بتوجيهات ايرانية ميليشيا "كتائب الإمام علي" العراقية يتعهدون بالقتال في اليمن

الأحد 25/نوفمبر/2018 - 11:59 ص
طباعة بتوجيهات ايرانية فاطمة عبدالغني
 
أظهر تسجيل فيديو تداولته وسائل الإعلام العراقية مطلع نوفمبر الجاري، تدريبات قتالية لميليشيا لواء الإمام علي، كما أظهر التسجيل لقطات لرجال الميليشيا وهم يسيرون في التشكيل بينما يتلقون التدريب، وقبل أن يختتم مقطع الفيديو أعلن قائد المتدربين  "يلا اليمن إن شاء الله" (إلى اليمن إن شاء الله). 
ليست هذه هي المرة الأولى التي تعبر فيها الميليشيات التابعة لما يسمى حركة العراق الإسلامية عن استعدادها للانضمام إلى الانقلابيين الحوثيين في اليمن، ففي مؤتمر صحفي في وقت سابق من هذا العام، تطوع الأمين العام لجماعة "كتائب سيد الشهداء"، علانية للانضمام إلى صفوف زعيم الحوثي عبد الملك الحوثي ، قائلاً "سأكون أينما كان سيد عبد الملك الحوثي يحتاج مني أن أكون".
كتائب الإمام علي، التي تشكلت في صيف 2014 هي الجناح العسكري للحركة الإسلامية العراقية. كما كان الأمين العام للواء، شبل الزيدي، في السابق عضوًا في صفوف جيش المهدي التابع لمقتدى الصدر، ويزعُم أنه واحد من أشرس مقاتليه. ويقدر عدد أعضاء كتائب الإمام علي بحوالي 7000 رجل في 40 مجموعة قتالية. 
ومثل العديد من المليشيات الشيعية الأخرى داخل الجبهة  فإن كتائب الإمام علي ترتبط ارتباطًا وثيقًا بفيلق الحرس الثوري الإسلامي، حيث تتلقى التمويل الإيراني، والتدريب والأسلحة والدعم الاستخباراتي. ويتعهد قادتها علناً بالولاء للزعيم الإيراني الأعلى علي خامنئي، كما شوهد الزيدي عدة مرات مع قائد قوة القدس الإيرانية قاسم سليماني.
وقد أظهرت عدة تحقيقات أجرتها الأمم المتحدة والجيش الأمريكي أن قوة القدس، وهي فرع النخبة من فيلق الحرس الثوري الإسلامي المسؤول عن العمليات الخارجية قدمت الدعم بما في ذلك الأسلحة الفتاكة للمتمردين الحوثيين اليمنيين. 
هذا كما صعد خبراء أسلحة الأمم المتحد تحقيقًا حول عثور البحرية الأمريكية، على أكثر من 2500 بندقية من نوع كلاشينكوف على متن قوارب صغيرة في خليج عدن بالقرب من اليمن، رجحت أنها إيرانية.
وهكذا، فإن مشاركة كتائب الإمام علي في اليمن تثير مزيداً من القلق من أن الحرس الثوري الإيراني قد يستخدم حلفاءه من الميليشيات الشيعية العراقية في اليمن وربما صراعات إقليمية أخرى، حيث أن المعركة ضد داعش في سوريا والعراق قد انتهت. بعد وقت قصير من تأسيس كتائب الإمام علي، وظهرت في سوريا للقتال إلى جانب نظام الأسد. لم يبتعدوا أبداً عن نشر عنفهم عن طريق نشر مقاطع فيديو وصور مآثرهم ، وانتصاراتهم ، وقطع رؤوسهم على غرار داعش.
لقد عانى اليمن من أعمال عنف مروعة منذ اندلاع الحرب الأهلية في عام 2015 ، كما أن وجود جماعات متشددة وجماعات إرهابية مختلفة - بما في ذلك الحركة الانفصالية المسلحة (الحراك الجنوبي)، وتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، والحركة الطائفية الدينية السياسية (المتمردين الحوثيين) قد أعاقت الجهود الدولية لتعزيز التسوية السياسية حتى نهاية الحرب. ما قد يؤدي دخول كتائب الإمام علي إلى مسرح القتال اليمني من الإضرار بالوحدة الوطنية الهشة في اليمن، فهو سيعزز القومية الإثنية والطائفية ويقلل من جهود المصالحة الوطنية.

شارك