فندق "مكة المكرمة" في الصومال بين هجومين

الأحد 03/مارس/2019 - 01:42 م
طباعة فندق مكة المكرمة حسام الحداد
 
قتل 20 شخصاً على الأقل في الهجوم الذي انتهى مساء الجمعة 1 مارس في مقديشو بعد حصار دام نحو 22 ساعة، كما ذكرت فرق الإغاثة لوكالة "فرانس برس"، بينما دعت الحكومة السكان إلى مساعدتها في مكافحة الارهابيين في "حركة الشباب" المتطرفة.
وقال مدير إدارة الإسعاف الخاص في مقديشو عبد القادر عبد الرحمن لـ"فرانس برس": "فرقنا انتشلت جثة أخرى بعد انتهاء العملية، ما يرفع عدد القتلى المؤكدين إلى 20". وقبل ذلك ليلاً، دعا رئيس الوزراء الصومالي حسن علي خيري، إلى مضاعفة الجهود لمكافحة "حركة الشباب".
وقال للصحافيين إن "الحكومة الصومالية لن تتوقف أبداً في حربها ضد حركة الشباب وهدفنا يبقى القضاء عليها بأي ثمن". وأضاف: "لا يمكن لأي مواطن صومالي أن يبقى محايداً في حرب الحكومة على الحركة"، داعياً الصوماليين إلى "الوقوف إلى جانب حكومتكم وسيتحقق النجاح".
وأشاد رئيس الحكومة أيضاً بقوات الأمن، مؤكداً أنها واجهت وضع احتجاز رهائن، ما أدى إلى إطالة مدة الحصار. وقال: "أهنىء قوات الأمن التي برهنت على شجاعة عندما أخذت الوقت اللازم لتحرير المدنيين الذين كان يستخدمهم الإرهابيون دروعاً بشرية في منزل"، مؤكداً انقاذ 35 شخصاً في هذا الإطار. لكن رئيس الوزراء لم يذكر حصيلة لضحايا الهجوم الذي أدى أيضاً إلى جرح 112 شخصاً نقلوا إلى 3 مستشفيات في العاصمة، بحسب إدارة الإسعاف.
من جهة أخرى، عرضت قوات الأمن الصومالية أمام الصحافيين جثث 4 مهاجمين على حد قولها. وفي بيان بثته على موقعها الالكتروني، قالت "حركة الشباب" إن 4 من عناصرها قتلوا في العملية، لكنها أكدت أن آخرين في المجموعة المسلحة تمكنوا من الفرار.
والهجوم هو الأخير في سلسلة التفجيرات والهجمات التي نفذتها الحركة التي تستهدف باستمرار مقديشو في إطار معركة للإطاحة بالحكومة. وفر مقاتلو "حركة الشباب" من المواقع التي كانوا يسيطرون عليها في مقديشو عام 2011، وخسروا الكثير من مواقعهم مذاك، لكنهم لا يزالون يسيطرون على مناطق ريفية واسعة من البلاد، بينما يواصلون خوض حرب عصابات ضد السلطات.
الهجوم الأول
كان هذا الهجوم الأخير على الفندق حيث تعرض لهجوم سابق في 27 مارس 2015، حين شن مسلحون من حركة الشباب الصومالي هجومًا على الفندق، انتهى بعد ساعات قليلة من بداية يوم 28 مارس، حين تدخلت وحدة قوات النخبة الخاصة التابعة للقوات المسلحة الصومالية واقتحمت مبنى الفندق، نتج عن العملية مقتل أربعة من منفذي الهجوم، بالإضافة لمقتل حوالي 14 شخصًا خلال المواجهة وجرح حوالي 28 شخص، واستطاعت القوات الخاصة الصومالية انقاذ أكثر من 50 نزيل من نزلاء الفندق.
الهجوم
قام خمسة مسلحين ينتمون لحركة الشباب الصومالية باقتحام فندق مكة المكرمة الواقع في عاصمة الصومال مقديشو، حيث تمكن المسلحون من اقتحام الفندق بعد قيام انتحاري بتفجير سيارة مفخخة أمام مدخل مبنى الفندق الذي يرتاده الكثير من مسؤولي الدولة والدبلوماسيين، قامت قوات النخبة في الجيش الصومالي بمحاصرة الفندق الذي تحصن فيه المسلحين لاستعادة السيطرة عليه، وبعد أكثر من 12 ساعة من مهاجمة المسلحين للمبنى تمكنت قوات النحبة من احكام السيطرة على الفندق وقتل المسلحين وتحرير النزلاء، تبنت حركة الشباب المجاهدين الصومالية مسؤولية اقتحام الفندق، وبررت الحركة اقتحامها للفندق بأنه كان وكرًا للعملاء المرتدين، وأن الفندق هو أحد الفنادق الشهيرة التي يرتادها مسؤولو الحكومة.
الضحايا
بلغ العدد النهائي لقتلى الهجوم على فندق مكة المكرمة 14 شخصًا، وقال وزير الإعلام الصومالي محمد عبدي إن القتلى بينهم مندوب الصومال لدى مكتب الأمم المتحدة في جنيف، وخمسة مدنيين، وأربعة من حرس الفندق، وأربعة جنود، كما قتل أيضًا أربعة مهاجمين أحدهم فجر سيارة ملغومة.
ادانة الهجوم الأخير
أدان مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة بدار الإفتاء المصرية، الهجومَ الأخير الذي شنه عناصر حركة الشباب الصومالية على فندق مكة المكرمة بالعاصمة الصومالية مقديشيو؛ ما أدى إلى مقتل وإصابة العشرات، وذلك بعد أن اندلعت مواجهات بين عناصر الحركة وقوات الأمن الصومالية بعد أن استهدفوا الفندق بهجوم انتحاري، موضحًا أن هذه العملية هي نتاج محاولات من حركة الشباب المستمرة للانتشار بشكل كبير في العاصمة الصومالية.
وقال المرصد إن عمليات القتل والتدمير التي تقوم بها هذه الحركة وغيرها من الحركات والمنظمات الإرهابية الأخرى تؤكد تعطُّش هذه الجماعات لإراقة دماء الأبرياء الآمنين في كل مكان، مؤكدًا رفضَ الشريعة الإسلامية للاعتداء على الأبرياء وترويع الآمنين وقتلهم.
وذكر بيان المرصد أن حركة الشباب سبق لها أن قامت باستهداف هذا الفندق أكثر من مرة؛ حيث شنَّت الحركة هجومًا عليه في 27 مارس من عام 2015 وهجومًا آخر في عام 2018، ومن المعروف أن هذا الفندق يرتاده الكثير من المسئولين الصوماليين، ونفذت عناصر الحركة هذا الهجوم بنفس الطريقة التي نُفِّذ بها الهجوم الذي وقع عام 2015، حيث تم تفجير أجزاء من الفندق وبعدها اقتحموه وتحصنوا داخله وسيطروا عليه.
وأشار المرصد في بيانه إلى أن حركة الشباب في الفترة الأخيرة باتت تحاول شن هجمات مكثفة في مدن صومالية عدة، حيث يحاول تنظيم القاعدة دعم حركة الشباب بكل ما لديه من قوة وإمكانيات لتثبيت أركانه في الصومال والانطلاق نحو تهديد دول عدة، مثل كينيا وتنزانيا وغيرهما من الدول الأفريقية، إذ بات هناك صراع قوي بين القاعدة وداعش من أجل التمدد في الصومال وغيرها من الدول وبخاصة في غرب أفريقيا التي يشتد فيها الصراع بين جماعة نصرة الإسلام والمسلمين التابعة للقاعدة وتنظيم بوكو حرام التابع لتنظيم داعش.
وقدم المرصد خالص العزاء إلى أسر الضحايا داعيًا المولى بأن يرحم الشهداء منهم، كما يرجو للمصابين الشفاء التام والعاجل.
كما أدانت المملكة العربية السعودية، اليوم الأحد، الهجومين الذين استهدفا موقعاً قرب البرلمان القديم، وفندقاً في العاصمة الصومالية مقديشو، وأسفرا عن سقوط عدد من القتلى والجرحى؛ وأكدت وقوفها إلى جانب الحكومة الصومالية في مواجهة الإرهاب والتطرف.

شارك