نجل نصر الله "إرهابيًا عالميًا".. واشنطن تزيد الضغوط على "حزب الله"
السبت 17/نوفمبر/2018 - 01:52 م
طباعة
فاطمة عبدالغني
في إطار تشديد الضغوط على "حزب الله"، صنفت وزارة الخارجية الامريكية الثلاثاء 13 نوفمبر الجاري، جواد نصر الله، نجل الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، “ارهابيا عالميا”.
كما وصفت الوزارة جواد نصر الله بأنه “القائد الصاعد" لحزب الله، وقالت "إن جواد قام خلال السنوات الأخيرة بتجنيد أشخاص لشن هجمات إرهابية ضد إسرائيل في الضفة الغربية"، يذكر أن حزب الله وأمينه العام حسن نصر الله مدرجون على قائمة العقوبات المتعلقة بالإرهاب منذ سنين
من ناحية أخرى، أدرجت الوزارة "كتائب المجاهدين"، الجماعة الصغيرة الناشطة في الأراضي الفلسطينية والمرتبطة بحزب الله، على قائمتها السوداء "للمنظمات الإرهابية العالمية".
وأكدت الخارجية الأمريكية إنّ "تصنيفات اليوم تسعى إلى حرمان حزب الله وكتائب المجاهدين من الموارد للتخطيط للهجمات الإرهابية وتنفيذها". وتهدف هذه التصنيفات من ناحية أخرى إلى تجميد أي أصول يملكها المدرجون على القائمة في أي أراض تخضع للقوانين الأمريكية، وفي الوقت نفسه تحظر على الأفراد والشركات الأمريكية التعامل معهم.
وفي السياق ذاته فرضت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات على أربعة رجال هم شبل محسن "عبيد الزيدي"، ويوسف هاشم، وعدنان حسين كوثراني ومحمد عبد الهادي فرحات، وقالت "إنهم مهمون لحزب الله في العراق ويساعدونه في نقل الأموال والحصول على الاسلحة والتواصل مع إيران".
وأضافت الوزارة إن "الزيدي هو المنسق الرئيسي بين حزب الله والحرس الثوري الإيراني، الذي تدرجه الولايات المتحدة على القائمة السوداء، وأنصارهما في العراق".
وذكرت الوزارة أنه مقرب من ممول حزب الله أدهم طباجة ونسق عمليات تهريب النفط من ايران الى سوريا. كما قام الزيدي أيضًا بإرسال مقاتلين عراقيين إلى سوريا بتكليف من الحرس الثوري، وأوضحت أن الثلاثة الآخرين متورطون في جمع المعلومات الاستخباراتية ونقل الأموال لحزب الله في العراق ، بحسب الوزارة.
من ناحية أخرى، أعلنت الخارجية الأمريكية أنها رصدت مكافآت مالية تصل قيمة كل منها إلى خمسة ملايين دولار، لمن يدلي بمعلومات تساعدها في التعرف إلى هوية، أو تحديد مكان وجود، أي من ثلاثة أشخاص تسعى لاعتقالهم وهم القياديان في حزب الله خليل يوسف محمود حرب وهيثم علي الطبطبائي والقيادي في حركة حماس صالح العاروري، وتعتقد واشنطن أن العاروري يقيم في لبنان وأنه حلقة الوصل بين حماس وإيران.
وقال مساعد وزير الخارجية الأمريكي للأمن الدبلوماسي، مايكل إيفانوف، خلال مؤتمر صحفي في مقر وزارة الخارجية الأمريكية في واشنطن "إن العاروري يعيش بحرية في لبنان، ويعمل أيضاً مع فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، ويجمع الأموال لتنفيذ عمليات لمصلحة "حماس"، وقيادة عمليات أدّت إلى مقتل إسرائيليين يحملون جنسية أميركية"، مشيراً إلى أن "وزارة الخزانة صنّفته إرهابياً عالمياً في 2015".
كما أوضح ايفانوف: "إن الثاني هو خليل يوسف محمود، المستشار القريب من الامين العام لـ"حزب الله"، ولديه ارتباطات متشعّبة مع كثير من المنظمات الإرهابية".
وأضاف أنّ محمود "قدم المشورة في شأن شن هجمات في الأراضي الفلسطينية وفي مناطق أخرى بالشرق الأوسط، وصنفته وزارة الخزانة إرهابياً عالمياً في 2014، أما القيادي الثالث فهو هيثم علي، المُرتبط بمقاتلي "حزب الله" في سوريا واليمن، وتم تصنيفه إرهابياً عالمياً في أكتوبر 2016".
وأوضح المسؤول الأمريكي إنّ التنظيمين ("حزب الله" و"حماس") حصلا على الأموال والأسلحة من إيران، التي تعتبر راعية أساسية للإرهاب. وطلب من "أي شخص لديه معلومات عن هؤلاء الأشخاص، الاتصال بالسفارات أو القنصليات أو البعثات الدبلوماسية الأمريكية حول العالم".
وصرح سيغال ماندلكر، وكيل وزارة الخزانة لشؤون الإرهاب واستخبارات التمويل أن "حزب الله هو وكيل إرهابي للنظام الإيراني ويسعى إلى تقويض سيادة العراق وزعزعة استقرار الشرق الأوسط". وأوضح أن "جهود وزارة الخزانة تهدف إلى عرقلة محاولات حزب الله لاستغلال العراق لتبييض الأموال وشراء الأسلحة وتدريب المقاتلين وجمع المعلومات بوصفه وكيلا لإيران".
وعلى الصعيد ذاته قال السفير الأمريكي المتجول ومنسّق جهود مكافحة الإرهاب ناثان سيلز إن "أفعال حزب الله المدمرة عرّضت الشعب اللبناني للخطر".
كما اتهم الدبلوماسي الأمريكي حزب الله، بأنه "يستخدم بفعالية المدنيين دروعاً بشرية بإخفائه صواريخ في أحياء سكنية". وأضاف "إن قدرة حزب الله على زعزعة الاستقرار لا تقتصر على الشرق الأوسط، بل هو قادر على زعزعة الاستقرار داخل لبنان نفسه".
ويتوقع المراقبون أن تزيد الضغوط على حزب الله أكثر وأكثر في الفترة المقبلة، وسيصدر الأمريكيون العديد من الأسماء التي ستدرج على لوائح العقوبات، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه في هذا التوقيت بالذات، هو إلى أي مدى يستطيع حزب الله مواجهة هذه العقوبات خاصة في ضوء أنه مضطر للاعتماد أكثر على مصادر التمويل الداخلية وعلى البيئة الحاضنة له، والتي ستتأذى بشكل مباشر من هذه العقوبات، وإلى أي مدى يمكن أن تأتي هذه العقوبات بنتائجها المرجوه؟
ويتفق مع هذا الطرح تصريح المنتسب إلى كتلة "المستقبل" المهندس جان موسى حيث يرى "أن تأثير العقوبات الأمريكية على حزب الله يعتمد بالأساس على جّدية العقوبات والنّوايا الأمريكية فإذا كانت جدّية ستتمكّن من استلام المفاتيح والشّيفرات كلّها لإبعاد حزب الله عن المعادلات الخارجية"، مضيفًا أن "أمريكا لا تريد إسقاط النّظام في إيران، إنّما تريد جعله يحترم دول المنطقة ولا يتدخل بأمورها".
ومن ثم يرجح مراقبون أن يتأثر حزب الله بطريقة أو بأخرى بالنّتائج، فإما يضطر في الفترة القادمة إلى كف يده عن الحروب الخارجية لنقص الإمدادات الإيرانية، أو إلى العناد والمكابرة والتحدي الكلامي والإعلامي للعقوبات والاستمرار في نهجه وكأن العقوبات لم تكن.
خاصة أن الحزب يحاول أن يعطي انطباعاً بأنه ما يزال قوي ومتماسك أمام كل ما تفرضه أمريكا من عقوبات وأمام كل المعارضات والضغوط التي يتلقاها من دول الخليج، بسبب ممارساته التي تعرض أمن لبنان للخطر، حيث يبرز ذلك بشكل واضح في التزامه الصمت وعدم التعليق على العقوبات المفروضه عليه حتى الأن.
ومن ثم يثير العرض السابق التساؤلات حول احتمالية أن يتحول "حزب الله" إلى حزب يقبل الحوار والتفاوض والنقاش ويرضخ لشروط تحد من تدخلاته الخارجية سياسياً وعسكرياً، ومدى قدرة واشنطن بقيادة ترامب على فكّ شفرة الحزب، وتقليم أظافره.