الريسوني خليفة القرضاوي.. تحركات قطرية لتغيير الوجوه المستهلكة
الجمعة 09/نوفمبر/2018 - 04:33 م
طباعة
فاطمة عبدالغني
شهدت العاصمة التركية (اسطنبول) على مدار الأسبوع الماضي فعاليات الجمعية العمومية للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين في دورتها الخامسة، وذلك على مدى 6 أيام بمشاركة 1500 رجال دين من حوالي 80 دولة، فضلا عن 50 جمعية إسلامية، ومن ثم يعد هذا الاجتماع هو الأكبر بين سابقيه من حيث عدد المشاركين منذ تأسيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين عام 2004.
هذا وقد شارك في المؤتمر عدد من قيادات جماعة الإخوان بليبيا، ومن بينهم علي الصلابي وونيس المبروك وسالم جابر القيادي في دار الإفتاء وسالم الشيخي أحد المتهمين في قضية اغتيال قائد الجيش الليبي السابق عبدالفتاح يونس في مدينة بنغازي، هذا إضافة إلى حضور القيادي فى التنظيم الدولي للإخوان الموريتاني محمد الشيخ ولد الددو.
ومن أبرز الأحداث التي شهدتها اجتماعات الجمعية العامة لاتحاد العلماء المسلمين تغيير رأس الاتحاد بانتخاب المغربي أحمد الريسوني خلفًا للداعية المصري الهارب، يوسف القرضاوي الذي كان يشغل هذا المنصب منذ عام 2004.
وقال الاتحاد في تغريده له على "تويتر" أن الريسوني أحد الأعضاء المؤسسين للاتحاد حصل على نسبة 93.4% من مجمل أصوات أعضاء مجلس الاتحاد، في مقابل 4.4% من الأصوات ذهبت إلى مرشحين آخرين، إضافة إلى امتنع 2.2 % عن التصويت.
وشغل الريسوني، المولود في 1953 بإقليم العرائش شمال المغرب، منصب نائب رئيس "الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين" منذ العام 2013 وحتى انتخابه رئيسا للمنظمة. كما كان عضوًا بالمجلس التنفيذي للملتقى العالمي للعلماء المسلمين برابطة العالم الإسلامي. وأمين عام سابق لجمعية خريجي الدراسات الإسلامية العليا، ورئيس رابطة المستقبل الإسلامي بالمغرب منذ 1994، إلى غاية اندماجها مع حركة "الإصلاح والتجديد"، وتشكيل حركة "التوحيد والإصلاح" - الذراع الدعوية لـ"حزب العدالة والتنمية" بالمغرب - الذي أصبح رئيسًا لها في الفترة ما بين 1996 و2003 كما انتخب كأول رئيس لرابطة "علماء أهل السنة"، هذا وقد ألّف الريسوني نحو 30 كتاباً، وله أبحاث كثيرة منشورة في المجلات العلمية.
وفي السياق ذاته اختار الريسوني كلا من المفتي العام لسلطنة عمان، أحمد الخليلي، والعلماء، خير الدين قهرمان، وحبيب سالم سقاف الجفري، وعصام البشير، نوابا له، وتم إقرارهم بعد موافقة الجمعية العمومية للاتحاد.
كما أعاد مجلس أمناء الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، انتخاب علي محيي الدين قرة داغي، أمينا عاما للاتحاد، وفق مصادر لوكالة الأنباء التركية (الأناضول).
والشيخ علي قرة داغي، عراقي، يحمل الجنسية القطرية، ولد بمدينة (القره داغ) في محافظة السليمانية (شمالي العراق) العام 1949. ويحمل داغي الدكتوراة في الشريعة والقانون، من جامعة الأزهر الشريف في مجال العقود والمعاملات المالية.
وتأتي انتخابات رئاسة الجمعية العامة لاتحاد العلماء المسلمين في إطار التحركات القطرية لتغيير الوجوه المستهلكة، وذلك بعد تراجع تأثير القادة الحاليين وعلى رأسهم يوسف القرضاوي الذي كشف عن مغادرته لمنصب رئيس الاتحاد، خلال كلمته بالجلسة الافتتاحية للجمعية العمومية الخامسة للاتحاد بإسطنبول وشن خلال كلمته الوداعية هجوما على السعودية على خلفية مقتل الصحفي خاشقجي، وأشاد في الوقت ذاته بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان "الذي نهض بتركيا"، على حد قوله.
كما اعتبر الرئيس الجديد للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين أحمد الريسوني، أن مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي "قضية عربية إسلامية إنسانية وعالمية"، جاء ذلك وفق تصريحاته على هامش الجلسة الختامية للجمعية العامة للاتحاد أمس الخميس.
يذكر أن كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر أدرجت اتحاد الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ورئيسه السابق على قائمة الإرهاب، عام 2017، كما أن رئيس الاتحاد الحالي أحمد الريسوني مدرج أيضًا على لوائح الإرهاب الصادرة عن الدول المقاطعة لقطر.