صادق مجلس الوزراء الموريتاني في اجتماعه الخميس الماضي بالقصر الرئاسي على مشروع مرسوم يقضي بإنشاء وتنظيم و سير عمل مؤسسة للتعليم العالي تدعى "المحظرة الشنقيطية الكبرى".

وحسب التصنيف الرسمي هي مؤسسة جامعية دينية عصرية، تسعى لتخريج العلماء والفقهاء وفق مناهج التعليم الديني الأصيل التي تكرس مبادئ الاعتدال والسلم، وتحارب مناهج الغلو والتطرف، وهي خطوة تهدف لمواجهة المراكز العلمية التي تسيطر عليها تيارات الإسلام السياسي خاصة جماعة الاخوان المسلمين في موريتانيا.

وقال أحمد ولد أهل داود، وزير الشؤون الإسلامية والتعليم الأصلي، في مؤتمر صحافي عقب اجتماع الحكومة الأسبوعي: " صادقت الحكومة على مشروع مرسوم يقضي بإنشاء وتنظيم وسير مؤسسة للتعليم العالي تسمى المحظرة الشنقيطية الكبرى، وهي مؤسسة عمومية تتمتع بالشخصية المعنوية والاستقلال الإداري والمالي والتربوي ويوجد مقرها في مدينة أكجوجت، وستمكن هذه المؤسسة من استيعاب المتميزين محظريًا وذلك من أجل ترسيخ وترقية المحظرة الموريتانية والحفاظ على ألقها واسترجاع الصورة الناصعة للعالم الموريتاني بموسوعيته واعتداله البعيد عن الغلو والتطرف، فضلاً عن أنها تسعى إلى مد الإشعاع العلمي للبلد في المنطقتين العربية والأفريقية".

وأوضح الوزير أن السلطات العمومية تقوم اليوم ولأول مرة بإنشاء مؤسسة علمية عريقة بمعناها الحقيقي أي محظرة بمعناها العلمي والأكاديمي ستكون مدة الدراسة بها ثمان سنوات موزعة على ثلاث مراحل هي مرحلة الإجازة ثم مرحلة الماجستير ثم الدكتوراه". 

مشيرا إلى أن هذه المؤسسة تتميز عن غيرها من مؤسسات التعليم العالي كالجامعة الإسلامية والمعهد العالي للدراسات والبحوث الاسلامية ، بأن مهمتها الوحيدة هي تخريج العلماء ولهذا ستكون مؤسسة للمتميزين محظريًا يشترط فيها جملة من الشروط من أبرزها الحصول على سند قراءة الإمام نافع بروايتي ورش وقالون والحصول على شهادة الباكلوريا ثم المشاركة في مسابقة دخول هذه المحظرة التي ستشمل جميع معارف المحظرة بالإضافة إلى اللغات الحية والمعلوماتية.

يشار إلى أن قرار إنشاء مؤسسة "المحظرة الشنقيطية الكبرى" جاء بعد سلسلة إجراءات للحكومة الموريتانية نحو حظر الأنشطة السياسية للإخوان التي تتستر خلف حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية "تواصل"، بدأتها في شهر سبتمبر الماضي بسحب ترخيص مركز "تكوين العلماء ثم سحب ترخيص جامعة عبد الله بن ياسين الخاصة، وهما مؤسستان تابعتان للشيخ محمد الحسن ولد الددود المرجعية الروحية والعلمية لإخوان موريتانيا، كما أقدمت الشرطة الموريتانية على إلقاء القبض على قيادي إخواني بارز في نواكشوط، هو محفوظ ولد إبراهيم فال، مدير مركز "تكوين العلماء".

جاء ذلك في أعقاب تأكيد الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز حينها أن بلاده لن تسمح بتوظيف الدين واحتكاره، قائلا "إن موريتانيا ليست علمانية ولن تكون كذلك، لكننا في المقابل لن نقبل أبدا بتوظيف الدين لصالح طرف سياسي لأن الدين الإسلامي ملك للشعب الموريتاني بجميع أطيافه ومكوناته وليس لطرف بعينه".