باحث امريكي يرصد بالارقام خريطة تواجد داعش بالعراق
الأربعاء 23/يناير/2019 - 03:58 م
طباعة
روبير الفارس
ماهو الواقع الفعلي الحالي لتنظيم داعش في العراق وماهي العوامل التى تساعد في استرداد التنظيم لقوته واين تكمن اذراعته هذه الاسئلة وغيرها الكثير كانت محل بحث الكاتب الامريكي الدكتور مايكل نايتس هو زميل أقدم في معهد واشنطن. وقد عمل في جميع محافظات العراق، وأمضى بعض الوقت مع قوات الأمن العراقية. كما أطلع المسؤولين الأمريكيين والوحدات العسكرية المتجهة للخارج حول معاودة ظهور تنظيم «القاعدة فيالعراق» منذ عام 2012 ،وهو يزور العراق بانتظام. لذلك توصل في بحثه المدعوم بالارقام علي اجابات مهمة نلخص منها التقرير التالي .خسر تنظيم («داعش») بشكل واضح الكثير من القدرات التي كان قد طوّرها داخل العراق خلال الفترة 2011-2014، بالإضافة إلى فقدانه السيطرة على المدن العراقية وحقول النفط في البلاد. وفي حين أن المقاييس الكمية المستخدمة لقياس الهجمات تصوّر حركة تمرد تم اقتلاعها من جذورها، إلا أن التحليلات من حيث النوعية والمستوى المحلي تشير إلى أن تنظيم «داعش» يرحّب بحماسةٍ بتحدي الانبعاث داخل منطقة أكثر تركيزاً في شمال العراق. كما يمكن القول إن الحكومة العراقية لا تتكيف بسرعة كافية مع مطالب مكافحة التمرد، مما يشير إلى ضرورة قيام التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة بدعم مكثّف ومتسارع من أجل منع تنظيم «داعش» من تحقيق انتعاش ناجح آخر".
لقد مر عامٌ منذ إعلان رئيس الوزراء العراقي (آنذاك) حيدر العبادي الانتصار على تنظيم «داعش» في 9 ديسمبر 2017. ومع ذلك، لم يختفِ تنظيم «داعش» في العراق. فوفقاً لإحصاءات الهجمات الموجودة بحوزة الكاتب، شنّ التنظيم في الأشهر العشرة الأولى من عام 2018، 1271 هجوماً (منها 762 حادث انفجار، من بينها 135 محاولة لارتكاب هجمات مسببة لإصابات جماعية و270 عملية تفجير فعالة بالعبوات المفخخة على جوانب الطرق). وعلى نفس القدر من الأهمية، حاول تنظيم «داعش» تجاوز 120 نقطة تفتيش أو مركز عسكري تابع لقوات الأمن العراقية ونفّذ 148 عملية قتل دقيقة لأفراد مستهدفين على وجه التحديد، مثل مخاتير القرى أو رؤساء القبائل أو أعضاء مجلس المحافظة أو قادة قوات الأمن. أما في المراجعة التي أصدرها "مركز مكافحة الإرهاب" ("سي تي سي سانتينيل CTC Sentinel) في أغسطس 2017 والتي عالجت موضوع انتقال تنظيم «الدولة الإسلامية» إلى مرحلة التمرد في العراق، فأشار الكاتب إلى رجوع شبه تلقائي إلى تكتيكات يتبعها المتمردون في المناطق التي فقد فيها التنظيم السيطرة على الأراضي بين عامَي 2014 و2017. وكما وثّق حسن حسن بشكل مقنع في دراسته التي قدمها في ديسمبر 2017 لهذا المنشور، كان تنظيم «الدولة الإسلامية» قد أعدّ في وقت مبكر من صيف عام 2016 "استراتيجية مدروسة وضعها التنظيم بعد سقوط الموصل للحفاظ على قوته البشرية وتحويل الارتكاز من الاحتفاظ بالأراضي إلى اتباع عملية تمرد شعواء". وفي دراسة أخرى أجريت في /سبتمبر 2018، أعاد حسن التأكيد على أن تنظيم «داعش» يلخّص استراتيجيته بثلاث كلمات عربية هي "الصحراء والصحوات والصولات". واستناداً إلى المبادئ التي تنطوي عليها تحليلات التنظيم للدروس التي تعلمها عام 2009 - أي "الخطة الاستراتيجية لتحسين الوضع السياسي لـ «داعش في العراق»" - تهدف الخطة إلى العودة إلى الصراع الاستنزافي ضد الدولة العراقية والمجتمعات السنية الذي كان التنظيم قد نجح في تنفيذه بين عامَي 2011 و2014.
وفي التقرير قال الباحث انه يبقى أحد العوامل المحتملة في تراجع هجمات تنظيم «داعش» في بغداد هو عمليات مكافحة التمرد المعرقلة والتحسينات الأمنية الخارجية التي أطلقتها قيادة عمليات بغداد، بالتعاون مع القيادات المجاورة وبدعم استخباراتي مكثف من التحالف وبالنسبة الي ديالي قال الباحث وقد تكون وحشية تنظيم «داعش» هي سبب توجه القبائل السنية المحلية في الغالب إلى إقامة الشراكات مع قوات «الحشد الشعبي» الشيعية والقوات العسكرية العراقية، فهذه القبائل مضطرة للتعاون مع قوات «الحشد الشعبي» من أجل السماح لها بالعودة إلى مدنها في كافة الأحوال. وفي ديالى كما في صلاح الدين، ادي هذا التحالف إلى إضعاف هجمات تنظيم «داعش» في عام 2018 إلى ثلث المستويات المسجلة في العام 2017 ويقول الباحث مما لا شك فيه أن تنظيم «داعش» ما زال حركة تمرد شديدة النشاط والعدوانية. وبحسب تقدير الكاتب المدعوم بتصوير على نسق "الخريطة البيانية" لنشاط تنظيم «داعش» وأنماط عمله التقليدية، يحتفظ التنظيم بخلايا هجومية تعمل بشكل دائم في ما لا يقل عن 27 منطقة داخل العراق وقد نظم 5.13 محاولات للهجمات المسببة للإصابات الجماعية على أقل تقدير شهريا داخل العراق في الشهر العشر الاوائل من 2018 وكذلك 0.27 عبوة ناسفة فعالة شهريا و0.12 محاولة تجاوز نقاط التفتيش/المواقع التابعة لقوات الأمن العراقية شهريا و 8.14 محاولات اغتيال مستهدفة كما يدرب مقاتليه في عمليات حقيقية ولا يسمح باستقرار البيئة الأمنية. ومع ذلك، يبدو أثناء كتابة هذه السطور أن وتيرة عمليات تنظيم «داعش» بلغت أدنى مستوياتها (على المستوى الوطني العام)منذ أن وصلت إلى الحضيض في أواخر عام 2010 .ففي عام 2018 ،بلغ متوسط إجمالي مقاييس هجمات تنظيم «داعش "في ست محافظات (هي الأنبار وأحزمة بغداد وصلاح الدين وديالى ونينوى وكركوك) 127 هجوم في المقابل، بلغ متوسط إجمالي هجمات تنظيم «داعش» خلال عام 2017 لأربع محافظات فقط (هي الأنبار وأحزمة بغداد وصلاح الدين وديالى) 490 هجوما في شهر
واكد الباحث ان ولاية كركوك تعد الاقوي بالنسبة للتنظيم هجمات تنظيم «داعش» في العراق خلال الأشهر العشرة الأولى من عام 2018 ،إذاكركوك كانت الموقع الأكثر غزارة ب 33 هجوما في الشهر، مقابل.29 في بغداد، و.26 في ديالى، و.17 في نينوى، و.14 في صلاح و.7 في الأنبار.ليصل الباحث الي انه على المدى الأبعد، قد لا يفضل التنظيم معاودة التوسع ليصبح من جديد قوة تسيطر على الأراضي، لا سيما وأن هذا التوسع مقيّد بغياب عدد من العوامل التي ساعدت في نهضته في الأعوام 2011-2014 ولكنها غير موجودة في الوقت الحاضر. وأول
هذه العوامل هو أن الحرب الأهلية السورية أعطت تنظيم «داعش» ملاذا من المعدات العسكرية والمتفجرات الثقيلة والقوى البشرية و الأموال. أما اليوم، فيتعرض التنظيم لضغوط شديدة في سوريا ناهيك عن أنه خسر معظم أراضيه. ثانيا كان الفساد وسوء القيادة قد أهلكا قوات الأمن العراقية بين عامي 2011 و2014 ،في حين أنها تخضع اليوم لقيادة جيّدة وتستعيد قدراتها، حتى مع الأخذ في الاعتبار الإجهاد من العمليات المستمرة بعدعاما عام. ثالثا كانت القوات الأمريكية غائبة عن العراق في الفترة الممتدة من /نوفمبر 2011 إلى أغسطس 2014 ،في حين
تواصل اليوم الدول الشريكة في "قوة المهام المختلطة المشتركة" - «عملية الحل المتأصل» السعي إلى هزيمة تنظيم «داعش » بصورة نهائية، ولا يزال الائتلاف يحظى بموافقة الحكومة العراقية للعمل على الأراضي العراقية ولكن إذا تغيّرإلى حد كبير، مما من هذه العوامل الثلاثة، فإن مستقبل تنظيم «داعش» في العراق على المدى البعيد قد يصبح مشرقا مما يجعله معلما يجب مراقبته استراتيجيا