلافات والقرآن ووجه الناس للأمن و السعي لحل المشاكل بين الأطراف.
وذلك في اطار الندوة العلمية التي نظمتها مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة حول موضوع: “الظاهرة السلفية: الدلالات والتداعيات”، وذلك خلال يومي 7 و8 نوفمبر 2018م بالمركز الإداري والثقافي محمد السادس ـ باب إغلي بمراكش.
ونبه يسف إلى أن الأمة الاسلامية تعاني و تحتاج لطائفة تتدخل لإصلاح ذات البين، مؤكدا أنهم لو تأملوا وتعلموا من العلم ما ينفعهم ، واتبعوا سيرة الصحابة والتابعين من السلف الصالح ، لما وقع كل هذا الدمار الذي يشهده العالم الإسلامي ، حسب تعبيره.
وطالب يسف العلماء بإعادة الأمة لسواء السبيل، والتدخل لتعليم الدين بطريقة صحيحة وعدم تركه ليتم تعليمه عن طريق الأزقة والمقاهي بواسطة جهلة لا علاقة لهم بالدين ، وفق تعبيره.
وقال إن ما يشهده العالم الإسلامي اليوم من حروب سببه جماعة طلبت العبادة وأهملت العلم الركيزة الأساسية حتى خرجوا بسيوفهم على الأمة ولو طلبوا العلم لما خرجوا على الأمة ، على حد تعبيره.
ومن جهته قال ممثل رئيس فرع مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة في نيجيريا ابراهيم طاهر موسى إن السلفية تحتاج لتفكير عميق يحقق المضمون ويضع حدا للتشويش الحاصل عند الناس ، وهي المنهاج المستمر الدائم ، لما كان عليه السلف من الاعتقاد الصحيح .
وأشار موسى إلى أن “السلفية ليست دعوة طائفية أو مذهبية أو عرقية ، إنما تدعو للتمسك بوصية الرسول عليه الصلاة والسلام وهو الطريق الموصل لله عز وجل ، وتعني منهج السلف الصالح وكل طائفة تسير على تلك الطريق فهي سلفية “.
وأكد أن السلفية هي النسيج الجامع للمسلمين وتنظم سوادهم الأعظم ، منبها إلى” أن طبيعة الاختلاف المذهبي لم يكن يوما سببا للمشاكل ومن يشهد أن لا إله إلا الله لا يجوز تكفيره”.
ودعا الجميع للعودة لمنهج الاعتدال والوسطية، وحماية أبناء الملة عبر تكاتف الجهود لكي ترقى القارة للمستويات المطلوبة عن طريق العمل في إطار مؤسساتي .
وقدم الأمين العام لمؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة محمد رفقي الإطار العام للندوة حول مصطلح السلفية ،”الذي هو من المواضيع التي أثارت اهتمام الباحثين ، كما وجد المنتسبون لها ما يضفي الشرعية على ذلك الانتساب الذي أسفر عن قناعات انعكست على آثارها الجوانب الفكرية والفقهية والفتاوى الشرعية”.
وبدأ أستاذ أصول الدين بجامعة القرويين بفاس عبد الحميد العلمي مداخلة افتتاحية حول “السلفية” ، وقال إن لفظ السلفية كمصطلح قد تعتليه بعد الزيادات ليكون له دلالات أخرى، مشيرا إلى أن علماء لسان العرب اهتموا بأصل الكلمة عكس علماء الدين .
وأوضح ورود كلمة “سلف” في آيات متفرقة في القرآن الكريم، وتدل على السبق في العمل، كما أنها وردت في الحديث النبوي للدلالة على الصدق والتقدم، وكذلك في الأمثال العربية حيث دلت على الخير، حسب تعبيره.
وناقشت الندوة على مدار يومين ثمان محاضرات حول السلفية المفهوم والمضمون و التحول الدلالي وعلاقته بالمرجعية الفكرية والانحياز المصطلحي وعلاقته بالمرجعية التاريخية .
بالإضافة لمحاضرات حول المقاربة الاجتهادية وعلاقتها بالأحكام الشرعية وعلاقتها بالمدارس الكلامية .