مع اتهامها باستهداف أمنه الوطني.. المغرب في مواجهة أطماع جمهورية الملالي
الثلاثاء 05/مارس/2019 - 01:57 م
طباعة
أميرة الشريف
ما زال الدور التخريبي الذي تلعبه دولة الشر إيران في تمويل عمليات التشيع المستفحلة فى الدول العربية من أجل فرض هيمنتها ونفوذها لعدم الاستقرار فى المنطقة العربية، لذلك هاجم وزير الداخلية المغربي عبدالوافي لفتيت، إيران، متهمًا إياها بالسعي إلى الهيمنة والتمدد في جميع أرجاء الوطن العربي.
و اتهمت المغرب إيران باستهداف أمنه الوطني، وتنسيق مع ألمانيا بخصوص قضية الصحراء، واستدراج "بوليساريو" لمغربي وقتله، وتساؤل حول من يحكم قطاع السياحة في المغرب، ورفض وزاري لإعادة تعيين مسؤولين مغضوب عليهم، وانتقاد تدخل دبلوماسية أميركية في الشؤون الداخلية للمغرب.
وأوردت صحف مغربية، أنه ارتباطًا بقضية الصحراء، أن عائلة فرد من القوات المساعدة في مدينة العيون، كبرى حواضر الصحراء، اتهمت جبهة "بوليساريو" بتعريض ابنها للتعذيب والتصفية داخل مخيمات تندوف، بسبب دفاعه عن مغربية الصحراء، وقال السالك ولد محمد ولد بريكة، إن "بوليساريو" استدرجت ابنه عن طريق فتاة بعدما أظهرت له حبها، وتواعدا على الزواج، قبل أن تقترح عليه التوجّه معها إلى مخيمات تندوف لزيارة أهلها، مؤكدة له أنه لا خوف عليه هناك، ما جعله يثق فيها ويتوجّه إلى حتفه بقدميه.
وقال لفتيت خلال مشاركته في الجلسة الافتتاحية للدورة الـ 36 لمجلس الوزراء العرب المنعقد في تونس، إن من مخاطر التهديد الإيراني على المنطقة، تأجيجها للفتن الطائفية، وتشجيعها على التناحر الداخلي.
قطار العلاقات المغربية الإيرانية، لم يصمد طويلا أمام أطماع دولة الملالي، إذ عاد إلى التوقف من جديد في مايو 2018، حيث قرّر المغرب قطع علاقاته الدبلوماسية مع الجمهورية الإيرانية، واتهمها بدعم جبهة البوليساريو التي تخوض حرباً لفصل الصحراء الغربية التي استردها المغرب من إسبانيا 1976 وإقامة دولة مستقلة عليها.
وبعدما وقفت أجهزة المغرب الاستخباراتية على معلومات، تفيد بأن إيران تخطت مسألة "الأمن الروحي" للمغاربة الذي شكل تجاوزه خطا أحمر، كان السبب وراء تجميد العلاقات بين البلدين منذ 2009، نحو تهديد الأمن القومي للبلاد، من خلال إقدام أعضاء من تنظيم حزب الله، الوكيل المحلي لإيران في لبنان، على القيام بأنشطة ذات طابع عسكري لمصلحة جبهة البوليساريو، بتنسيق مع السفارة الإيرانية في الجزائر.
وأضاف وزير الداخلية المغربي، اليوم الثلاثاء 5 مارس 2019، أن المملكة المغربية هدفٌ لهذا المسعى الخبيث الهادف إلى تهديد الأمن الوطني وترويع المواطنين المغاربة، من خلال تقديم كل المساعدات لأعداء الوحدة الترابية للمملكة، من أجل تكوين قيادة عسكرية، وتأمين التدريب على الحرب، وتوفير الأسلحة لهم.
وقال إن المغرب رد على ذلك التهديد بشكل حازم وقوي، وصل إلى حد قطع العلاقات الدبلوماسية باعتبار أن أمن الوطن ووحدته خط أحمر، لا يمكن بأي حال من الأحوال التساهل بشأنه.
ولفت الوزير المغربي إلى الدعم المباشر الذي تقدمه إيران لجبهة البوليساريو الانفصالية، وذلك خلال احتفالها بالذكرى الـ 43 لتأسيسها، مشيرًا إلى أنه تم رصد أعلام إيرانية في مخيمات الجبهة إلى جانب الأعلام الجزائرية، فيما استقبل قائد الجبهة الانفصالية الملحق الثقافي للسفارة الإيرانية على مائدة العشاء، وهي مشاركة لم تكن اعتباطية أو بمحض الصدفة.
ويري خبراء أن التكاتف العربى ضرورى ليس فقط من أجل لجم إيران نوويا فقط بل من أجل مواجهة مشروعها المذهبى المتكامل الهادف إلى تفتيت النسيج الاجتماعى العربى فى كافة أرجاء الوطن العربى والدليل اكتشاف خلاياها فى المغرب وتدريب البوليساريو من خلال حزب الله.
وفي وقت سابق، قالت تقديرات رسمية، إن طهران أنفقت في تمويلها للميليشيات الأجنبية في العديد من الدول العربية خلال السنوات الأخيرة ما يتراوح بين 40 و80 مليار دولار، وتشير هذه الدراسات إلى أن طهران أنفقت في العراق ما يزيد على مئتي مليون دولار سنويا، منذ الغزو الأمريكي في العام 2013 وحتى نهاية فترة رئاسة بوش الابن، خصصت جميعها في تجهيز وتسليح عدد من الميليشيات الشيعية العراقية، بمبالغ تراوحت بين 10 ملايين و35 مليون دولار سنويا، وهو التمويل الذي طال حركة حماس في فلسطين المحتلة، والتي حصلت حسب تقديرات بعض المحللين على مبالغ بلغت نحو مئتي مليون دولار سنويا، فيما تلقى الحوثيون في اليمن، تمويلات تجاوزت حسب بعض المراقبين في العامين الأخيرين، 300 مليون دولار.
ووفق احصائيات، وعلي مدار العقدين الماضيين لم يتوقف دعم إيران لقوى الإرهاب والتطرف المسلحة، وغير المسلحة في العديد من الدول العربية، بل إن طهران تحولت مع مرور الوقت إلى عاصمة طاردة للدبلوماسيين العرب والأجانب، في أعقاب حادث اقتحام السفارة السعودية في طهران في العام 1987، وهو الاقتحام الذي أسفر عن مقتل مساعد الغامدي أحد الدبلوماسيين السعوديين في السفارة، وإصابة القائم بالأعمال، وقد تكرر حادث الاقتحام مجدداً في العام 2015، بمحاولة اقتحام القنصلية السعودية في مشهد، ومن قبلها الاعتداء على السفارتين البريطانية والفرنسية، قبل أن يصعد الحرس الثوري من خطة العبث بإطلاق العديد من خلايا التجسس، التي جرى توقيف بعضها خلال الفترة الأخيرة، في اليمن والبحرين والإمارات والمملكة العربية السعودية والكويت، التي شهدت وحدها نحو 18 عملية إرهابية تورطت فيها جماعات تابعة لإيران، ونحو ست عمليات إرهابية في السعودية من بينها تفجير مساجد، ومحاولة اغتيال دبلوماسيين، من بينهم وزير الخارجية السعودي عندما كان سفيراً للمملكة في واشنطن.
ومن قبله اغتيال مصطفى المرزوقي السكرتير الأول في السفارة الكويتية في الهند في العام 1980، ومن بعده بعامين نجيب الرفاعي الدبلوماسي الكويتي في مدريد.
وذكرت تقارير إعلامية عدة، أن النظام الإيراني ينفق حسب العديد من الدراسات الغربية، جل أموال الشعب الإيراني الناتجة عن ثروات بلاده في الخارج، ضمن سياسته المبنية على الإرهاب والتخريب والتدخل في شؤون دول المنطقة.
وتشير العديد من الدراسات الصادرة عن مراكز بحثية أمريكية من بينها معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، إلى تورط إيران في تنفيذ ما يصل إلى 38 عملية إرهابية في أكثر من 16 دولة، من أبرزها 4 عمليات إرهابية في لبنان استهدفت اغتيال الحريري ودعم ميليشيا حزب الله، مشيرة إلى أن مجموع ما ينفقه النظام الإيراني لتمويل الإرهاب في المنطقة العربية يصل إلى نحو 40 مليار دولار سنويا، تنفق على دعم وتسليح وتدريب العديد من الجماعات الإرهابية، ومن بينها داعش، الذي يشير كثير من المراقبين إليه باعتباره أحد تجليات الفكر الإيراني المسلح، ويستدل هؤلاء على ذلك بوصول ميليشيات داعش للحدود الإيرانية أكثر من مرة.