إخوان سوريا تدعم المخطط التركي للسيطرة على المزيد من الأراضي السورية
الأحد 03/مارس/2019 - 12:09 م
طباعة
فاطمة عبدالغني
تطل جماعة الإخوان الإرهابية في سوريا برأسها وسط أزمة "المنطقة الآمنة"، الجماعة المصنفة إرهابية في أكثر من دولة تحاضر بمكافحة الإرهاب وتتذرع بأن منح جزء من الأراضي السورية لتركيا سيبقي البلاد من مخاطر الإرهاب.
من دون صفة رسمية اعتبرت جماعة الإخوان في بيان لها أن أي منطقة أمنة شمال شرقي سوريا لن تكن أمنة إذا كانت منطلقًا لما وصفته بالعدوان على الجار الأوفى.
ونشرت جماعة الإخوان الإرهابية في سوريا عبر موقعها الإلكتروني بيانًا حمل عنوان: "دور الجار التركي المأمول بين الحق والواجب" دعت فيه الجماعة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لاحتلال سوريا بذريعة إقامة منطقة آمنة في شمال سوريا.
للمزيد حول إخوان سوريا.. اضغط هنا
ووفقا للبيان، قالت الجماعة الإرهابية: "إننا في جماعة الإخوان المسلمين نتوجه إلى جوارنا التاريخي الجيوسياسي في تركيا وإلى الرئيس رجب طيب أردوغان أن يمضوا على طريقتهم في نصرتهم لشعب مظلوم مخذول أطبقت عليه قوى الشر العالمي وما تزال تلاحقه بشرّها ومكرها وكيدها حلقة بعد حلقة، السيد الرئيس رجب طيب أردوغان المنطقة الأمنة بغير رعايتكم الإنسانية الحكيمة والكريمة لن تكون آمنة".
وبحسب المراقبون يتضح أن الجماعة استخدمت في بيانها الأسلوب الإنشائي المطعم بمصطلحات دينية لإظهار تركيا في دور الطرف الوحيد المدافع عن الشعب السوري، وتحدث البيان عن رد الجميل لأردوغان، عبر منحه الولاية على قطعة من الأراضي السورية، ولاية تعيد للأذهان أيام الحقبة العثمانية، ونصّبت الجماعة الإرهابية نفسها متحدثة باسم السوريين، لتختتم بيانها بدعوة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى السيطرة على شمال سوريا، بزريعة بناء "المنطقة الأمنة".
وبحسب تقارير صحفية تشكل تركيا أحد أبرز الرعاة الرسميين لجماعة الإخوان الإرهابية ومن باب التبعية تبنى التنظيم في بيانه الخطاب التركي بشأن أحقية أنقرة في استلام المنطقة الأمنة، وتناسى التنظيم أن الدولة المرجعية بالنسبة له شاركت في الحرب السورية وسهلت عبور المسلحين وتسببت بأزمة لجواء كارثية إلى أوروبا.
يرفض تنظيم الإخوان الإرهابي "منطقة أمنة" بضمانة دولية ويريدها بسيطرة تركية، ويتباكى في الوقت نفسه على وحدة سوريا لكنه بدعوة تركيا يكرس تقسيم البلاد.
ومن ناحية أخرى قوبل بيان الجماعة الإرهابية بانتقادات واسعة لاسيما من المعارضة السورية، واعتبر المعارض السوري البارز ورئيس الجمعية الوطنية السورية محمد برمو، أن بيان الجماعة يحمل في طياته النفاق السياسي والارتزاق، مشيراً إلى أنّ وحدة الأراضي السورية هو الأساس في كل عملية سياسية، لافتاً إلى أن الإخوان مستعدون لبيع سوريا إلى تركيا.
وقال رئيس الجمعية الوطنية السورية "إذا كان هناك دور يجب تفعيله في سوريا فهو الدور العربي الغائب عن سوريا منذ بداية الأزمة وليس الدور التركي"، مؤكداً أن الدول العربية قادرة أن تلعب دوراً حيوياً في ضمان الأمن والاستقرار في سوريا.
ولفت برمو، إلى أن المعارضة التي تبيع سوريا إلى دول الجوار لا تستحق أن تكون معارضة سياسية وطنية، مؤكداً أن جماعة الإخوان كانت ومنذ البداية سبباً في شق صف المعارضة السورية ونشر التطرف في سوريا، مشدداً على ضرورة إعادة النظر في مثل هذه القوى التي تدعي أنّها معارضة سورية.
يشار إلى أن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، اقترح، في يناير الماضي، إقامة "منطقة آمنة" في شمال سوريا على أن تكون بعرض 20 ميلًا (32 كيلومترًا).
ورحبت تركيا مرارًا بإقامة المنطقة، كما أعربت عن استعدادها لإنشائها وحمايتها وتولي شركة الإسكان التركية أعمال الإنشاءات فيها، بحسب ما أكد أردوغان خلال كلمته أمام الكتلة البرلمانية لحزب "العدالة والتنمية" في البرلمان في 15 من يناير.