إيران تريد العراق ساحة لمواجهة أمريكا اقتصاديًا وسياسيًا وعسكريًا

الجمعة 08/فبراير/2019 - 11:16 ص
طباعة إيران تريد العراق روبير الفارس
 
إيران تسعى بشكل جدي لجعل العراق ساحة لمواجهة الولايات المتحدة الامريكية اقتصاديا وذلك  بالإلتفاف على العقوبات  الاقتصادية التى تفرضها امريكا عليها منذ نوفمبر الماضي وسياسيا بضخ التناحر بين عناصر العراق الشيعية والكردية والسنية وللوصول الي مشروع قرار في البرلمان يلزم القوات الأمريكية بتحديد موعد للانسحاب من العراق (رغم عدم جدواه) ،وعسكرية بتوظيف الميليشيات وبعض القوى العشائرية أو ما تبقى من الجماعات المتطرفة من “داعش والقاعدة” في المدن السنية إذا تطور صراع النفوذ إلى صراع عسكري. كشف ذلك  تقرير للباحث العراقي مجاهد الطائي حيث اشار الي  الزيارة السرية القصيرة للرئيس الأمريكي ترمب عشية عيد الميلاد للعراق وما تلاها بزيارة أخرى لوزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو ،التى اعقبتهما  الزيارة العلنية الأطول لوزير الخارجية الإيراني جواد ظريف التي أستغرق 5 أيام بعد زيارة بومبيو بأيام قلائل ،وأعلن من خلالها عن زيارة مرتقبة للرئيس الإيراني حسن روحاني أيضا في مارس المقبل، في إشارة واضحة ورسائل إيرانية بأننا أصحاب النفوذ الأقوى في العراق الذي تعتبره حديقة خلفية لها ومنعه في أن يكون حائط الصد وحامي البوابة الشرقية للوطن العربي مرة أخرى. سار ظريف فوق خطوات بومبيو الرئيسية بلقاءاته بالشخصيات الرسمية وناقش الملفات ذاتها التي طرحها، بالإضافة إلى لقاءاته التي شملت شخصيات ميليشياوية وعشائرية ومسؤولين محليين سنة وشيعة في بغداد وأربيل والسليمانية وكربلاء والنجف برفقة وفد رسمي كبير ومستثمرين وتجار بالإشارة إلى تحدي العقوبات الأمريكية المفروضة على بلاده والاستعدادات لأي مواجهة سياسية أو عسكرية وحتى اقتصادية وهي الأهم في هذه المرحلة.
وقال الطائي بحث ظريف خلال الزيارة التحضيرات لمواجهة مساعي واشنطن الحثيثة لعزل إيران وإبعادها عن العراق أو منافستها على الأقل والحد من تمكن نفوذها المتنامي أكثر من السيطرة على الملفات العراقية في المرحلة الحالية ،ومحاولة ضم العراق إلى خندق واشنطن بعيدا عن ملالي طهران. عدة ملفات سياسية ومحلية واقتصادية وتجارية كانت حاضرة في مباحثات ظريف شملت شيعياً إنهاء الخلافات الشيعية – الشيعية بين تيار الحكيم وميليشيا العصائب بعد أن أتهمت قناة تابعة للحيكم اغتيال أحد أصحاب المطاعم في بغداد من قبل ميليشيا العصائب مما فجر أزمة بينهما ، ناهيك عن الخلافات بين تحالفي الإصلاح – البناء على خلفية إصرار كتلة “البناء” على مرشح وزارة الداخلية القريب من إيران “قاح الفياض” ورفضه من قبل تحالف الإصلاح وتحديدا كتلة سائرون المدعومة من الصدر الذي لم يلتقيه ظريف، فإيران تريد استكمال تشكيل الحكومة العراقية لتكون أقوى وتتخذ مواقف مساندة لها بشكل أفضل ؛ لأن التأخير قد يخدم واشنطن بجر أطراف وقوى في الحكومة بعيدا عن نفوذ وسيطرة إيران.
أما كرديا ، فهناك خلافات حول تشكيل حكومة إقليم كردستان وتسعى إيران لدعمها ودعم مباحثات بغداد – أربيل بما يخدم مصالحها ، وقد اجتمع ظريف في أربيل والسليمانية بقيادات حزبي “البارتي” و “اليكتي” ودعم التبادل التجاري وبحث إنشاء منطقة حرة في السليمانية لتجاوز العقوبات الأمريكية. أما سنيا فقد ألتقى ظريف بشخصيات سنية وشخصيات شيعية قريبة من المجتمع السني ودعم أي رغبات لحمل السلاح ضد القوات الأمريكية مرة أخرى في مدن نينوى وصلاح الدين والأنبار وكركوك وبغداد كأوراق ضاغطة باتجاه إخراج القوات الأمريكية من العراق عسكريا، في محاولة لتوظيف قوى سنية بعد أن نجحت تجربة 2005 – 2011 بإخراج القوات الأمريكية بدعم من النظام السوري وإيران لتصب المصلحة النهائية لنفوذ ملالي طهران وينفردوا بالعراق بممارسة سياساتهم الطائفية التي أنتجت داعش والتطرف، لكن معظم المجتمع السني وقواه السياسية اليوم تعلموا من التجربة بالتعامل مع الجميع سواءً “الميليشيات الطائفية أو القوات الأمريكية” وبدأت فعليا تفضيل الولايات المتحدة على إيران وميليشياتها ، ناهيك عن أنها لم يعد بمقدورها مواجهة أحد ، فقد سُحقت المجتمعات السنية وأضعفت بدرجة كبيرة ولم يعد الخيار الإيديولوجي هو المتحكم بها كما كان قبل داعش.
وحذر الباحث من تدخل ايران قائلا إيران تسعى بشكل جدي لجعل العراق ساحة لمواجة الولايات المتحدة اقتصاديا بالإلتفاف على العقوبات ،وسياسيا برص الصفوف الشيعية والكردية والسنية لمشروع قرار في البرلمان يلزم القوات الأمريكية بتحديد موعد للانسحاب من العراق (رغم عدم جدواه) ،وعسكرية بتوظيف الميليشيات وبعض القوى العشائرية أو ما تبقى من الجماعات المتطرفة من “داعش والقاعدة” في المدن السنية إذا تطور صراع النفوذ إلى صراع عسكري.حيث
تُحرّض إيران القوى السياسية الشيعية والكردية والسنية على الولايات المتحدة وتدعوهم للوقوف معها في مواجهة العقوبات بزيادة تدفق السلع وإلغاء التأشيرات بين العراق وإيران والتعاون بالمجال النفطي والطاقة وعدم البحث عن بديل لتعويض السوق العراقي في حال أنتى الإستثناء الأمريكي للعراق الذي مدته 90 يوماً ،ناهيك عن تقديم عروض وتخفيض أسعار ومقايضة سلع وتبادل بالدينار العراقي وإنشاء منطقة حرة في السليمانية وسكة حديد في البصرة لتجاوز القيود الأمريكية، ناهيك عن طرح مشاريع جديدة وزيادة التعاون الاقتصادي للوصول إلى تبادل تجاري يقدر بـ20 مليار دولار وليس 13 مليار دولار وجعل الاقتصاد العراقي يعتمد كليا على إيران، فهي لا تكتفي بتلبية حاجة السوق العراقي وإضعاف اقتصاده، إنما تسعى لتدمير روافده من خلال ضرب الثروة السمكية والزراعية ودعم الفساد وعدم تطويرها وتدمير أي سلع أو منتجات من الممكن تعويضها محليا أو إقليمياً بشتى الوسائل والأدوات.
وختم الباحث تقريره مؤكدا  إن العراق واقتصاده وأمنه يتضرر كل يوم بسبب تفرد إيران وميليشياتها وغياب الدول العربية سابقاً (قبل داعش) ولن يتعافى العراق إلا بمزاحمة النفوذ الإيراني سياسيا وعسكريا واقتصاديا وعدم تركه لإيران تعبث به مرة أخرى بمشاريع توسعية وتنافس لا مصلحة للعراق فيه ، فإيران تحاول إجبار العراق على التعاون الاقتصادي القسري وإفشال أي محاولات لخلق بديل أمريكي أو عربي يعوّض ما تقدمه إيران وعلى العرب مبدئيا دعمه بما يخدم مصالح الطرفين خاصة اقتصاديا وتجاريا ومن خلال ملفات الطاقة فهي السبيل الوحيد لوضع حد لإرتها العراق لإيران.

شارك