القوات الإثيوبية تصفع حركة الشباب بتصفية 35 من مقاتليها

الأربعاء 30/يناير/2019 - 02:56 م
طباعة القوات الإثيوبية أميرة الشريف
 
ما زالت حركة الشباب الإرهابية في الصومال تلعب دورا قويا في زعزعة أمن واستقرار دول القرن الإفريقي، حيث ردت القوات الجوية الإثيوبية، اليوم الأربعاء، بتنفيذ غارة جوية على قاعدة مقاتلي الحركة في منطقة "بور هيبة" 75 كم شرق مدينة بيدوا.
وجاءت الغارة ردا على كمين نصبه مقاتلو حركة الشباب لقافلة للقوات الإثيوبية التابعة لبعثة الاتحاد الإفريقي في الصومال في 18 من الشهر الجاري.
وذكرت الحركة في ذلك الوقت أنها ألحقت خسائر كبيرة في صفوف القوات الإثيوبية التي كانت متوجهة إلى بيدوا عاصمة ولاية جنوب غرب الصومال بعد خروجها من مدينة “بورهكبه” في إقليم باي بالولاية.
يأتي ذلك في وقت أعلنت الحركة مسؤوليتها عن تفجير بسيارة مفخخة وقع بالقرب من محطة وقود في العاصمة مقديشو أمس الثلاثاء، وأسفر عن مقتل شخصين على الأقل.
وذكر بيان لوزارة الدفاع الإثيوبية أن سلاح الجو الإثيوبي قصف مواقع لمقاتلي الحركة أسفر عن مقتل 35 من مقاتليها، بينهم رئيس العمليات في غارة جوية استمرت 44 دقيقة، مضيفًا أن 4 مركبات عسكرية و5 أسلحة ثقيلة تم تدميرها في الغارة الجوية.
وكانت وزارة الدفاع الإثيوبية، قد أعلنت في الـ19 من يناير الجاري مقتل عدد من جنودها وإصابة آخرين، إثر تعرض قافلة تابعة لقواتها العاملة في مهمة حفظ السلام الأفريقية بالصومال لهجوم، من قبل مجموعة تابعة لحركة الشباب الإرهابية.
وتشارك إثيوبيا، منذ مطلع عام 2014، بنحو 4 آلاف جندي من أصل 22 ألف جندي في بعثة حفظ السلام الأفريقية (أميصوم)، منتشرين في عدد من المناطق بالصومال لمحاربة تنظيم حركة الشباب الإرهابية.
وتشن حركة "الشباب"، ذات الصلة بتنظيم "القاعدة" الإرهابي، هجمات بصورة متكررة ضد مسؤولين حكوميين وأجانب وفنادق ومطاعم بالصومال.
وظهرت حركة الشباب الإرهابية عام 2006 لتبايع تنظيم القاعدة، وإذا كانت الصومال هي منطقة عملياتها الرئيسية، بيد أن نفذت أيضا اعتداءات إرهابية في إثيوبيا وكينيا وأوغندا.
وتم تأسيس الحركة كوسيلة للحماية الذاتية بسبب الشعور بالاستياء من المنظمات الجهادية القائمة، والمنشقة عن اتحاد المحاكم الإسلامية، حيث كانت الذراع العسكري له، بعد رفضها انضمام الاتحاد إلى ما يعرف بـ"تحالف إعادة تحرير الصومال"، بعد الهزيمة الأخيرة أمام القوات التابعة للحكومة الصومالية المؤقتة، واعتبرت الحركة أن التحالف انحراف عن المنهج الإسلامي الصحيح؛ لأنه يضم بين صفوفه علمانيين، كما أنه لا يتفق مع مبادئ حركة الشباب، التي تؤكد عدم التفاوض مع المحتل الإثيوبي، بالإضافة إلى رفضها التعامل مع الحكومة الانتقالية، واصفة لها بالعمالة والانضواء تحت الأهداف والرغبات الغربية والإقليمية.
وكانت حركة الشباب الأكثر دموية في أفريقيا بجنوب الصحراء الكبرى في عام 2017 ، حيث كانت مسؤولة عن 1،457 حالة وفاة، بزيادة قدرها 93 في المئة عن العام السابق، وكان ثلثا الوفيات في العاصمة الصومالية مقديشو. 
وكان أسوأ حادث قامت به "الشباب " في أكتوبر من العام المنصرم، عندما قُتل 588 شخصاً وجُرح 316 آخرين في انفجار خارج فندق سفاري في منطقة هودان بالعاصمة مقديشو.
وإذا كان العديد من الدول الأكثر تضرراً بالإرهاب، قد شهدت انخفاضاً في عدد الوفيات خلال السنوات الأخيرة، بما في ذلك أفغانستان والعراق وسوريا ونيجيريا وباكستان، فإن الصومال كان استثناء مؤسفا، بسبب هجمات حركة الشباب، إذ قتل أكثر من 6000 شخص بسبب الإرهاب منذ عام 2001.
وفي وقت سابق كشفت وثائق عن دعم ثلاثي الشر المتمثل في قطر وتركيا وإيران لحركة الشباب الصومالية، حيث كشفت معلومات مستقاة من وثائق قضائية أن وكالة الاستخبارات التركية أرسلت مئات الآلاف من الدولارات إلى حركة الشباب الصومالية، عبر عميل كان سجينا سابقا في معتقل "غوانتانامو".
وتترافق هذه المعلومات التي كشفها مركز أبحاث في السويد، مع تقارير أمنية أميركية سابقة، أشارت إلى تمويل من قطر، حليفة تركيا الأولى في المنطقة، للمنظمات المتطرفة، ليكتمل المشهد الإرهابي في الصومال، البلد الأفريقي الغارق في الفوضى بسبب ممارسات أنقرة والدوحة المتحالفتين أيضا مع النظام الإيراني، في دعم المتطرفين.
وأسفرت العمليات الإرهابية لحركة "الشباب" التي تأسست عام 2004 داخل الصومال إلى مقتل عشرات الآلاف، وقد وسعت من أنشطتها الإرهابية عبر الحدود لتستهدف كينيا على وجه الخصوص بالإضافة إلى عدد من دول الجوار.

شارك