الاستثمار في شرق أوروبا ورقة قطر لتمويل الإرهاب
السبت 24/نوفمبر/2018 - 02:35 م
طباعة
فاطمة عبدالغني
بالتأكيد ليس هذا هو التقرير الأول من نوعه الذى يفضح دور قطر فى رعاية وتمويل ودعم الإرهاب ولكنه ربما يسهم في إلقاء المزيد من الضوء على المساعي القطرية للاستغلال الأنشطة المالية والاستثمارات والتي تصب في خدمة التنظيمات المتشددة وتمويل الجماعات الإرهابية وتصدير الفكر التكفيري إلى منطقة شرق أوروبا، واستغلال قطر لسلاح المال في دوائر الاستثمار المختلفة مما سمح لها بتطوير نفوذها داخل الطبقة السياسية الأوروبية.
هذا ما أكده حساب "قطريليكس" التابع للمعارضة القطرية، عبر تغريدة على تويتر عن استغلال تنظيم الحمدين لأزمة رومانيا الاقتصادية لنشر أذرع الخراب القطري، إذ بدأ في نقل فلول داعش والقاعدة والنصرة إلى شرق أوروبا ودول البلقان على وجه التحديد، فيما استغل غفلة بوخارست لنقل السلاح إلى ميليشيات الفوضى في سوريا.
فإلى جانب استخدام نظام الحمدين للمال القطري لنشر التطرف في منطقة شرق أوروبا استغل أيضًا الدول الأوروبية كمحطة للإرهاب الدولي، حيث أسهمت أزمة بوخارست الاقتصادية في تيسير التسلل إلى دول البلقان، فحول نظام الحمدين رومانيا إلى ساحة خلفية ونقطة انطلاق لأذرعة التخريبية ونقل عناصر من القاعدة والنصرة إلى بوخارست، فضلاً عن استخدامها كمعبر لنقل الأسلحة لتنظيم داعش في سوريا خاصة أن 13% من أسلحة التنظيم جاءت عبر بوابة بوخارست.
حيث أظهر تقرير أعده مركز "بحوث التسلح والصراع" البريطاني، في بداية 2018 أن ما يقرب من 90% من الأسلحة التي اُستردت من تنظيم داعش الإرهابي في سوريا والعراق، كان مصدرها شرق أوروبا بالإضافة إلى الصين وروسيا، وأكد التقرير أيضاً أن ما يقرب من 12.9% من الأسلحة المُستردة كانت أصولها من رومانيا، و 5% من بلغاريا، و4% من صربيا.
كما أشارت دراسة، أعدها باحثون متخصصون في مكافحة الإرهاب في مركز بحوث الجريمة المنظمة ومكافحة الفساد ومقره صربيا والبرنامج البحثي لمكافحة الفساد في البوسنة، أن منطقة البلقان هي ساحة خلفية لنشاط مافيا تهريب السلاح المتعاونة مع المخابرات التركية والمعتمدة على الأموال القطرية، حيث تتولى شبكات المافيا التركية مهمة إبرام الصفقات وتوجيه شحنات الأسلحة إلى المناطق التي تحددها ، فيما يقدم القطريون الأموال اللازمة، فضلاً عن سداد فواتير الأسلحة والذخائر اللازمة لدعم التوترات في الشرق الأوسط.
إضافة إلى ما سبق استغل نظام الحمدين التواجد التجاري كمظلة للتغطية على نشاطه المشبوه، حيث قدم نظام الحمدين وعودًا للحكومة الرومانية لتنفيذ 21 مشروعًا وفق برنامج للشراكة بين القطاعين العام والخاص، والتي تندرج في قطاعات النقل البري والبحري والجوي، والصحة، والسياحة، والزراعة، والطاقة، جاء ذلك على غرار توقيع 4 اتفاقيات في مطلع 2018 بين قطر والبوسنة والهرسك في مجالات التعليم وصناعة الأدوية والتجارة والاستيراد والتصدير.
وإلى جانب ما سبق تشهد مساعي الحمدين في مد يد الإرهاب إلى دول البلقان نجاح لاحظه مُراقبو الإتحاد الأوروبي، في تحويل هذه المنطقة إلى جسر لإختراق شرق القارة الأوروبية، أما الجهود التي دفع بها النظام القطري داخل تلك البلدان الصغيرة من إعانات وإمدادات لترسيخ عقيدة الجهاد وتعاطف الآلاف من هؤلاء الشعوب مع الجماعات المُسلحة، إنما هي تغلغل خبيث إلى القارة العجوز، وجرس إنذار للدول العربية التي ستتكبّد حتمًا خسائر مُضنية حال ظهور ثوب إرهابي جديد في الجوار.
ولكن في المقابل يرى المراقبون أن الموقف الحاسم الذي اتخذته الدول الأربع المقاطعة لقطر أيقظ العالم أجمع من سبات عميق، ووضع حدا لحالة الاختراق التي حققتها قطر في مجالات استثمارية عديدة اكتشف لاحقا أنها لا تعدو كونها قواعد ومنابع لتمويل الإرهاب.