من بيت لـ"بيت".. مصير غامض يحيط بزعيم "داعش" أبو بكر البغدادي
الجمعة 16/نوفمبر/2018 - 12:45 م
طباعة
أميرة الشريف
حالة من الغموض تحيط بمصير زعيم تنظيم "داعش" الإرهابي أبوبكر البغدادي، فما بين وفاته واختفائه تسري شائعات من وقت وآخر عن مقتل البغدادي، لكن لا تتوافر معلومات موثقة حوله حتي الأن.
ويتحصن البغدادي في مقر إقامته داخل سوريا قرب الحدود مع العراق، مع تحول المعارك بين مسلحي التنظيم الإرهابي وقوات سوريا الديمقراطية إلى حرب شوارع.
ووفق صحيفة "صن" البريطانية، الخميس، إن مقاتلي سوريا الديمقراطية يتعقبون البغدادي من "بيت إلى بيت"، بعد أن تمكنوا مؤخرا من قتل أشخاص مقربين جدا منه، داخل دائرة معارفه الضيقة.
ونقلت الصحيفة عن هافيل روني، أحد قادة القوات السورية الديمقراطية في منطقة هجين شرقي سوريا، حيث تدور المعارك، قوله: "قبل حوالي شهر ونصف الشهر، حصلنا على معلومات استخباراتية تفيد بمقتل أحد أبناء البغدادي، مضيفًا: "شقيق البغدادي كان في المنطقة مؤخرا، وكان يعقد اجتماعات مع الأعضاء لتشجيعهم على القتال"، مشيرا إلى أن منطقة هجين تعتبر معقلا رئيسيا لمن تبقى من مسلحي "داعش" في سوريا.
وأوضح روني أن أقارب البغدادي لا يزالون يقيمون في منطقة هجين، حيث يعتقد أن العديد من المسلحين المقربين منه يتحصنون في المنطقة ذاتها، وهو ما يدفع قوات سوريا الديمقراطية إلى تركيز العمليات العسكرية هناك.
وقال: "قبل نحو شهرين نجحنا في اعتقال طبيب بريطاني عضو في التنظيم كان يحاول الهروب إلى تركيا"، مشيرا إلى وجود مسلحين وقادة في صفوف "داعش" من جنسيات أخرى من الشيشان والعراق.
وأضاف أن تنظيم "داعش" لا يزال يسيطر على حوالي 450 كيلو متر مربع من القرى المحيطة بمنطقة هجين على طول نهر الفرات، مشيرا إلى أن استعادة هذه المناطق لن تكون سهلة.
وسيطر "داعش" على مناطق شاسعة شمال شرقي سوريا على مدار 5 سنوات، قبل أن يتم طرده منها، لا سيما مدينة الرقة، التي كانت تعتبر معقلا رئيسيا للتنظيم.
واستغل مسلحو التنظيم مؤخرا عاصفة رملية، وشنوا عملية واسعة الشهر الماضي في بعض المناطق في البوكمال، وقتلوا عددا كبيرا من المدنيين، الأمر الذي يؤكد أن فلول التنظيم لا تزال فاعلة بالمنطقة.
وقالت الصحيفة، إن من بين من أعدمهم البغدادي "أبو البراء الأنصاري، وسيف الدين العراقي، وأبو عثام التل عفري، وأبو إيمان الموحد ومروان حديد الصوري"، وجميع المذكورين من العراق.
ودائما تتردد أنباء أن زعيم داعش قـُتل في إحدي الغارات الجوية، حيث تداولت الأنباء مرارا وتكرارا، ولكن دون معلومات موثقة، وأضافت الأنباء أن تقارير أمنية دقيقة قدمها أحد المعتقلين من قادة داعش قادت لمكان تواجد "أبو بكر البغدادي" بمنطقة تقع في محيط قضاء بعاج الواقع على الطريق الدولية بين العراق و سوريا في وقت عزز إستمرار إختفاء البغدادي من هذه الترجيحات.
يذكر أن آخر تسجيل صوتي للبغدادي بث في أغسطس الماضي، دعا فيه أنصاره إلي عدم التخلي عن جهاد عدوهم على الرغم من الهزائم الكثيرة التي مني بها الجهاديون.
وتأتي رسالة البغدادي، والتي دعا فيها أيضاً إلى المزيد من العمليات في الدول الغربية، لمناسبة احتفال المسلمين بعيد الأضحى وبعدما خسر تنظيم الدولة الإسلامية تدريجياً خلال العامين الماضيين غالبية المناطق التي أعلن منها "الخلافة" في سوريا والعراق في العام 2014.
وقال البغدادي في التسجيل إن "ميزان النصر والهزيمة عند المجاهدين ليس مرهوناً بمدينة او بلدة سلبت وليس خاضعاً لما يملكه المخلوقون من تفوق جوي او صواريخ عابرة او قنابل ذكرية ولا لكثرة الأتباع والأشياء (...) ومتى تخلوا عن دينهم وصبرهم وجهاد عدوهم ويقينهم بوعد خالقهم هزموا وذلوا، ومتى تمسكوا به عزوا وانتصروا ولو بعد حين".
ومنذ أكثر من عام، دبت خلافات شديدة داخل تنظيم "داعش"، تطورت إلى اشتباكات، وإعدامات من قبل قيادة التنظيم الإرهابي بحق قادة، إما بسبب اتهامهم بـ"الغلو"، أو "العمالة".