تقرير يكشف تلاعب إيران بالأذرع الإرهابية للهروب من العقوبات الأمريكية

الخميس 22/نوفمبر/2018 - 01:49 م
طباعة تقرير يكشف  تلاعب روبير الفارس
 
كل طرق إيران للتغلب علي العقوبات الاقتصادية الامريكية اصبحت مكشوفة أمام العالم  فقد نشرت عدة تقارير تكشف عن اساليب وطرق ايران للتلاعب والافلات من العقوبات ومعني نشر الاساليب الايرانية المختلفة انها صارت مكشوفة وكل اساليبها مفضوحة امام العالم وبالتالي بلا جدوي وقد نشر مركز العراق الجديد تقرير للباحث فراس الياس  تدرك إيران القيمة الإستراتيجية العليا للأذرع المسلحة في منطقة الشرق الأوسط، ويخطى من يظن أن وجود هذه الأذرع هو من أجل تغطية الشواغل الأمنية لإيران في المناطق التي لا تستطيع التواجد فيها بشكل مباشر، بل إن الغاية الأساسية لوجودها هي القيام بمهمات شاملة بحسب الرؤية التي يمثلها صانع القرار السياسي في إيران.
فكان وجود هذه الأذرع المسلحة – والتى منها مليشيا الحوثي باليمن وحزب الله في لبنان والزينبيون في باكستان  وغيرها -هو بمثابة اليد الطولى لإيران، للوصول إلى مناطق التأثير الجيوسياسي المؤثر بالأمن القومي الإيراني، فكما مثلت هذه الأذرع بمختلف تلوناتها الأيديولوجية والمذهبية والطائفية متنفساً للأزمات الأمنية الإيرانية، فهي تمثل اليوم الحصان الذي يمكن أن تمتطيه إيران لتجاوز تحدي العقوبات الأمريكية عليها.
فبعد دخول الحزمة الثانية من العقوبات الأمريكية حيز التنفيذ في يوم 4 نوفمبر 2018، تتطلع إيران لقيام هذه الأذرع بالمهام المرجوة منها، للتخفيف من حدة هذه العقوبات عليها، إذ تتراوح الوظائف التي يمكن أن تقوم بها هذه الأذرع بأربعة مستويات إستراتيجية هي:
الأولى: تسخير المقومات الإقتصادية الأساسية في البلدان التي تتواجد فيها، وذلك من خلال تنشيط عمليات تهريب العملة الصعبة والمواد الغذائية إلى الداخل الإيراني، إلى جانب تنشيط عمليات التهريب من الداخل الإيراني إلى الخارج، وهنا تبرز المليشيات المسلحة في العراق كمثال على ذلك، والتي تسيطر على الكثير من المصادر الإقتصادية في العراق، وتحديداً في مناطق الجنوب العراقي، فضلاً عن تأثيرها على وزارات بعينها، تمثل قيمة كبيرة لصانع القرار الإيراني، والتي يأتي على رأسها وزارة النقل والمواصلات، هذا بالإضافة إلى تحكمها بعملية دخول البضائع إلى الأسواق العراقية، وذلك من خلال العلاقات الجيدة التي تربطها مع تجار الجملة، بحيث جعلت الأسواق والمتاجر العراقية غارقة بالبضائع الإيرانية، لتأتي عملية نفوق مئات الأطنان من الثروة السمكية في العراق، والتي جاءت مترافقة مع دخول العقوبات الأمريكية على إيران، لتضيف مدخلاً أخر لتوريد البضائع الإيرانية إلى الداخل العراقي.
الثانية: عرقلة جهود الدول الأخرى لسد الفراغ الذي ستخلفه العقوبات الأمريكية على قطاع الطاقة الإيراني، وذلك من خلال إستهداف طرق إمدادت الطاقة والشحن البحري، ويبرز الحوثيين هنا كمثال على ذلك، إذ نجح الحوثيين في القيام بهذه الوظيفة خلال الفترة الماضية، خصوصاً في إطار إستهداف طرق شحن الطاقة عبر البحر الأحمر وخليج عدن، هذا إلى جانب تنسيق الجهود مع حركة الشباب المجاهدين الصومالية لتحقيق أغراضها الإستراتيجية في النفاذ من كماشة العقوبات الأمريكية، حيث صدرت العديد من التقارير الأممية الخاصة بفرض عقوبات على الحركة منذ العام 2012، والتي أشارت بمجملها بأن إيران تستغل الحركة في أنشطتها الإرهابية التي تضر بأمن البحر الأحمر، ومن هذه الأنشطة قيام إيران بتوظيف الحركة في تهديد الملاحة البحرية الدولية بصورة عامة، والأمريكية بصورة خاصة، من أجل إجبار الولايات المتحدة الأمريكية على نقل جزء من أسطولها البحري المرابط في مضيق هرمز إلى هناك، لإعطاء هامش بسيط للقيام بعمليات تهريب الطاقة عبر المضيق، بعيداً عن المراقبة الأمريكية.
الثالثة: إنتاج فوضى أمنية – إقليمية قد تصل إلى حرب في المنطقة، وذلك من خلال إفتعال الأزمات التي قد تجبر الولايات المتحدة الأمريكية على الإنشغال بها، وتخفيف الضغط عليها، ويبرز هنا حزب الله اللبناني كمثال على ذلك، إذ إستطاع الحزب وعبر مراحل عديدة إلى القيام بدور مهم في التنفيس عن الضغوط المفروضة على إيران، وهو ماتدركه إسرائيل بالمقابل، حيث أن الهدوء النسبي الحاصل على الساحة السورية، بفعل الترتيبات التي أفرزت عنها التسويات السياسية الأخيرة، برعاية الروس والأتراك وفرنسا والمانيا، إلى جانب تعثر جهود تشكيل حكومة جديدة في لبنان، تجعل البيئة السياسية في لبنان مهيئة لحرب مباشرة، قد يقوم بها الحزب في المستقبل القريب، خصوصاً إذا ما أفرزت العقوبات عن تداعيات خطيرة في الداخل الإيراني.
الرابعة: أدوار وظيفية داخلية، وذلك من خلال تهيئة أرضية إجتماعية-إقتصادية للتنفيس عن الأزمة الإيرنية الحالية، ويبرز دور مليشيات زينبيون في باكستان وفاطميون في أفغانستان في هذا المجال، إذ تدرك إيران أهمية هاتين المليشيتين في تسهيل عمليات تهريب المخدرات وجمع التبرعات وتهريب العملية الصعبة، وتسخير الأقليات “الشيعية” هناك في عملية التعبئة الإقتصادية في توريد البضائع المهربة عبر المناطق الحدودية القريبة.
وإلى جانب ماتقدم ذكره أعلاه، تمكنت إيران وخلال الفترة الماضية، من جعل هذه الأذرع وغيرها إمبراطوريات إقتصادية عملاقة في داخل الدول التي تتواجد فيها، بحيث يمكن أن تسد الحاجة الإيرانية من العملة الصعبة خلال الفترة المقبلة، فضلاً عن نجاح الحرس الثوري الإيراني في القيام بعمليات غسل الأموال في العديد من هذه الدول التي تتواجد في أذرع مسلحة موالية لإيران، وهو مايزيد من فرص رهان إيران عليها في المرحلة القادمة.
إذ نجح الحرس الثوري الإيراني وعبر فيلق القدس الذي يقوده قاسم سليماني، من نسج علاقات إقتصادية مع هذه الأذرع، بحيث تكون حامية للمصالح الإقتصادية الإيرانية في البلدان التي تتواجد فيها، فعلى سبيل المثال تمتلك مؤسسة خاتم الأنبياء التابعة للحرس الثوري الإيراني العديد من الفروع في داخل العراق ولبنان واليمن وباكستان وأفغانستان والعديد من الدول الأفريقية، من خلال إنشاء العديد من الأوقاف والشركات المساهمة، والتي يقودها عناصر أمنية مرتبطة بفيلق القدس.
كما يمتلك الحرس الثوري الإيراني وبمساعدة الأذرع المرتبطة به العديد من الشركات الإقتصادية الكبرى، مثل “شركة الكوثر وشركة مبنا وشركة تك إيستا جنوب وشركة أيمن سازان “، والتي تعتبر من أبرز شركات المقاولات الإيرانية في العراق ولبنان وسوريا، والتي تديرها الأذرع الإيرانية المسلحة هناك.
ان الكشف عن الاعمال الاجرامية للازرع الارهابية من خلال هذه التقارير يغلق الطريق امام ايران التى اصبحت عارية بكل ارهابها واجرامها من تهريب الاسلحة للمخدرات.

شارك