لجذب المهجرين.. حملات لاعادة بناء الكنائس والمعابد في العراق وسوريا

الجمعة 23/نوفمبر/2018 - 08:55 ص
طباعة  لجذب المهجرين.. روبير الفارس
 
انطلقت مؤخرا عدة حملات لاعادة بناء الكنائس وبعض المعابد للاقليات الدينية في سوريا والعراق وذلك حتى تعود الاقليات التى هجرها تنظيم داعش الارهابي لتعيش في موطنها و تعمل محافظة نينوى، التي كانت تعتبر منذ فترة طويلة قلب الأقلية المسيحية في العراق، على إعادة إعمار الكنائس التي دمرها تنظيم (داعش)،فضلًا عن دور العبادة الأخرى التابعة للأقليات.ومنها معابد ايزيدية 

وهذا يعكس إصرار المحافظة على الحفاظ على التنوع الديني والعرقي الذي يمثل جزءًا جوهريًا من هويتها، بحسب ما قال مسؤولون محليون لديارنا.

ويقول عضو اللجنة الأمنية بمجلس محافظة نينوى "محمد إبراهيم" إنه "على الرغم من أن أعمال التخريب والدمار قد طالت جميع دور العبادة الخاصة بالمسلمين والمسيحيين على حد سواء، فإن أعمال إعادة الأعمار تركز على الكنائس في الوقت الحالي".

ولفت في حديث لديارنا إلى أن "الاحصاءات المسجلة لدى الحكومة المحلية تؤكد أن عمليات إعادة الإعمار طالت حتى الآن ما بين 40 إلى 50 في المائة من الكنائس المتضررة أو المهدمة إبان سيطرة تنظيم داعش".

وأضاف أن أعمال إعادة الإعمار كان "يمكن أن تكون أكبر من هذا المعدل بكثير لولا شح التمويل وضعف الإمكانات الحكومية".

وأوضح أن ميزانية محافظة نينوى "غير كافية لمشاريع إعمار متكاملة نظرًا لحجم الدمار الكبير في معظم المرافق الخدمية".

وذكر أن المخصصات المالية التي صرفت العام الماضي لإعادة إعمار كنائس الموصل من موازنة ديوان أوقاف الديانات المسيحية والايزيدية والصابئة بلغت 102 مليون دينار عراقي (85 ألف دولار).

وأوضح أن تلك المبالغ وزعت لإعادة إعمار دور العبادة في قره قوش وكرمليس وتللسقف وباطنايا وباقوقة وبعقوبة وبرطلة وبعشيقة وبحزاني.

بدوره، قال الناشط "جرجيس العطوان" في تصريحات صحفية إنه على الرغم من جدية عمليات إعادة إعمار الكنائس وحماس القائمين عليها، إلا أنه من الصعب أن تشمل جميع الكنائس في الموصل حاليًا .

ولفت إلى أن "جميع الكنائس تضررت بشكل أو بآخر، حيث أن تنظيم داعش إما قد فجرها عمدًا أو خربها أو سرق محتوياتها"، مشيرًا إلى أن التنظيم قد حول مباني بعض الكنائس لاستخدامها كمقرات.

وتابع لم يترك التنظيم أية كنيسة عامرة، بما في ذلك كنيسة الساعة في الموصل وكنائس سهل نينوى.

كما دمر التنظيم الكنائس التاريخية، بما فيها كنائس الحي العربي بالموصل، "ومعظمها كنائس قديمة أثرية يعود عمرها إلى مئات السنين وتضم قطع وكتب نفيسة".

تشجيع المسيحيين على العودة
 
وأضاف "العطوان" إن "إعادة إعمار هذه الكنائس ستشكل حافزًا مهمًا لأبناء الطائفة المسيحية للعودة إلى محافظتهم".

وبين أن إعادة إعمار الكنائس سيعيد لمسيحيي الموصل الشعور بالانتماء، و"يعزز النسيج المجتمعي الذي لا يمكن للموصل أن تخسره رغم موجات النزوح القسري التي حاول تنظيم داعش فرضها على المدينة".

كما رأى أنه من شأن عودة المسيحيين والأقليات الأخرى إلى بيوتهم في المحافظة أن تساعد في تنشيط الاقتصاد المحلي.

إلا أن "العطوان" لم يخف وجود هواجس أمنية لدى المسيحيين تعيق عودتهم إلى نينوى، وحث الحكومة على تحفيزهم على العودة عبر "فرض إجراءات أمنية أكثر تشددًا، ولا سيما في المناطق المختلطة عرقيًا ودينيًا" .

من ناحيته، يؤكد عضو مجلس محافظة نينوى "داوود جندي" في حديث لديارنا أن الحكومة المحلية بمحافظة نينوى والأجهزة الأمنية عازمة على السيطرة على الواقع الأمني للسماح للمسيحيين بالعودة إلى مدنهم .

ولفت إلى أن "داعش والمجاميع الإرهابية لم تستهدف مكونًا دون آخر، بل استهدفت الجميع ودمرت المساجد والمراقد والمواقع الأثرية قبل أن تدمر الكنائس والأديرة ودور العبادة الايزيدية".

وأشاد "جندي" بجهود ديوان أوقاف الديانات المسيحية والايزيدية والصابئة لدعم استقرار المسيحيين وتبديد هواجسهم الأمنية، فضلًا عن جهود إعادة إعمار الكنائس.
رئيس لجنة إعادة الدور في نينوى: موافقة الكنيسة شرط لنقل ملكية عقارات المسيحيين

أعلن رئيس لجنة إعادة دور المسيحيين في محافظة نينوى، أن المحاكم المختصة في العراق تضع ضوابط على بيع وشراء دور المسيحيين من بينها "موافقة الكنائس"، مشيراً إلى أنه "قد يكون وراء هذه العمليات (تغيير سندات ملكية الدور) جهات متنفذة تريد إجراء التغيير الديموغرافي" في نينوى.

فخلال مشاركته في نشرة إخبارية لشبكة رووداو الإعلامية، قال رئيس لجنة إعادة دور المسيحيين في محافظة نينوى، دريد حكمت، أن "هناك قرارات من المحاكم المختصة في العراق تضع ضوابط على بيع وشراء دور المسيحيين، ومن بين هذه الضوابط أن تكون هناك موافقة من الكنائس، لتؤكد الكنائس صحة وجود هذه الدور لتسهيل عملية البيع والشراء".

وأوضح حكمت أن "لكل كنيسة رجل دين متخصص يمنح الموافقات للجهات الحكومية ويؤكد صحة الدار المعنية للعائلة المسيحية".

وعن كيفية إجراء التمالك  وتغيير سندات ملكية دور المسيحيين، قال حكمت: "يجب أن يتعاون أشخاص مع جهات متنفذة في الموصل وجهات قد تكون حكومية أو رسمية لتتم عملية الاستيلاء أو تغيير السند".

وأضاف أنه "لا يمكن للشخص الذي يستولي على بيت أن يأتي بسند جديد إلا من خلال التعاون مع جهة معينة أو أشخاص معينين وقد يكون وراء هذه العمليات جهات متنفذة تريد إجراء التغيير الديموغرافي في بعض مناطق نينوى".

وأشار رئيس لجنة إعادة دور المسيحيين في محافظة نينوى إلى أن "هناك منذ العام 2003 إلى يومنا هذا محاولات للسيطرة على بعض أملاك المسيحيين، خاصة الموجودين منهم خارج القطر، وهناك جهات تستغل هذه الحالة".

وقال إن "ما حدث، خاصة بعد احتلال داعش لمدينة الموصل والفراغ الذي حصل، أن أشخاصاً حاولوا استغلال تلك المرحلة لاستملاك دور وعقارات المسيحيين".

وكشف رئيس لجنة إعادة دور المسيحيين في محافظة نينوى، أن اللجنة المشكّلة بأمر من محافظ نينوى أعادت حتى الآن "160 داراً في الساحل الأيسر من مدينة الموصل (إلى أصحابها المسيحيين)، وسيستمر عمل اللجنة لاستعادة الدور في الساحل الأيمن من المدينة"، مبيناً أنه "لا يوجد في سهل نينوى دار أو عقار مستولى عليه".

كما بين دريد حكمت: "ليس لدينا رقم ثابت عن عدد هذه الدور التي تم تزوير سنداتها، وهذه الظاهرة موجودة في بغداد أيضاً وكذلك في البصرة، وكانت هناك 2000 عائلة مسيحية في مركز الموصل قبل داعش، ثم غادرت كافة العوائل إلى إقليم كوردستان".

وعن المعوقات التي تمنع عودة أبناء المكون المسيحي إلى الموصل، أشار حكمت إلى أن "الجانب الأمني ومشكلة العقارات، والضغوط على المسيحيين في المنطقة، ومحاولات التغيير الديموغرافي في المنطقة، كلها عوامل تؤثر سلباً على عودة المسيحيين".

يذكر أن أكثر من عشرة آلاف مسيحي تم تهجيرهم قسراً من بيوتهم في الموصل بعد سيطرة تنظيم داعش عليها في يونيو 2014، إذ طرد التنظيم المسيحيين الذين رفضوا دفع الجزية عندما سيطر على المدينة بشكل كامل.

وفرّ المسيحيون نحو إقليم كوردستان، ومنذ أن أعلن رئيس الوزراء العراقي السابق، حيدر العبادي، في 2017 تحرير الموصل، بدأ المسيحيون بالعودة الى منطقة سهل نينوى الذي يعد أكبر تجمع لهم، لكن مسيحيي الموصل لم يعودوا حتى الآن الى المدينة.

وفي سياق متصل أعلنت الكنيسة الأرثوذكسية الروسية مساهمتها في ترميم الكنائس التي أضيرت وتدمرت على خلفية الحروب الجارية في الأراضي السورية.

وقال المطران  هيلاريون فولوكولامسكي، رئيس قسم العلاقات الكنسية الخارجية في بطريركية موسكو: "إننا بالطبع سنشارك في ترميم الكنائس، لكن بداية علينا أن نعيد السلام إلى البلاد. من الصعب البدء بأعمال الترميم عندما تكون قوى البلاد تتغير باستمرار".

وأضاف خلال لقائه مع طلاب "جامعة موسكو للغات"، أن الكنيسة الأرثوذكسية طبقت برامج إنسانية متعددة في سوريا، بالإضافة إلى مساعدتها في تنظيم سير البعثات الإنسانية إلى البلاد.

شارك