مفاوضات أمريكا وطالبان.. تجدد الصراع مع الحكومة الأفغانية

الجمعة 25/يناير/2019 - 01:34 م
طباعة مفاوضات أمريكا وطالبان.. أميرة الشريف
 
ما زالت حركة طالبان تراوغ في التفاوض مع الحكومة الأفغانية من أجل تحقيق السلام وإنهاء الحرب التي طال أمدها، حيث مدّدت الولايات المتحدة وحركة طالبان محادثات دون إشراك كابل، وتطرقت إلى وضع آلية لوقف النار وانسحاب القوات الأجنبية من أفغانستان.
وأسِف رئيس الحكومة الافغانية عبدالله عبدالله لإصرار طالبان على استبعاد التفاوض مع السلطات الافغانية، مشدداً على أن عملية السلام لا يمكن أن تتم بالوكالة، ما يؤدي إلي دخول الحركة في صراع جديد مع الحكومة.
وترفض طالبان إجراء محادثات مع الحكومة الأفغانية التي تصفها بأنها "دمية" بيد قوى أجنبية، وتشترط الحركة خروج القوات الأجنبية وعلى رأسها أمريكا من أفغانستان، بالمقابل تطالب واشنطن طالبان بإجراء مباحثات مباشرة مع حكومة كابل.
وقد عيّنت حركة طالبان الملا عبد الغني برادر، أحد مؤسسيها، مديرا لمكتبها السياسي في الدوحة حيث تجري منذ الاثنين محادثات مع ممثلين أميركيين لإنهاء النزاع المستمر منذ 17 عاما في أفغانستان.
وقال الناطق باسم طالبان ذبيح الله مجاهد في بيان نشر في وقت متأخر من الخميس إن "مقام الملا عبد الغني برادر عُيّن (...) رئيسا للمكتب السياسي.
وأضاف أن "هذا الإجراء اتخذ لتعزيز عملية المفاوضات الجارية مع الولايات المتحدة وإدارتها بشكل صحيح"، مؤكدا أن "فريق المفاوضين (باسم طالبان) سيواصل محادثاته الجارية مع الولايات المتحدة.
ويأتي هذا الإعلان بعد محادثات استمرت أربعة أيام مع ممثلين أميركيين في الدوحة، ولم يعرف ما إذا كانت هذه المفاوضات ستستمر الجمعة.
وعزز استمرار المفاوضات لهذه المدة التي يقول خبراء إنها غير مسبوقة الآمال بشأن إمكانية التوصل إلى اتفاق يمهد لمحادثات سلام حقيقية.
وكان عبد الغني برادر الرجل الثاني في حركة طالبان إذ ساعد الملا محمد عمر الذي توفي في 2013، في تأسيس الحركة.
وتم توقيفه في باكستان في 2010 في عملية شكلت ضربة قاضية للحركة كما رأى محللون حينذاك، وأفرج عنه في أكتوبر الماضي بعد لقاء أول في الدوحة مع خليل زاد، لم تؤكده واشنطن.
وقال ذبيح الله مجاهد في البيان إنه إلى جانب تعيين الملا برادر، "ستجري تغييرات عديدة في الإدارات العسكرية والمدنية"، بدون أن يضيف أي تفاصيل.
ووفق كالة فرانس برس عن مصدر من الحركة في باكستان قوله: المحادثات تتواصل، وعُقد عدد كبير من حلقات النقاش، الطرفان يناقشان جوانب انسحاب القوات الأميركية.
فيما، أكد ناطق باسم الخارجية الباكستانية أن المحادثات تواصلت في الدوحة، فيما نقلت وكالة رويترز عن قياديَين قي طالبان إن المحادثات التي يعقدها الموفد الأميركي المكلّف ملف أفغانستان زلماي خليل زاد مع ممثلين من الحركة، كانت مقررة ليومين، واعتبرا أن تمديدها غير المتوقع مؤشر إيجابي.
وذكر أحدهما أن المحادثات ركّزت في أول يومين على خريطة طريق لانسحاب القوات الأجنبية وضمان عدم استخدام أفغانستان لتنفيذ أعمال معادية للولايات المتحدة وحلفائها، مضيفا أن اللقاءات تتطرّق أيضاً الى آلية وقف النار وسبل الدخول في حوار أفغاني داخلي.
سيد إحسان طاهري، الناطق باسم المجلس الأعلى للسلام، وهو هيئة تشرف على جهود السلام لكنها لا تمثل الحكومة الأفغانية، أعرب عن تفاؤله قائلا: عندما تستغرق المحادثات وقتاً طويلاً، يعني ذلك أن النقاش في مرحلة حساسة ومهمة وأن المشاركين يقتربون من نتيجة إيجابية. آمل بأن يمهّد هذا الاجتماع طريقاً إلى حوار أفغاني داخلي.
وفي وقت سابق، نفت طالبان تقارير أوردتها وسائل إعلام باكستانية، أفادت باستعدادها لاستئناف الاجتماعات مع الموفد الأميركي المكلّف ملف أفغانستان زلماي خليل زاد في إسلام آباد، وكررت رفضها التعامل مباشرة مع حكومة غني.
وقال ذبيح الله مجاهد: نريد أن نوضح أننا لا نعقد أي اجتماع مع زلماي خليل زاد في إسلام آباد.
 وذكر قيادي في طالبان: أوضحنا مرة تلو أخرى أننا لن نعقد أي اجتماع مع الحكومة الأفغانية، لأننا نعرف أنهم ليسوا قادرين على تلبية مطالبنا. وأضاف أن محادثات السلام مع الوفد الأميركي يمكن استئنافها إذا طمأنت واشنطن الحركة في شأن مناقشة 3 ملفات، هي الانسحاب الأميركي من أفغانستان وتبادل السجناء ورفع الحظر على قياديّي طالبان.
جاء ذلك بعدما أوردت وسائل إعلام باكستانية أن اجتماعاً في إسلام آباد كان متوقعاً بين الجانبين، بعد محادثات الجمعة بين خليل زاد ومسؤولين باكستانيين، بينهم رئيس الوزراء عمران خان ووزير الخارجية شاه محمود قرشي.
وتراجعت فرص استئناف عملية السلام المتوقفة بعد مقتل الملا منصور خليفة الملا عمر، في هجوم بطائرة أمريكية بدون طيار العام الماضي في باكستان، بالقرب من الحدود الأفغانية.
وباءت جميع تلك المحاولات بالفشل، باستثناء بضع جولات من المحادثات المباشرة بين الولايات المتحدة وحركة طالبان.
يشار إلى أن حركة طالبان كثفت من هجماتها على قوات الأمن الأفغانية والمنشآت الحكومية خلال الأشهر الماضية، كما كثفت القوات الأفغانية والأميركية من عملياتها ضد القادة الميدانيين لطالبان.
وتشير العمليات الأخيرة التي تقوم بها حركة طالبان في أفغانستان، إلي أن الحركة الإرهابية لا تسعي إلي  الجلوس علي طاولة المفاضاوت، ما يشير إلي أن الحركة مستمرة في التخريب والتدمير، وكان دعا الأمين العام لحلف شمال الأطلسى (ناتو) ينس ستولتنبرج حركة طالبان والجماعات المسلحة الأخرى إلى وقف الأعمال القتالية والانضمام إلى محادثات السلام.
وتعتبر حركة "طالبان" من أكبر الحركات الإسلامية التي حكمت أجزاء كبيرة من أفغانستان مطلع سبتمبر 1996، وقد أعلن الملا عمر منذ سيطرته على مساحات واسعة من أفغانستان، تأسيس إمارة إسلامية في أفغانستان.
ونشأت حركة "طالبان" في ولاية قندهار الواقعة جنوب غرب أفغانستان على الحدود مع باكستان عام 1994م، وقال الملا عمر إنه استهدف من إعلان أفغانستان إمارة إسلامية هو القضاء على مظاهر الفساد الأخلاقي، وإعادة أجواء الأمن والاستقرار إلى أفغانستان، وساعده على ذلك طلبة المدارس الدينية الذين بايعوه أميرا لهم عام 1994م.

شارك