خسارة "إخوان تركيا" في الانتخابات البلدية.. صفعة قوية على وجه أردوغان

الثلاثاء 02/أبريل/2019 - 01:59 م
طباعة خسارة إخوان تركيا فاطمة عبدالغني
 
النتائج لم تخالف التوقعات فهاهو حزب العدالة والتنمية- ذراع الإخوان في تركيا- يُمنى بخسارة كبيرة في الانتخابات المحلية، فقد بدى واضحًا أن التقدم في اسطنبول أكبر مدن البلاد جاء لصالح مرشح المعارضة في حزب الشعب الجمهوري أكرم إمام أوغلو، حيث أكدت اللجنة العليا للانتخابات أن أوغلو تقدم على منافسة مرشح حزب العدالة والتنمية بن علي يلدرم بنحو 28 ألف صوت، حيث أحرز إمام أوغلو قرابة 4,16 مليون صوت مقابل 4,13 مليونا لمرشح حزب العدالة والتنمية رئيس الوزراء السابق بن علي يلدريم.
وتشكل هذه النتائج ضربة قاسمة للحزب الذي يترأسه أردوغان والتي تعد اسطنبول معقلاً له، خسارة الحزب في اسطنبول سبقتها خسارات أخرى في مدن استراتيجية، إذ أشارت النتائج الأولية للانتخابات إلى أن المصير ذاته في اسطنبول واجهه بن علي يلدرم في العاصمة أنقرة وفي كل من أزمير وانطاليا وديار بكر.
ووفق المعطيات المتاحة، حصل منصور يافاش مرشح حزب الشعب الجمهوري لرئاسة بلدية أنقرة على مليون، و523 ألفاً، و819 صوتاً، بنسبة 50.62%، بينما حصل منافسه مرشح العدالة والتنمية محمد أوزهسكي، على مليون، و420 ألفاً، و855 صوتاً، بنسبة 47.20%.
وفي مدينة إغدير بلغ عدد من يحق لهم التصويت 56 ألفاً و116 ناخباً، صوّت منهم 45 ألفاً و818 شخصاً، بينما بلغ عدد الأصوات "الباطلة" ألفاً و524 صوتاً.
وحصل مرشح حزب الحركة القومية لرئاسة بلدية المدينة، عيسى ياشار على 49.01% من أصوات الناخبين بـ21 ألفاً، و710 أصوات، بينما حصل منافسه مرشح حزب الشعوب الديمقراطي، ياشار آق قوش، على 47.39% وذلك بفارق 20 ألفاً و992 صوتاً.
وعلى خلفية هذه النتائج الأولية بدا أردوغان وكأنه مقر بالهزيمة، وأكد أن حزبه سيعالج مكامن الضعف التي ظهرت في هذه الانتخابات وصرح قائلا: "سنقوم بالتأكيد ببناء اقتصاد أكثر استدامة مع إجراء إصلاحات هيكلية من خلال مواصلة عملية التوظيف التي بدأناها وسنقف بوجه محاولات كل من يعمل على إفساد حياة شعبنا والوقوف في وجه لقمة عيشه".
وبحسب المراقبون وعود أردوغان بإصلاحات اقتصادية تعترف ضمنًا بوجود خللاً ما، وهو الذي استمر خلال حملته الانتخابية في إنكار مسؤوليته عن المؤشرات السلبية الخاصة بالتضخم وانخفاض سعر الليرة متهمًا الخارج بالمسؤولية عن ذلك.
كما اعتبر اردوغان نتائج الانتخابات المحلية هذه بمثابة ناقوس الخطر وربما تشكل أيضًا بداية نهاية حقبة أردوغان وحزبه الإخواني، إذا فشل هو وحزبه في تنشيط النمو الاقتصادي مجددًا، لذلك تعهد بأن تركز تركيا من الآن على الاقتصاد المتعثر قبل الانتخابات العامة التي ستجرى في عام 2023.
وبحسب تقارير صحفية يكمن السبب الرئيسي للهزيمة في معاناة الأتراك من الأوضاع الاقتصادية التي تمثل الشواغل الرئيسية للناخبين، وهو ما ركزت عليه المعارضة في أنقرة وإسطنبول، إذ استفادت المعارضة من الوضع الراهن وضغطت على وتر الحالة الاقتصادية الذي كانت تلعب عليه "العدالة والتنمية" خلال الانتخابات السابقة منذ عام 2002.
وفي هذا السياق وتعقيبًا على نتائج الانتخابات قال السفير عبد الرحمن صلاح، سفير مصر لدى تركيا الأسبق، خلال اتصال هاتفي ببرنامج "90 دقيقة"، "إن حزب العدالة والتنمية التابع للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، خسر المعاقل الرئيسية في انتخابات المحليات، وأضاف "أردوغان خسر محليات انقرة وينازع في اسطنبول وانطاكيا بعدما ركز كل السلطات في يده واعترف بأوجه القصور والفشل في هذه انتخابات.
وأوضح صلاح "أن أردوغان اعترف بوجود فشل كبير له ولحزبه في انتخابات المحليات متوعداً أنه سيعمل على حلها"، وتابع: "تصويت الأتراك فى انتخابات المحليات كان عقاب لأردوغان".
ولفت سفير مصر لدى تركيا الأسبق، إلى أن أردوغان، تخلى عن السياسات العقلانية التي تعالج مشاكل المواطنين وتوجه إلى الحيل الدينية، وبدأ في ترديد الشعارات الدينية التي لا تسمن ولا تغنى من جوع، مضيفا: "أردوغان ترك وهجر الأدوات التي كانت تمنحه القوة وبدأ في تعيين المقربين منه".  
وشدد السفير على أن الرئيس التركي يعمل ضد مبادئ الاقتصاد الليبرالي المفتوح الذى أسست عليه النهضة التركية، وأضاف: "ويطور الأمر الآن باعتبار أن الأزمة الاقتصادية عبارة عن مؤامرة عالمية ضده وضد تركيا على خلاف الحقيقة.. بالإضافة إلى أنه خلق عداوة مع كافة جيران التركية ولم يعتمد على مد جسور التعاون والتواصل رغم عدم وجود مصالح متضاربة معهم".
ومن جانبه كشف دانيز شام أوغلو، القيادي بحزب الشعب الجمهوري التركي المعارض، خطة المعارضة التركية بعد تحقيقها نتائج إيجابية في الانتخابات البلدية، مشيرًا إلى أن أحزاب المعارضة التركية تمكنت من الفوز في عدد من المدن الرئيسية.
وقال  القيادي بحزب الشعب الجمهوري التركي المعارض، إن خطة المعارضة التركية تتمثل في إعادة ترتيب الدولة وتوزيع القوى، بجانب محاربة الغلاء الحاصل والفساد في بعض المناطق التركية بفعل سياسات أردوغان.
وبشأن سياسة المعارضة التركية حول التواجد الإخواني في إسطنبول، قال دانيز شام أوغلو: "سنطالب بتفعيل قانون محاربة الإرهاب وتسليم المجرمين لبلادهم، مع أخذ بعين الاعتبار المواثيق والقوانين الدولية المعنية بحقوق الإنسان وحرية الرأي".
ومن ثم وبحسب المراقبون ففي ظل خسارة أردوغان، من المحتمل أن تلجأ السلطات التركية إلى تسليم أنصار الإخوان الهاربين في تركيا، ما يجعل الإخوان في حالة رعب من الأمر، لذا ستسعى الجماعة لتبيض وجه الرئيس التركي أمام المعارضة.

شارك