بعد تضيق الخناق على "داعش".. "قسد" تبطئ عملياتها بسبب المدنيين في الباغوز
الثلاثاء 05/مارس/2019 - 12:16 م
طباعة
فاطمة عبدالغني
يضيق الخناق على داعش في بلدة الباغوز السورية، فالتحالف الدولي يكثف استهدافه لمواقع التنظيم فيما تحاول قوات سوريا الديمقراطية "قسد" تحقيق حسم ميداني، مئات الأشخاص خرجوا من معقل داعش بينهم عدد من مسلحي التنظيم مع تزايد الضغط، فيما تتوقع "قسد" استسلام المزيد من مسلحي داعش وخروج أعداد من المدنيين، ويؤكد المرصد السوري أن قتلى التنظيم في تزايد ومن بينهم قادة، كما فقدت قوات سوريا الديمقراطية عددًا من مقاتليها أغلبهم بسبب الألغام والسيارات المفخخة، وبعد أيام من القتال المحتدم أعلنت "قسد" أنها تتعمد إبطاء القتال بسبب وجود مدنيين، ولكنها شددت على أن هذه المعركة الحاسمة ستنتهي خلال أيام.
طالت فصول معركة إنهاء وجود داعش ولكنها تدخل أيام حاسمة مع انحسارها في منطقة المزارع التي تعد خط التحصين لمنطقة سيطرة التنظيم، وتفيد مصادر ميدانية أن مقاتلي التنظيم أحاطوا أنفسهم بحزام من الألغام ويبدون مقاومة شديدة، ولم تحقق قوات سوريا الديمقراطية خلال الساعات الماضية تقدمًا كبيرًا بسبب الألغام والمفخخات، كما أن التنظيم شيد شبكة أنفاق معقدة يستخدمها للتنقل وتنفيذ الهجمات المضادة ونصب الكمائن، وعلى خط الحدود يتأهب الجيش العراقي ومليشيات الحشد الشعبي خوفًا من تسلل مقاتلي داعش، وتقول بعض التوقعات إن نقطة نهاية المعركة ستوضع خلال أيام لكن الواقع الميداني يوحي بأن الحسم النهائي قد يطول.
وعلى صعيد متصل، قال متحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية أمس الاثنين إن 200 من مقاتلي داعش استسلموا بعد معركة شرسة في منطقة الباغوز التي تعد آخر جيب متبقي لهم في شرق سوريا، ويعتقد أنهم خلفوا وراءهم حوالي 3000 شخص بعد أن فتحت القوات السورية ممرًا آمنًا لهروبهم.
وأضاف المتحدث أن نحو ألف مقاتل آخرين لا يزالون متحصنين في بعض الجيوب في مناطق نائية على مسافة أبعد تجاه الغرب، حيث نفذوا عدة هجمات على مناطق أخرى كانوا فقدوا السيطرة عليها.
ومن جانبه أشار مصطفى بالي، مدير المكتب الإعلامي لقوات سوريا الديمقراطية، إلى أن التنظيم منذ بداية المعركة يستخدم السيارات المتفجرة والعربات المفخخة والأحزمة الناسفة، وقال: "من بينها 3 سيارات كانت على وشك أن تصل يوم أمس إلى نقاط تجمع قواتنا، لكن القوات الخاصة تعاملت معها واستهدفتها قبل بلوغها الهدف"
وشدد بالي على أنه لا يمكن قياس تقدم هذه المعركة بالأمتار، أو السيطرة على مواقع جديدة، وقال: "بقدر انتهاء المهمة، والقضاء على التنظيم بشكل نهائي، أمامهم خياران لا ثالث لهما: إما الاستسلام من دون شروط أو مطالب، أو سيتم القضاء عليهم عسكرياً".
وفي السياق ذاته قالت قوات سوريا الديمقراطية إنها أبطأت وتيرة هجومها لأنها اكتشفت وجود عدد من المدنيين لا يزالون عالقين في هذا الجيب، وكانت تتوقع أن عمليات الإجلاء شملت جميع المدنيين هناك، غير أنها تعهدت بأن تحرر المنطقة في وقت قريب.
يشار إلى أن "قوات سوريا الديمقراطية" تتقدم في الجيب الأخير لتنظيم «داعش» الذي يستعمل جميع الوسائل للدفاع عن نفسه، ويستخدم كل الأسلحة الثقيلة والخفيفة المتبقية بحوزته، بعد استهداف القوات مستودع أسلحة وذخيرة قبل يومين، بالإضافة إلى زرع الألغام والعبوات الناسفة بشكل مكثف لإعاقة تقدم خصومه، وتفخيخ الشاحنات وإرسالها إلى مناطق سيطرة القوات التي تقوم بدورها بصد هجماته واستهدافه براً وجواً.
ومع استمرار المعارك التي دخلت يومها الرابع يرجح مسؤولون عسكريون من قوات سوريا الديمقراطية أن تنتهي خلال أسبوع، حيث يدافع عدد من مقاتلي تنظيم داعش، غالبيتهم من جنسيات أجنبية بعناد عن آخر بقعة من سلطة، متحصنين في أنفاق وخنادق داخل ما تبقى لهم في الشرق السوري