بوكو حرام ومحاولات السيطرة على بحيرة تشاد
الخميس 03/يناير/2019 - 12:27 م
طباعة
حسام الحداد
"ما أشبه الليلة بالبارحة" هذا شعار المواطن النيجيري الذي يتلقى ضربات موجعة بشكل مستمر منذ ظهور تنظيم بوكو حرام على الساحة وحتي اليوم ففي مثل هذا اليوم 3 يناير 2015، قامت جماعة بوكو حرام بمهاجمة بلدة باجا مُسفرةً عن مقتل وتشريد المئات.. وهذه المذبحة عبارة عن سلسلة من عمليات القتل الجماعي والهجمات التي يعتقد أنها ارتكبت، ووفقا لبعض التقارير، لا تزال مستمرة في بلدة نيجيرية من باجا وضواحيها، في ولاية بورنو، ما بين 3 يناير و 7 يناير 2015 بواسطة بوكو حرام. بدأ الهجوم في 3 يناير عندما اجتاحت بوكو حرام القاعدة العسكرية التي كانت مقر قوة المهام المشتركة المتعددة الجنسيات، التي تتألف من قوات من تشاد، النيجر، ونيجيريا، وبعد ذلك أجبر المسلحين الآلاف من السكان المحليين على النزوح من المنطقة، قبل تنفيذ عمليات القتل الجماعي على نطاق واسع التي بلغت ذروتها في اليوم السابع من يناير..
وأمس الأربعاء 2 يناير 2019، أفادت مصادر عسكرية وأمنية أنّ جماعة بوكو حرام الإرهابية هاجمت ما لا يقل عن ثلاثة مراكز عسكرية في شمال شرق نيجيريا.
وكثّفت جماعة بوكو حرام الإرهابية في الأشهر الأخيرة هجماتها على مراكز عسكرية وثكنات للجيش في ولايتي بورنو ويوبي مما أسفر عن مقتل عشرات الجنود.
وقال ضابط في الجيش النيجيري للوكالة، إنّ جماعة بوكو حرام الإرهابية "طردوا في بادئ الأمر الجنود من نقطة تفتيش في كيمبا قرب بيو، ثم استولوا على موقع آخر في سابون غاري الواقع على بعد خمسة كيلومترات" من المركز الأول.
وكان الإرهابيون هاجموا الإثنين الماضي وحدة عسكرية في قرية بوني غاري بولاية يوبي المجاورة، مما أدّى لوقوع "خسائر"، بحسب ما أفاد ضابط في الجيش.
وقال الضابط "لقد تفوق الإرهابيون على الجنود في العدد وأجبروهم على التراجع بعد قتال عنيف".
وكانت مصادر عسكرية أعلنت الإثنين 31 ديسمبر 2018، أن الجيش يحضر لشن عملية عسكرية لاستعادة مدينة باغا المطلة على بحير تشاد من بوكو حرام الإرهابية.
وسيطر مقاتلون من "تنظيم داعش في غرب إفريقيا" على مدينة باغا التي تتضمن مرفأ مهماً على بحيرة تشاد، بعدما اقتحموا قاعدتين عسكريتين للجيش النيجيري والقوة المتعددة الجنسيات التي تتوزع وحداتها بين نيجيريا والنيجر وتشاد والكاميرون.
وقتل أكثر من 27 ألف شخص في شمال شرق نيجيريا منذ بداية تمرد بوكو حرام الإرهابية في 2009، وأدى هذا التمرد أيضاً إلى نزوح حوالى مليوني شخص.
وردا على تلك العملية الإرهابية التي تحاول بها بوكو حرام السيطرة على بحيرة تشاد، أعلنت النيجر، مساء الأربعاء، أنّ قوّاتها المسلّحة شنّت عمليات بريّة وجويّة ضدّ جماعة بوكو حرام المتطرّفة، في حوض بحيرة تشاد في جنوب شرق البلاد أسفرت عن مقتل "أكثر من 200 إرهابي".
وقالت الوزارة في بيان أذاعه التلفزيون إنّ "الإجراءات المشتركة للقوّات البريّة والجويّة أسفرت حتى 2 يناير 2019 عن الحصيلة الإجماليّة المؤقتة التالية: في صفوف العدوّ أدّت الغارات الجويّة إلى مقتل أكثر من 200 إرهابي بينما قضت القوات على الأرض على 87 آخرين".
وأضاف البيان أنّ "عملية التمشيط الواسعة النطاق هذه" التي أُطلقت في "28 ديسمبر 2018" تركّزت على طول نهر كومادوغو (الذى يشكّل خط الحدود الطبيعية بين النيجر ونيجيريا) و"على جزر بحيرة تشاد".
وأوضحت الوزارة أنّ المناطق التي جرت فيها العمليات العسكرية هي بغالبيتها مستنقعات يختبئ فيها مقاتلو بوكو حرام، وأكّدت الوزارة في بيانها أنّ قواتها "لم تتكبّد أي خسارة لا في الأرواح ولا في العتاد".
وأضافت أنّ الإرهابيين تكبّدوا أيضاً خسائر في العتاد شملت ثمانية زوارق وثلاث عربات، وبحسب البيان فقد صادر الجيش أسلحة وذخيرة بينها مدفعان رشاشان وقاذفان للقذائف الصاروخية المضادة للدروع (آر بى جي) ورشّاشات وألفى خرطوشة من عيارات مختلفة وهواتف محمولة.
وتأتى هذه العمليات بعد أقلّ من شهر من تعبير وزير الدفاع النيجرى كالا موتارى عن تخوّفه من شنّ جماعة بوكو حرام هجمات ضد قوات بلاده.
وقال الوزير في مطلع ديسمبر إنّ مقاتلي "بوكو حرام حصلوا على معدّات جديدة واستعادوا نشاطهم"، معرباً عن "تخوّفه" من هجمات قد يشنّها الجهاديون ضد النيجر "اعتبارا من يناير 2019، الفترة التي يبدأ فيها انحسار مياه نهر كومادوغو" ويسهل بالتالي تسلّل المتمرّدين النيجيريين إلى أراضي النيجر.