بين الطرد والتهديد.. أي مآل ينتظر نظام الحمدين؟
الإثنين 10/ديسمبر/2018 - 01:24 م
طباعة
فاطمة عبدالغني
وسط أجواء الأزمات المتنوعة وفي ظل ترقب الجميع استضافت العاصمة السعودية الرياض أمس الأحد القمة السنوية لمجلس التعاون رقم 39 برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز.
ومنذ الإعلان عن موعد إعلان القمة، أخذت الأنظار تتجه نحو قطر لتحديد رد فعل نظام الحمدين من حضور القمة العربية وذلك بعد توجيه السعودية دعوات الحضور لملوك وأمراء مجلس التعاون ومن بينهم قطر.
وفي مقابل حرص زعماء منظمة مجلس التعاون على الحضور، اكتفى تميم بإرسال وزر الدولة للشؤون الخارجية، سلطان بن سعيد المريخي، حيث أشارت المعارضة القطرية عبر فيديو بثته على حسابها على موقع "تويتر" أن المريخي مشهور بموالاته العلنية للنظام الإيراني ضد الأشقاء، والذي أعلن تبعية بلاده لنظام الملالي خلال اجتماع لجامعة الدول العربية، ووصف طهران بأنها "دولة شريفة" متجاهلاً جرائمها في حق الجوار، وتناسى تاريخها من حرق السفارات وتدخل في شؤون الدول السنية بالمنطقة، ولم يستطع إخفاء مشاعره الحميمية تجاه إيران خلال الاجتماعات الأممية، كما دخل في عناق مع وزير خارجية إيران خلال دورة الجمعية العام ال73، إضافة إلى ذلك قبل كتف محمد جواد ظريف مكرسًا تبعية أميره لنظام الملالي.
وكالة بلومبيرج الأمريكية أيضًا فضحت مخطط الدوحة وأكدت أن قطر كانت تسعى لإحراج السعودية قبل قمة الرياض، ووصفت قرارها بالانسحاب من الأوبك بالمفاجئ والغريب، وأشارت إلى أن الدوحة ادعت أن قرارتها في المنظمة الدولية غير مؤثرة، كما تدرس تقديم نفس الأسباب للخروج من البيت الخليجي، خاصة في ظل تراجع موقفها في مجلس التعاون بعد قرار الرباعي العربي.
الوكالة الأمريكية انتقدت أيضًا ألاعيب نظام الحميدن الملتوية، وأكدت أن الخطوة تعزز اتهام قطر بتقويض الإجماع العربي، في ضوء تكريس الدوحة لعزلتها واصطفافها خلف طهران في مواجهة الأشقاء.
هذا فيما علقت الخارجية البحرينية أمس الأحد على غياب أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني عن القمة الخليجية المنعقدة في الرياض، لتكون البحرين أول دولة من بلدان المقاطعة تعلق على غيابه، واعتبر وزير الخارجية البحريني خالد بن أحمد آل خليفة بتغريدة على "تويتر"، عقب وصوله إلى الرياض، أن أمير قطر كان يتوجب عليه القبول بالمطالب "العادلة" ويتواجد في القمة.
وعلى صعيد متصل، أكد ضاحى خلفان تميم، نائب مدير عام قطاع الأمن العام بإمارة دبى، أن غياب تميم بن حمد، أمير قطر عن حضوره القمة الخليجية يقلل من أهمية قطر. وقال خلفان في تغريده له على "تويتر" :"غياب أمير قطر عن اجتماع مجلس التعاون يقلل من أهمية قطر ويعظم مكانة مجلس التعاون والزعماء الذين حضروه".
من ناحية أخرى أكد عادل الجبير وزير الخارجية السعودي في تصريحه له خلال مؤتمر صحفي أعقب لقاء قادة دول مجلس التعاون في الرياض "أن الاختلاف مع الأشقاء في قطر ليس كما يصوره البعض، ولكن بعض السياسات القطرية أساءت لمجلس التعاون عمومًا وهذا يتعارض مع آلية العمل المشتركة التي دأبت عليها دولنا في الخليج العربي إقليميا أو دوليًا على الصعيد الثقافي والاقتصادي والأمني والسياسي".
في الوقت ذاته نشرت قناة قطر مباشر، تقرير لها أشار فيها إلى انه بين الحين والآخر يخرج النظام القطري ببالون اختبار ليقيس به ردة فعل الدول الأشقاء تجاهه، وكان أخر تلك البالونات هي التفكير في الخروج من مجلس التعاون الخليجي، وتسال التقرير هل هذا من الممكن ان يحدث على أرض الواقع، حيث كشفت وثائق مسربة أن تصريحات النظام القطري كان سببها مخاوف من إقدام المملكة العربية السعودية والإمارات والبحرين على طرد النظام القطري من المجلس.
وأوضحت المصادر أن حمد بن جاسم كان الداعي لاتخاذ تلك الخطوة غير المحسوبة، خوفًا من اتخاذ دول المقاطعة خطوة طرد النظام القطري، وعلى الرغم من التصريحات القطرية إلا أن الأمر مختلفًا تمامًا على أرض الواقع فالخروج من مجلس دول التعاون الخليجي سيتبعه أضرار ومساوئ على قطر، عواقب وخيمة قد لا يدركها النظام القطري إذا أقدم على تلك الخطوة، وأبرزها أن المواطنين القطريين لن يدخلوا الدول الثلاثة إلا بتأشيرة، وما يتبع ذلك من تصنيف القطريين بأنهم أجانب غير منتمين لمجلس التعاون في المطارات وغيرها، وبخروج قطر من مجلس التعاون ستتحول إلى فريسة سهلة أمام أي اعتداء، فوفقًا لمواد النظام الأساسي للمجلس فإن قطر مشمولة بالحماية ضد أي اعتداء قد يقع عليها.
وأشار التقرير إلى أن هذه الأدلة لم تكن هي تلك الوحيدة على كذب النظام القطري، ففي العام الماضي استخدم النظام القطري الحيلة نفسها للضغط على دول الرباعي العربي لإنهاء مقاطعتهم له، حيث سرب النظام القطري وثيقة مزعومة تحوي تهديدات لمجلس التعاون الخليجي بخروج قطر، إلا أن النظام القطري لم يؤكد تلك الوثيقة أو ينفيها.
في الوقت ذاته يرى المراقبون أن غياب تميم عن حضور القمة الخليجية يعد بمثابة محاولة صريحة للتآمر على أمن دول الجوار، في ظل مواقفه الواضحة التي يحاول إعلامه المزيف التغطية عليها، فلم يحضر تميم القمة لأنه لن يستطيع إيقاف الدعم المعلن لميليشيا الحوثي الإيرانية بصواريخ تستهدف أمن استقرار المملكة عبر اليمن، لم يحضر أيضًا لأنه سبق وأن تطاول على مجلس التعاون، وقال صراحة أنه أخفق في مهامه، وأمر أبواقه الإعلامية بالدعوة لتفكيكه.
غياب تميم عن حضور القمة جاء أيضًا تمسكًا بأجندة والده حمد بن خليفة القائمة على التحالف مع إيران وتركيا ضد المصالح العربية والتنسيق الكامل والتمويل المعلن لجماعة الإخوان الإرهابية من أجل تفكيك المجتمعات العربية وجرها إلى هوة الفوضى والخراب، فضلاً عن تمويل الخلايا الإرهابية في كل من سوريا والعراق، ويتسأل المراقبون عن احتمالات خروج قطر من مجلس التعاون الخليجي، وفي حال الخروج هل يعي النظام مخاطر تلك الخطوة ؟