العمل الخيري ستار الدوحة لدعم الإرهاب
الجمعة 23/نوفمبر/2018 - 03:48 م
طباعة
فاطمة عبدالغني
على خلاف الدول العربية التي ركزت قطر على نشر الفوضى فيها ودعم الجماعات الإرهابية والخلايا النائمة بها، كشفت الحملة العالمية لمكافحة تمويل قطر للإرهاب عن محاولات قطر اليائسة لتبرير جرائمها الإرهابية من خلال تقديم الدعم لجهود الإغاثة والعمل الخيري.
وفي أعقاب ذلك كشف حساب "قطريليكس" التابع للمعارضة القطرية، عبر تغريدة على تويتر عن تورط نظام الحمدين في دعم أنشطة الإرهاب في جنوب الهند تحت غطاء دعم التعليم وجهود الإغاثة.
وفي هذا السياق كشفت صحيفة إنديان إكسبريس أن السلطات الهندية وضعت شركات هندية تحت المراقبة حيث يتم دعم هذه الجهات قطريًا تحت غطاء دعم التعليم والإغاثة، وأن وزارة الأوقاف القطرية متورطه في تقديم الدعم المادي المباشر لهذه الجهات، حيث أسهمت بالنصيب الأكبرفي دعم المتطرفين في الهند، وأكدت الصحيفة وفقا لوزارة الداخلية الهندية، أنه تم تجميد نحو 20 حسابا مصرفيا لشركات وأفراد يشتبه بتورطهم في تمويل الإرهاب، حيث كانت تلك الحسابات تحتوي على حوالى مليوني دولار أمريكي في الفترة ما بين (2016-2017).
ليس هذا فحسب تأتي مؤسسة "قطر الخيرية" والتي كان نشاطها الظاهري هو نشر تعاليم الدين الإسلامي في المساجد حول العالم من بين الداعمين الرئيسيين للإرهاب والجماعات المتطرفة في الدول المختلفة من خلال شبكة متداخلة تديرها الدوحة، وكانت هذه المؤسسة قد سبق وأن غيرت أسمها من "جمعية قطر الخيرية" إلى "قطر الخيرية" بعد أن ورد اسمها في الكثير من القضايا الإرهابية في أوروبا.
ونظرة سريعة على بعض التحليلات والتعليقات التي وردت بشأن ضلوع قطر في تمويل الإرهاب من خلال العمل الخيري توضح بما لا يدع مجالاً للشك كيف استخدمت هذه المؤسسات في تسهيل تمويل الحكومات والأفراد والمنظمات للإرهاب.
ففي نوفمبر العام الماضي كشفت صحيفة «ديلي تليجراف» البريطانية عن وجود مؤسسة خيرية بريطانية يديرها مسؤول قطري سابق يدعى يوسف الكوري ضالع في رعاية حملات كراهية ضد اليهود والمسيحيين، وأوضحت الصحيفة أن هذه المؤسسة هي ذراع لمؤسسة "قطر الخيرية"، وأضافت الصحيفة في تقريرها أن مساجد ومنظمات بريطانية حصلت على أموال طائلة من يوسف الكوري المدير التنفيذي لمؤسس قطر الخيرية – فرع المملكة المتحدة- كما قدمت المؤسسة تمويلاً لبناء مساجد جديدة في شمال إنجلترا.
كما كشفت دراسة أمريكية لمركز "جيتستون" للدراسات عن أدلة تورط قطر في دعم الإرهاب من خلال جمعياتها الخيرية، أبرزها مؤسسة" قطر الخيرية" التي اسهمت في تمويل الإرهاب في عدد من الدول تحت غطاء المساعدات والتبرعات وهي في الحقيقة الأموال التي أدت لعمليات إرهابية في أوروبا مثل تفجير السفارة الأمريكية في كينيا وتنزانيا في 1998، إضافة إلى تمويل جماعة أنصار الدين المرتبطة بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب وتمويل الجماعات الإرهابية في شمال مالي، وتأتي معظم الأموال عن طريق التبرعات الخاصة من مواطنين قطريين وتذهب للمؤسسة ومنها يتم توجييها للجماعات الإرهابية.
وأضاف التقرير أن من بين أشهر المتبرعين عبدالرحمن النعيمي رجل الأعمال التي كان حلقة الوصل بين عدد من الممولين القطريين وتنظيم القاعدة في العراق، وأكد التقرير تولى النعيمي نقل اثنين مليون دولار للقاعدة في العراق، وأرسل ما يقرب من 576 ألف دولار لممثل القاعدة في سوريا أبو خالد السوري، كما تولى أرسال 250 دولار لحركى الشباب الصومالية.
اسم آخر برز في تقرير لمؤسسة دعم الديمقراطية الأمريكية تحت عنوان "قطر وتمويل الإرهاب" وهو عبد العزيز بن خليفة العطية، وهو ابن عم وزير الخارجية القطري السابق، والذي سبق أن أدين في محكمة لبنانية بتمويل منظمات إرهابية دولية، وبأنه على صلة بقادة في تنظيم القاعدة.
وأكد التقرير ذاته إلى أن مؤسسة "قطر الخيرية" قدمت مساعدات مالية للجماعات الإرهابية في اليمن تحت ستار إنشاء مشاريع وأنشطة خيرية.
كشف حساب "قطريليكس" التابع للمعارضة القطرية في أكتوبر الماضي عن وثيقة مسربة تفضح التمويل القطرى للإرهاب فى اليمن، حيث تلقت مؤسسة الشهداء التابعة للحوثيين بـ60 ألف دولار، من خلال مؤسسة "قطر الخيرية" تحت غطاء هدايا لأسر القتلى.
وإلى جانب مؤسسة "قطر الخيرية" تأتي مؤسسة "عيد الخيرية" المملوكة للشيخ "عيد بن محمد ال ثاني" وهي من بين المؤسسات الخيرية القطرية التي حظرت نشاطها دول المقاطعة.
وأكد تقرير موقع "أمريكان ثينكينج" أن مؤسسة "عيد الخيرية"، ومقرها مقاطعة كولومبيا الكندية عرفت بسيطرتها على مؤسسة المتجمع الإسلامي للمقاطعة ومعروفة بدعمها للتنظيمات الإرهابية وفق تقرير صادر عن مصلحة الدخل القومي الكندي.
وذكر الموقع أن مؤسسة "عيد الخيرية" قامت في 2011 بشراء كل من مركز "دار التوحيد" ومدرسة الصفا والمروة الإسلامية الواقعين بمدينة "ميسيساجا" بمبلغ 1.4 مليون دولار، وبعد مرور خمس سنوات قام إمام مركز دار التوحيد الإسلامي ويدعى إبراهيم بالمجاهرة بدعمه لجميع عناصر التنظيمات الإرهابية المتطرفة حول العالم.
ويرى المراقبون أن مسألة العمل الخيري من أخطر الوسائل لـتمويل الجماعات الإرهابية، وعمليات غسيل الأموال، وتمرير المال السياسي، والتغلغل والنفوذ بين شرائح المجتمع الفقيرة التي تمثل القاعدة الأكبر في الدول النامية، واستقطاب الرأي العام وكسب دعم فئات محددة وتحقيق النفوذ الناعم، ومن ثم كانت الجمعيات الخيرية من أهم الوسائل التي استخدمتها قطر للتمدد في العالم الإسلامي، وتنفيذ مخططاتها الإرهابية في العالم.