بحظر الأسلحة والبنادق الهجومية.. إجراءات نيوزيلندية صارمة ضد الإرهاب
الجمعة 22/مارس/2019 - 02:31 م
طباعة
أميرة الشريف
تواصل نيوزيلندا مساعيها للقضاء علي الإرهاب، بعد الهجوم الذي استهدف مسجدين في مدينة كرايستشيرش جنوبي البلاد خلال صلاة الجمعة الماضية وأودي بحياة 50 شخصا وإصابة 50، حيث أعلنت رئيسة وزراء نيوزيلندا جاسيندا أرديرن أمس الخميس 21 مارس أن بلادها ستحظر البنادق نصف الآلية والهجومية كالتي يستخدمها الجيش بموجب قوانين صارمة جديدة.
ويعد هذا الحادث هو أسوأ حادث قتل جماعي في تاريخ نيوزيلندا، وأعلنت الشرطة أنها تعرفت إلى هويات كل الضحايا، ما يسمح للعائلات بدفنهم.
وقتل 50 شخصاً يوم الجمعة الماضي على يد متطرف يؤمن بتفوّق العرق الأبيض، في مسجدين بمدينة كرايست تشيرش، أكبر مدينة ضمن جزيرة الجنوب، ساوث آيلند، على الساحل الشرقي لنيوزيلندا.
وكانت رئيسة الوزراء جاسيندا أرديرن وعدت مباشرة بعد المجزرة بتشديد قانون حيازة السلاح الذي سمح للقاتل بشراء أسلحته بصورة قانونية.
وأعلنت جاسيندا بعد أقل من أسبوع على المجزرة أن كل الأسلحة نصف الآلية التي استخدمت في الهجوم الإرهابي سوف يتم منعها في البلاد، وعرضت مجموعة كاملة من التدابير الكفيلة بتحويل أقوالها إلى أفعال.
وستحظر كذلك مخازن الذخيرة الكبيرة وغيرها من الوسائل التي تسمح بإطلاق رشقات من الرصاص، على أن يعرض التعديل القانوني على البرلمان في بداية إبرل ، ولكن في الأثناء سوف تتخذ تدابير مؤقتة لمنع التهافت على اقتناء هذه الأسلحة، وهذا يعني أن المنع بات مطبقاً عملياً.
ووفق احصائيات، يوجد في نيوزيلندا التي يقطنها أقل من خمسة ملايين نسمة، ما يقدر بنحو 1.2 إلى 1.5 مليون سلاح ناري بينها حوالي 13500 سلاح نصف آلي، بما يوازي ثلاث قطع سلاح لكل عشرة سكان، وهو أقل مما في الولايات المتحدة، حيث تصل النسبة إلى أكثر من قطعة لكل شخص.
وقالت أرديرن في مؤتمر صحافي "تغير تاريخنا للأبد يوم 15 مارس، والآن ستتغير قوانينا أيضا، نعلن اليوم إجراء بالنيابة عن كافة النيوزيلنديين لتشديد قوانينا الخاصة بالأسلحة ولنجعل بلدنا مكانا أكثر أمنا.
وأوضحت أن سيجري حظر "كافة الأسلحة نصف الآلية التي استخدمت خلال الهجوم الإرهابي" على مسجدي النور ولينوود.
وأردفت قائلة "سنحظر كل الأسلحة النصف آلية من النوع العسكري، كما أننا سنحظر بنادق الهجوم"، مشيرة إلى أنه سيتم اتخاذ إجراءات مؤقتة لمنع أي اندفاعة محتملة نحو شراء الأسلحة قبل دخول التشريع الجديد حيز التنفيذ: قائلة: إنها تتوقع صدور القانون الجديد بحلول 11 أبريل المقبل، وإقرار آلية لجمع الأسلحة المحظورة وتعويض أصحابها، وأن تكلفة استعادة الأسلحة المحظورة ستصل إلى 200 مليون دولار نيوزيلندي 138 مليون دولار أميركي.
ويملك غالبية المزارعين في الدولة الواقعة في المحيط الهادئ أسلحة يستخدمونها في قتل الحيوانات الضارة للمحاصيل مثل الأرانب.
وأكّدت الشرطة النيوزيلندية، أمس الخميس، أنه تم تحديد هويات الضحايا الخمسين الذين قُتلوا في الاعتداء على المسجدين، وهو ما سيُتيح دفنهم، وقال مفوض الشرطة مايك بوش يمكنني أن أعلن أنه خلال الدقائق القليلة الماضية، تم الانتهاء من عملية تحديد هوية الضحايا الخمسين وتم إخطار جميع العائلات بذلك. وأضاف إنها نقطة تحول في هذه العملية.
في هذا السياق، بدأت السلطات النيوزلندية تشديد القوانين الخاصة بحيازة الأسلحة، وفي الوقت ذاته أكملت تحديد هويات الضحايا الخمسين لهجوم الجمعة الماضي، تمهيدا لدفنهم في مشهد مهيب يوم غد الجمعة.
وفي سياق متصل، رُفع الأذان في أرجاء نيوزيلندا، اليوم الجمعة، في إجراء استثنائي أعقبه الوقوف دقيقتي صمت في ذكرى مرور أسبوع على مجزرة المسجدين، ومع إذاعة الأذان في أرجاء البلاد، وقف الآلاف من بينهم رئيسة الوزراء جاسيندا أرديرن والناجون المصابون، في حديقة قبالة المسجد الذي بدأت فيه المذبحة المروعة، وقال جمال فودة، إمام مسجد النور في مدينة كرايست تشيرش الذي شهد الهجوم الإرهابي، إن نيوزيلندا أظهرت أنها غير قابلة للانقسام عقب ذلك الهجوم.
وأضاف فودة: "يوم الجمعة الماضي ، وقفت في هذا المسجد ورأيت الكراهية والغضب في أعين الإرهابي الذي قتل 50 شخصا وجرح 48 وفطر قلوب الملايين حول العالم، قائلا: "اليوم من نفس المكان أنظر وأرى المحبة والرحمة في عيون الآلاف من الرفاق النيوزيلنديين والبشر من جميع أنحاء العالم".
وأوضح: "لقد حاول الإرهابي تمزيق أمتنا بأيديولوجيته الشريرة ، لكن على النقيض، أظهرنا للعالم أن نيوزيلندا غير قابلة للانقسام".
ووجه فودة الشكر لرئيسة الوزراء جاسيندا أردرن، واصفا قيادتها بأنها "درس لقادة العالم".
وقال: "شكرا لك على تحقيق التماسك بين أسرنا وتكريمنا بحجاب بسيط، شكرًا لك على كلماتك ودموع التعاطف، شكراً لكونك واحدة منا".
وأضاف أن مقتل 50 شخصا يوم الجمعة الماضي لم يحدث بين عشية وضحاها ولكنه كان نتيجة لخطاب معادٍ للمسلمين من بعض السياسيين ووسائل الإعلام.
وتجمع آلاف الأشخاص، بينهم كثير من مرتديات الحجاب، في متنزه هاجلي بارك في الجهة المقابلة لمسجد النور الذي شهد مقتل 42 شخصا قبل أسبوع عندما فتح مسلح النار على من بداخله.
وقالت أردرن، التي شاركت في تلك المراسم، قبل خطبة الجمعة: "نيوزيلندا تعاني معكم، نحن (جسد) واحد"، وبعد الوقوف دقيقتي صمت، ألقيت خطبة الجمعة باللغتين العربية والإنجليزية .
وبعد إقامة الصلاة، اقترب غير المسلمين من المسجد ووضعوا باقات الزهور واحتضنوا والتقطوا صور سيلفي مع المسلمين، وارتدت العديد من النساء في أرجاء البلاد غطاء للرأس تضامنا مع المسلمات.
كما ظهرت رئيسة الوزراء النيوزيلندية وسط جموع المشيعين الذين شاركوا المسلمين في صلاة الجمعة الأولى بعد المجزرة بالحجاب، حيث أعلن الخميس عن دعوة عامة للنيوزيلنديين، لارتداء الحجاب الجمعة، لإظهار التضامن مع المسلمين.