الإمارات تقود حراكًا عربيًا لحماية المنطقة من الشر الإيراني
السبت 30/مارس/2019 - 03:08 م
طباعة
أميرة الشريف
ما زالت دولة الشر الإيرانية، أزمة عالقة لكافة الدول العربية والأوروبية، وخاصة في ظل مواصلة دعمها وتمويلها للإرهاب والتنظيمات المتطرفة، بغرض تفكيك المنطقة بأكملها ونشر الفوضي والسيطرة علي زمام الأمور بمفردها، وتدخلها في الشؤون الداخلية للبلاد، ومواصلة للجهود الدولية من أجل التصدي لإيران، لإحلال الاستقرار في الشرق الأوسط، وإخراج إيران من تلك المنطقة خاصة سوريا والعراق واليمن، عقدت اللجنة الوزارية الرباعية العربية المعنية بمتابعة تطورات الأزمة مع إيران، اجتماعاً لها، أمس الجمعة، بمقر الأمانة العامة لمجلس وزراء الداخلية العرب في تونس.
وانعقدت الجلسة برأسة الإمارات وتمت بمشاركة الدول الأعضاء في اللجنة وهي السعودية والبحرين ومصر، بحضور الأمين العام لجامعة الدول العربية.
وأصدرت اللجنة الوزارية بياناً أدانت واستنكرت فيه استمرار التدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية للبحرين، وقيامها بمساندة الإرهاب وتدريب الإرهابيين وإيوائهم، وإثارة الفتنة والنعرات الطائفية.
كما رحبت اللجنة بقرارات عدد من الدول بتصنيف ما يسمى "سرايا الأشتر الإرهابية" في البحرين والتي تتخذ من إيران مقراً لها، كمنظمة إرهابية، وتصنيف عدد من أعضائها على قائمة الإرهاب، مؤكدة أن هذا الموقف يعكس إصرار دول العالم على التصدي للإرهاب، على الصعيدين الإقليمي والدولي .
وتأسس تنظيم المقاومة الإسلامية في البحرين "سرايا الأشتر"، في مارس 2012، وهي تنظيم شيعي مسلح، يتلقى تدريبًا ودعمًا من إيران والجماعات الشيعية العراقية المربطة بالحرس الثوري الإيراني.
وأدانت اللجنة استمرار التدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية للدول العربية، واستنكرت في الوقت ذاته التصريحات الاستفزازية المستمرة من قبل المسؤولين الإيرانيين ضد الدول العربية.
كما أعربت عن قلقها البالغ إزاء ما تقوم به إيران من تأجيج مذهبي وطائفي في الدول العربية، بما في ذلك دعمها وتسليحها للميليشيات الإرهابية في بعض الدول العربية، وما ينتج عن ذلك من فوضى وعدم استقرار في المنطقة يهدد الأمن القومي العربي، ويعيق الجهود الإقليمية والدولية لحل قضايا وأزمات المنطقة بالطرق السلمية، وطالبتها بالكف عن ذلك.
كما أدانت اللجنة استمرار إيران في تطوير برنامجها للصواريخ الباليستية، وقيامها بتزويد ميليشيات الحوثي الإرهابية بصواريخ لاستهداف السعودية، حيث قامت بإطلاق أكثر من 200 صاروخ باليستي على عدد من مدن المملكة.
وعقدت هيئة متابعة تنفيذ القرارات والالتزامات، التابعة للقمة العربية، اجتماعاً على مستوى وزراء الخارجية العرب برئاسة السعودية.
وتضم الهيئة في عضويتها، إضافة إلى المملكة، الأردن، وتونس، والسودان، والصومال، والعراق، والأمين العام للجامعة العربية.
وخُصص الاجتماع لاعتماد التقرير السنوي الذي أعدته الهيئة على مستوى المندوبين الدائمين في الجامعة العربية، والمتعلق بمتابعة تنفيذ قرارات قمة الظهران التي عقدت بالسعودية في أبريل 2018.
ويتضمن التقرير متابعة تنفيذ الدول العربية لقرارات القمة كل قرار على حدة ومدى التزام الدول بالتنفيذ والعراقيل التي اعترضت تنفيذ بعض القرارات، من قِبل بعض الدول، وتعد هذه الهيئة الآلية الرسمية لمتابعة تنفيذ قرارات القمم العربية.
ووفق تقارير إعلامية، فإن طهران هي الدولة الأولي التي تآوي وتدعم الإرهاب بشكل دائم، وهي وراء العنف المستشرى في عدد من الدول، وبالتالي كان لابد من تكاتف الجهود لإخراجها من تلك المنطقة، لعودة الاستقرار مجددا.
واعتزمت الولايات المتحدة الأمريكية طرد التواجد الإيراني من منطقة الشرق الأوسط خاصة من اليمن وسوريا، وتجلى ذلك في تأكيدات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، خلال الفترة الماضية، بأن القوات الأمريكية ستبقى في سوريا، لمراقبة التحركات الإيرانية.
يرى مراقبون أن تصريحات الولايات المتحدة الأمريكية الأخيرة بشأن التدخل الإيراني في المنطقة، تمثل تمهيدًا لتنفيذ خطة محكمة لطرد إيران من اليمن، وتفكيك ميليشيات الحوثي، بالإضافة إلى تقليص نفوذ حزب الله داخل لبنان.
وكان المبعوث الخاص لوزارة الخارجية الأمريكية لشئون إيران، بريان هوك، أكد في حديث أجرته معه صحيفة "ذا ناشيونال" الأمريكية، أن واشنطن لن تسمح لإيران بأن تفعل في اليمن ما فعلته في لبنان، من خلال إنشاء قوة عسكرية منظمة، كحزب الله.
وأضاف المبعوث الخاص لوزارة الخارجية الأمريكية لشئون إيران أن إيران هددت لسنوات بإغلاق مضيق هرمز، لن تُمنح موطئ قدم في اليمن، حتى لا تمتلك القدرة على تهديد مضيق باب المندب أيضًا، مما يجعلها قادرة على خنق التجارة الدولية، مشيرًا إلى أن العقوبات الدولية على الملالي، حرمت حزب الله من 700 مليون دولار، كانت تصله كتمويل ثابت من النظام الإيراني، مشددًا على أن قطع تمويل الميليشيات، جزء من تأثير العقوبات الأمريكية على إيران.
ووجه المبعوث الأمريكي، رسالة إلى الحكومة اللبنانية، مفادها أن حزب الله منظمة إرهابية تعمل على إزهاق الأرواح، داعيا لعدم منح أي استثناءات أو إعفاءات حول العقوبات التي تطال قطاع الطاقة الإيراني، وبخاصة النفط، والتي يتم تطبيقها على إيران منذ نوفمبر الماضي.
ولفت هوك أيضا إلى أن الزخم الذي أعقب مؤتمر وارسو، ساهم في تشكيل مجموعات عمل مع الدول العربية والأوروبية، لمواجهة التهديد الإيراني على مستويات عدة، محذرا من أن دور إيران الواسع في اليمن، ومنح الحوثيين مئات الملايين من الدولارات، منذ بدء الحرب في عام 2015، يستهدف إنشاء قوة عسكرية تشبه حزب الله في لبنان.
وشدد هوك، أن بلاده لن تسمح لإيران بأن تفعل في اليمن ما فعلته في لبنان، من خلال أن تصبح لها قوة مركزية لها ميليشيات عسكرية تهدد منطقة الخليج.
ووفق تقارير إعلامية، فإنه بالتزامن مع انقضاء أربع سنوات على بدء العمليات العسكرية لتحالف دعم الشرعية في اليمن، والتي انطلقت في 26 مارس 2015، تضاءلت آمال إيران في تصدير مشروعها التخريبي، وبددت أحلامها التوسعية إلى جنوب الجزيرة العربية، مع تضييق الخناق على ميليشيا الحوثي، وإعادة بناء مؤسسات الدولة اليمنية في كافة المناحي، فعندما اجتاحت الميليشيا العاصمة اليمنية صنعاء، واستولت بالقوة على الحكم، ووضعت الرئيس الشرعي عبد ربه منصور هادي والحكومة رهن الإقامة الجبرية، خرج قادة طهران يتفاخرون بأن عاصمة عربية رابعة باتت تحت سيطرة عملائهم، وتوالى تسيير الجسور الجوية بين طهران وصنعاء.
وذكرت التقارير، أن الميليشيا لَم تكتفِ بهذه السيطرة والانهيار، بل شنت حملة اعتقالات طالت الآلاف من الناشطين والمعارضين لها، كما أغلقت المؤسسات الإعلامية والصحف المعارضة والمستقلة، قبل أن تمتد يد بطشها إلى منظمات المجتمع المدني، وتوجت ذلك بالانقلاب على التحالف الذي تشكل مع حزب المؤتمر الشعبي العام، ورئيسه الرئيس الراحل علي عبد الله صالح، حيث عملت طوال سنتين من التحالف على إدخال ميليشياتها إلى المناطق الحيوية في العاصمة.
وتشكل إيران خطرا كبيرا علي الدول العربية، ما لم تنجح المساعي الدولية في "كسر شوكتها"، وإعادتها لنقطة الصفر، وإيقاف مساعيها الرامية إلي تفكيك المنطقة ونشر الفوضي العارمة في الشرق الأوسط، ويجب علي الجهود الدولية أن تستمر في إيجاد حلول جذرية لقطع كافة الخيوط بين إيران والميلشيات الموالية لها في اليمن وسوريا والعراق.