يقدم الازهر الشريف سلسلة من الندوات والمحاضرات في معرِض القاهرة الدولي للكتاب، يتناول فيها أهم القضايا التي تواجه المواطن، والتي تناقش أهم الاشكاليات الفكرية والدينية والتي تتخذها الجماعات الارهابية سبيلا لتنجيد بعض الشباب، وضمن هذه السلسة عقدت، أمس السبت 26 يناير 2019، ندوة تحت عنوان "الأزهر.. المكانة والتأثير"، حاضر فيها د. عباس شومان، الأمين العام لهيئة كبار العلماء، ود. خالد عزب، رئيس قطاع المشروعات بمكتبة الإسكندرية، ود. فيصل الحفيان، مدير معهد المخطوطات العربية.

 وقال د. عباس شومان إن من يتجول شرقًا وغربًا في دول العالم يجد حضورًا للأزهر، فرسالته عالمية لا يحدها حدود؛ لأنه يستمد رسالته من الدين الإسلامي، مضيفًا أن الأزهر ليس متهمًا حتى يدافع عن نفسه ولكنه حين يتحدث يبين الحقائق للناس.

 وأكد د. شومان أن الأزهر يعمل في المقام الأول على دعم الدولة المصرية، وحين يطُالب بالتجديد فهذا لأنه مُعني بالأمر وهذا أمر تقتضيه المرحلة، مشيرًا إلى أن أمور الأسرة مرتبطة بالأحكام الشرعية كالطلاق والنفقة والحضانة، وحينما يتقدم الأزهر بمشروع قانون مقترح فهو يأتي انطلاقًا من مسؤوليته الدعوية والاجتماعية وخبرته العلمية والدينية. 

ومن جانبه قال د. فيصل الحفيان إن الأزهر ليس لمصر والعرب والمسلمين فحسب بل للعالم أجمع، مؤكدًا أن سر هجوم البعض على الأزهر هو اعتقادهم أن الأزهر ضدهم ومنغلق، وهو أمر مناقض للواقع، فلولا انفتاح الأزهر ما بقي إلى اليوم، موجهًا اللوم للإعلام لأنه السبب في الكثير من اللغط باستقطابه أناس ليس عندهم علم، ويدعون الاجتهاد. 

ومن جهته أوضح د. خالد عزب أن سبب شهرة الأزهر وبقائه أكثر من الف عام هو التعددية، فالأزهر يدرس المذاهب الفقهية كلها، كما أنه في كل الأزمنة يدعو للحداثة ويعمل دائمًا على التجديد فهو سمة من سماته. 

ويشارك الأزهر الشريف – للعام الثالث على التوالي - بجناحٍ خاصٍّ به في معرض القاهرة الدولي للكتاب؛ وذلك انطلاقًا من مسؤولية الأزهر التعليمية والدعوية في نشر الفكر الإسلامي الوسطي الذي تبناه طيلة أكثر من ألف عام. 

ويقع جناح الأزهر في قاعة التراث بالمعرض رقم "4"، حيث يمتد على مساحة نحو ألف متر، تشمل عدة أركان، مثل قاعة للندوات، وركن للفتوى، وبانوراما الأزهر، وركن للخط العربي، فضلا عن ركن للأطفال والأنشطة والورش الفنية.