بمباركة قطرية.. منشق عن حركة "الشباب" مرشح للانتخابات الرئاسية بولاية جنوب غرب الصومال
الأحد 18/نوفمبر/2018 - 04:25 م
طباعة
فاطمة عبدالغني
تأجلت الانتخابات الرئاسية في ولاية جنوب عرب الصومال التي كان من المزمع إجراؤها في 17 نوفمبر الجاري إلى 28 من ذات الشهر، وذلك في أعقاب استقالة معظم أعضاء اللجنة التنظيمية للانتخابات السابقة، احتجاجا على تدخل الحكومة الصومالية ودعمها لبعض المرشحين على حد وصفهم، كما أدت الخلافات في تلك الانتخابات إلى استقالة رئيس الولاية السابق شريف حسن شيخ آدم وتنازله عن الترشح.
وفي الإطار ذاته عين القائم بأعمال رئيس ولاية جنوب غرب الصومال ورئيس برلمان الولاية عبد القادر شريف لجنة جديدة لتنظيم الانتخابات الرئاسية والتي ستحل محل اللجنة السابقة بعد أن صادق عليها البرلمان بالأغلبية.
يأتي هذا في الوقت الذي قامت فيه الشرطة في مدينة بيدوا بتفريق تظاهره ردد فيها المتظاهرين هتافات مؤيدة للمرشح أبو منصور مختار روبو، مطالبين نواب برلمان ولاية جنوب غرب الصومال بالاستماع إلى الشعب ومنح أصواتهم لروبو.
أبو منصور هو قيادي سابق ومنشق عن حركة شباب المجاهدين كما أنه أول مرشح رسمي للانتخابات الرئاسية في ولاية جنوب غرب الصومال.
ولد مختار روبو المُكنى بـ«"أبو منصور" في العاشر من أكتوبر 1969، في مدينة حُدُر بإقليم باكول الواقع جنوبي الصومال. درس أبو منصور القرآن الكريم وعلوم الدين في مدرسة قرآنية محلية، ثم أكمل دراسة العلوم الشرعية في العاصمة مقديشو، وتابع دراسة الشريعة الإسلامية في بداية التسعينيات بالعاصمة السودانية الخرطوم، ثم عمل بالتدريس في إحدى دور الأيتام بعد عودته إلى مقديشو حتى منتصف التسعينيات، ليسافر بعدها إلى أفغانستان لينضم لمعسكرات تدريب تنظيم القاعدة، حيث التقى بزعيم القاعدة أسامة بن لادن في قبيل هجمات 11 سبتمبر، وغادر أفغانستان بعد الهجوم الأمريكي على نظام طالبان، وفي عام 2000 عاد إلى بلاده مجددا وشغل منصب نائب رئيس اتحاد المحاكم الإسلامية، وفي العام 2006 شارك فى تأسيس حركة الشباب وعين نائبًا للحركة ثم متحدثًا باسمها لفترة طويلة
في عام 2010، نفى مختار روبو حدوث انقسام وانشقاقات داخل حركة الشباب، مؤكدًا على أنها لا تزال موحدة ومتماسكة، جاء ذلك ردا على تقارير نقلتها بعض وسائل الإعلام عن مصادر حكومية وقوات الاتحاد الأفريقي تفيد بوجود خلافات بين القيادات العليا في حركة الشباب المجاهدين، كما أفادت التقارير أنه اختلف مع أمير الحركة الذي أقال روبو من منصبه نائبا له وعيّن "علي طيري" بديلاً له.
وفي عام 2012، رصدت الإدارة الأمريكية مكافئة قدرها خمسة ملايين دولار لمن يدلي بأي معلومات تؤدي إلى اعتقال روبو أو قتله. وفي منتصف 2017، تراجعت عن قرارها، بعد أن راجت معلومات عن دخوله في مفاوضات سرية مع الحكومة الصومالية.
الانشقاق عن حركة الشباب المجاهدين
وفي 9 أغسطس من العام ذاته دارت مواجهات دامية بين أبو منصور ووحدات من مقاتلي حركة شباب المجاهدين في أبال بإقليم باكول استمرت يومين، تمكن أبو منصور خلالها من صد الهجوم، وبعدها سلم نفسه إلى القوات الصومالية بإدارة جنوب غرب الصومال، والتي سمحت له بالانتقال إلى مدينة حدر ومنها إلى مقديشو على متن طائرة أقلته برفقة مجموعة من وزراء الحكومة الصومالية. ثم أعلن بعدها أنه انشق عن الحركة قبل خمس سنوات نتيجة خلافات عقدية لم يشرحها.
الترشح للانتخابات الرئاسية
في أكتوبر من العام الحالي أعلن مختار روبو، ترشحه في الانتخابات الرئاسية بولاية جنوب غرب الصومال والتي كان من المزمع إجراؤها في 17 نوفمبر الشهر الجاري.
ترشح روبو اصطدم بقرار الحكومة الفيدرالية يعتبر ترشحه غير شرعي بدعوى وجود قيود أمنية واقتصادية لا تزال مفروضة عليه من قبل المجتمع الدولي، حيث قالت وزارة الأمن الداخلي في الحكومة الفيدرالية في بيان لها أن روبو، لم يستوف جميع الشروط المطلوبة لرفع الحظر عنه بشكل كامل، بما يمكنه من خوض الانتخابات الرئاسية الإقليمية فى ولاية جنوب غرب الصومال.
إلا أن اللجنة المشرفة على الانتخابات الرئاسية سلمت روبو شهادة الترشح كأول مرشح أعلن استعداده خوض السباق الرئاسي في ولاية جنوب غربي الصومال، بحسب ما نشره موقع صومالي.
اللعبة القطرية
يحذر المراقبون من أن روبو قد يكون لعبة من جانب الحكومة القطرية بعد أن نشرت جماعات منافسة صومالية وثيقة تثبت العلاقة الوثيقة بين روبو وقطر. ففي عام 2009 ظهر روبو في حلقة من برنامج "لقاء اليوم" بثته قناة الجزيرة القطرية، قال فيها “لا نريد أن نعتدي على أحد، نريد أن نصلح أرضنا، والدين الإسلامي ليس بالإكراه".
وفي الوقت ذاته أكد خبراء ومحللون من الداخل الصومالي أن الأزمة الأخيرة بين الحكومة المركزية في مقديشو وبين قادة الولايات تعود للتدخلات القطرية في الشأن الداخلي للصومال، ومحاولاتها المستمره لفرض سياستها الخفية المتمثلة في أخونة الشباب الصومالي وتحويلها إلى بؤرة لتجميع الإرهابيين التي تدعمهم الدوحة.
ترشح روبو اختراق للمنظومة الحكومية الصومالية
حذر متخصصي الحركات الإسلامية من تداعيات ترشح روبو على أمن الصومال في ظل الأوضاع المتدهورة في البلاد حيث قال هشام النجار، الباحث فى شئون الحركات الإسلامية، "إن الصومال يمر بمرحلة مفصلية دقيقة، فالمطلوب بناء جيش وطنى قوى ومتطور ومتماسك وقادر على حفظ الأمن والاستقرار ليكون قادرًا على حفظ الامن فى البلاد والتصدى لمخاطر الإرهاب والقرصنة، قبل حلول عام ٢٠٢٠، وهو تاريخ رحيل قوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الأفريق".
وأكد النجار "أن هناك شواهد على محاولات لجعل الصومال ملاذا ووجهة للجماعات الإرهابية خاصة تنظيمى داعش والقاعدة."
وأوضح "بالنسبة لترشح أبومنصور مختار روبو فى انتخابات ولاية جنوب غرب الصومال، أراها خطوة جيدة لأن الوضع السابق شرحه يحتاج حلولًا استثنائية وعاجلة وغير تقليدية، وانشقاق روبو فى حد ذاته خطوة مهمة بالنظر للموقع التنظيمى المتميز الذى كان يشغله فى حركة الشباب، وهو ما سيؤدى للمزيد من الانشقاقات داخلها، وهذا بطبيعة الحال سيضعف حركة الشباب وسيحد من خطورة المجموعات الإرهابية، وبالتالى مزيد من الدعم للحكومة والجيش"
أما فيما يتعلق بحظوظ روبو في الفوز بالانتخابات فيرى المراقبون أنها ضئيلة نظرا لوجود منافسين أقوياء من أمثال الرئيس الحالي للولاية شريف حسن ذي النفوذ الأكبر ومرشحين آخرين محسوبين على الحكومة الفدرالية، فإذا كان اللجوء لتصويت في الانتخابات هو الفيصل في تحديد الفائز، فإن التوقعات ترجح ذهاب معظم الأصوات إلى الأطراف الأقوى.