بعد مقتل 30 شرطيا أفغانيا.. "طالبان" تعاود السيطرة غرب أفغانستان
الخميس 15/نوفمبر/2018 - 02:34 م
طباعة
أميرة الشريف
مازال الوضع في أفغانستان يشهد توترا مع استمرار العمليات الإرهابية التي تقوم بها حركة "طالبان" ، حيث هاجم عناصر من الحركة ولاية فاراه غربي البلاد، مساء أمس الأربعاء، وفقاً لمسؤولون، حيث قتلت الحركة 30 شرطياً أفغانياً، وسط اتهامات بتورط إيران في إمداد منفذي الهجوم.
ووفق احصائيات، لكن تقديرات غير رسمية تشير إلى أن حوالي 45 من أفراد الشرطة والجيش يقتلون أو يصابون يومياً.
ولم تعد الحكومة تصدر أعداد القتلى بدقة لكن مسؤولين يقولون إن 500 شخص على الأقل يقتلون شهريا ومئات يصابون بجروح وهو رقم يعتبره الكثيرون أقل من الواقع.
وقال داد الله قاني، عضو مجلس الولاية، اليوم الخميس 15 نوفمبر 2018، إن الهجوم استهدف مركز شرطة في منطقة كاكي صفد بالولاية، وبدأ في ساعة متأخرة من مساء الأربعاء، واستمر لأكثر من 4 ساعات.
وفي كابول، قال النائب سميع الله سميم، إن قائد شرطة المنطقة عبدالجبار كان بين القتلى، مضيفا أن غارات جوية انتقامية قتلت 17 من مسلحي طالبان.
ووفق تقارير صحافية، فقد نجحت حركة طالبان في الاستيلاء على كمية كبيرة من الأسلحة والذخيرة من المركز.
وأعلنت طالبان مسؤوليتها عن الاشتباكات في فاراه فيما ينظر إليه على نطاق واسع على أنه جزء من استراتيجيتها لزيادة الضغوط على جبهة القتال في حين تسعى لتسوية سياسية مع الولايات المتحدة.
وقال قاري يوسف أحمدي المتحدث باسم طالبان إن مسلحي الحركة قتلوا 35 من أفراد الأمن واعتقلوا مسؤولين أمنيين ودمروا مركبات تابعة للحكومة واستولوا على كميات كبيرة من الأسلحة في فراه.
وقال قادة أمريكيون إنهم يتوقعون أن تكثف طالبان جهودها العسكرية لتحسن وضعها في حين تجري اتصالات مع المبعوث الأمريكي الخاص زلماي خليل زاد بهدف بدء مفاوضات سلام.
ويلقي القتال في فاراه الضوء على الضغوط التي تتعرض لها القوات الأفغانية التي تتكبد أعلى معدلات الخسائر في تاريخها وفقا لتقديرات بعثة الدعم الحازم التي يقودها حلف شمال الأطلسي.
وتشن طالبان هجمات شبه يومية خلال الأشهر الماضية في جميع أنحاء أفغانستان، ما ألحق خسائر فادحة بالقوات الأفغانية.
يأتي ذلك بالتزامن مع المفاوضات الدولية، التي احتضنتها موسكو الأسبوع الماضي، بين ممثلي حركة طالبان ومجلس الأعلى للسلام المكلف من قبل الحكومة الأفغانية ، حيث زعم رئيس المكتب السياسي لحركة طالبان شیر محمد عباس استانكازي، أن نتائج المؤتمر حول أفغانستان الذي عقد في العاصمة الروسية، كانت إيجابية.
ويقتل يوميا عشرات من رجال الشرطة الأفغانية علي يد حركة طالبان، وكان قتل نحو 8 من رجال الشرطة خلال اشتباكات وقعت في بلدة فرح بغرب أفغانستان، الأسبوع الماضي.
وكانت استعادت طالبان قوتها في السنوات الأخيرة، واستولت على مناطق في كل أنحاء البلاد وشنّت اعتداءات منتظمة واسعة، بينها هجوم ضخم على مدينة غزنة الاستراتيجية، التي تبعد 120 كيلومتراً من العاصمة كابول، واشتبكت مع قوات الأمن الأفغانية داخل المدينة لخمسة أيام، ما استدعى تدخلاً أميركياً، جوياً وبرياً.
واتهم بعض المسؤولين في فراه إيران بتزويد الإرهابيين بالمال والسلاح، فيما تقول الولايات المتحدة إن طهران تحاول مد نفوذها في غرب أفغانستان.
ودارت معارك عنيفة خلال الأيام القليلة الماضية، سيطر مئات من مقاتلي طالبان على أجزاء كبيرة من منطقتي جاغوري وماليستان اللتين تسكنهما أعداد كبيرة من الهزارة، وهي جماعة لطالما عانت من التمييز في أفغانستان.
وقال محمد علي الذي هرب من منزله في جاغوري إلى مدينة غزنة "رأيت طالبان تحرق منزل قائد شرطة محلي وتقتل القائد وابنه... أُغلقت السوق ولا يوجد طعام أو دواء أو كهرباء لذا هربنا".
وأغلقت الطرق المؤدية إلى المنطقة وتعطلت الاتصالات الأمر الذي جعل من الصعب على منظمات الإغاثة والمسؤولين تقييم أعداد الضحايا بينما زادت مشاكل النازحين سوءا بسبب انخفاض درجات الحرارة.
واندلعت معارك بين طالبان، والهزارة، وهي حركة سنية ينتمي معظم أفرادها لعرقية البشتون وميليشيا يقودها حكيم شجاعي وهو قائد محلي من الهزارة متهم بارتكاب انتهاكات بحق البشتون، في إقليم أرزكان المجاور لغزنة في أوائل نوفمبر تشرين الثاني. وامتدت المعارك في وقت لاحق إلى جاغوري وماليستان، وأججت المعارك مخاوف من تفاقم العنف العرقي والطائفي.
وقالت طالبان إن معركتها ليست مع الهزارة لكن مع شجاعي الذي لا يزال حرا رغم صدور مذكرات باعتقاله.
وقال ذبيح الله مجاهد المتحدث باسم طالبان "إن (شجاعي) يتلقى دعما من الحكومة، لذا فإن معركتنا معه ومع الحكومة التي تدعمه سنعاقبه على جرائمه".
وذكر مسؤول كبير أن ما لا يقل عن 35 مدنيا، معظمهم من الهزارة، وأكثر من 50 من أفراد القوات الخاصة قتلوا في الاشتباكات، مضيفا أن أكثر من 7000 شخص فروا من جاغوري وماليستان إما إلى غزنة أو باميان، كما دمر أكثر من 3000 منزل.
ونجحت حركة "طالبان" في توسيع نطاق نفوذها في أفغانستان، حيث تسيطر حاليا على أكبر جزء من أراضيها منذ العام 2001.